نحن فى وقت يتألم فيها الجميع ورائحة الموت تزكم الأنفاس والبحث عن بصيص أمل ودواء حلم يراود الناس مع اليقين برحمة الله تجد بعض الناس تستغل الأزمات الاقتصادية والتى تهدد البشرية على مستوي العالم والوطن وتسعي بكل جهد لتحقيق المصالح والمكاسب من وراء ذلك وأن هذه المكاسب لن تفيد حتى لو بلغت أطنانا من الأموال للأسف الشديد شهدت السوق المصرية خلال الأيام الماضية تحركا للسوق مليئة بالجشع فى وقت تحاول الدولة بشتى الطرق تأمين حاجات الناس تجد فئة باغية امتلأت بطونهم بالمال الحرام ويأبون أن يتوبوا حتى فى وقت أصبح الموت قريبا أكثر مما يظنون مستغلين أوضاعا للضغط على مقدرات المواطنين والدولة
ففى الوقت الذى تجد محاولات إنسانية تفرح القلوب تجد مقابلها للأسف من يستغل الأزمة فى أبشع صورها وتلك
الأزمة كشفت معادن الرجال فى وقت الشدة حيث يستغل معدومو الضمائر الأزمات ويتخذونها سلاحاً لهم للتلاعب فى أسعار السلع والمواد الغذائية وهو ما يجعل المواطن فريسة للجشع والممارسات التى استنزفت جيوب المصريين بأسعار غير مبررة وهوامش ربح خيالية يحصل عليها التجار الجشعون والموزعون ويساعدهم فى ذلك سلوك خاطئ يتمثل فى تدافع وتهافت المواطنين عليها لسد حاجتهم وهو ما يجرى الآن فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد ووضع المال فوق شعوبها واستغلال حاجة الناس الضرورية لتحقيق المزيد من المكاسب استغلالا لا يمت بصلة إلى الدين ولا إلى القيم الإنسانية ولا إلى شروط التجارة في مجتمع مسلم في الوقت الذي تبذل فيه الدولة وقيادتها كل الجهود لمساعدة المتجمع المصري على تخطي الأزمة نجد أن هناك من التجار كبارا أو صغارا إما أنهم يزيدون علي البلد بشكل لا مبرر له وإما أنهم يحتكرون السلع ويمتنعون عن عرضها لإخراجها بأسعار أكبر في فترات قادمة وإما أنهم يتصرفون بدون ذمة أو رادع حتى في توفير أبسط الضروريات للمواطن وكأنها غير معنية بتخفيف الأعباء عن الناس حيث يبلغ الجشع مرتبة يستغل فيها صاحب المال أو التجارة أيا كانت حتى الأزمات بما يعني انسلاخا عن أي قيمة إنسانية لأن المال والربح الانتهازي هو وحده فقط الذي يقود أصحاب تلك الضمائر الفاسدة هؤلاء الذين حققوا مكاسبهم وأرباحهم في أوقات الوفرة والراحة لا يستشعرون كما يبدو أهمية التخفيف من تلك الأرباح وإنما هم يعملون الفعل العكسي باستغلال الأزمات لمضاعفة تلك المكاسب والأرباح رغم أنهم يدركون الوضع الاستثنائي بما يتعلق بحياة الناس بدلا من أن يسهموا بما بإمكانهم ويتكاتفوا مع الجهود الدولة والمواطن فإنهم يتصرفون وكأن الأزمة فرصة نادرة لتحقيق المزيد من المال نحن مجتمع ذو قيم وعادات وتقاليد حميدة تطوع فيه الشباب بالآلاف للمساهمة في جهود الدولة وتكاتف الناس العاديون للتخفيف عن أعباء الأكثر فقرا والأكثر حاجة وتقديم العون والمساعدات للأحوج أيا كان شكلها ليتحولون إلى حالة نشاز عن كل أخلاقيات الدين كل هذه النماذج نسوا ربهم في وجود الأزمات التي تحدث حولنا فمتى سيتذكرون الله ومتى تستيقظ ضمائرهم انهم يتاجرون بالام البسطاء ويبقى المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة في كل مصيبة تحل علينا وعلى الوطن لقد سرقوا أحلامنا فلماذا لا يشترون أحلامنا ولو بشيكات مؤجلة ويتأمل واقعيته من عدمه فهل حقاً سرقت أحلام المصريين فلصوص الأحلام هم أسوء من لصوص العصر وهم في مرتبة أعلى لأنهم يسرقون الوطن ويسرقون الأمل الذي يعيش عليه الناس فعندما يسرق الوعي ويغيب عنهم يسهل سرقة أي شي ويبيع أي شي فالمصريين باتوا يعرفون جيداً من سرقهم وسرق احلامهم فلا يمكن بعد اليوم أقناعهم أو أستغبائهم إلى حد تحويلهم إلى خدم يجلسون على رصيف الوطن وبكوا في صمت لسرقة أحلامهم وأفقرهم انهم خفافيش يسرقون ويربحون من دم الوطن والبشر وهذا يدل على أهميه الأخلاق في المجتمع ومدى تأثيرها سواء سلبا أو إيجابا لكل القيم والمبادئ والسلوك الإنساني الحميد والحسن ويجب عليك أن تنظر إلى السلوك المتبع في عمليه التعامل بين أفراد هذا المجتمع لتسطيع أن تحكم على مدى التطوروالذي وصل إليه المجتمع لينعكس بالإيجاب على كل المجالات حتي لا نجد أن السقوط الأخلاقي والانحطاط الأخلاقي ينعكس سلبا ويؤثر في كل جوانب الحياة ولكن للأسف الشديد عندما تنظر إلى حال مجتمعنا تجد أننا نعيش في مستوى ردئ وأن هناك عملية هدم لكل القيم والأخلاق الحميدة وأصبحت مجموعة المبادئ والقيم والأخلاق الحسنة مجرد تعابير ليس لها مكان في الواقع العملي إلا بنسب بسيطة جدا وأصبحت الأخلاق السيئة ثقافه مكتسبة بل وصل إلى حد التباهي والاعتزاز لمن يحمل تلك الثقافة وهنا وأصبحت سلوكياتهم واقعا نعيشه ونلاحظه أمام أعيننا ونمارسه كل يوم حتى صارت ثقافة اعتدنا عليها فسارقي الأحلام يعيشون بيننا ويحطمون ويسخرون من أحلامنا ويطفئون أي قنديل ينير طريقنا فلن ندع أحلامنا بين يدي من سرق ونهب الوطن تلك الأحلام التي باتت واقفة على باب الوطن