كتب إبراهيم أحمد
كشفت اليوم كاسبرسكي عن موقع إلكتروني جديد خاص بأداتها TinyCheck، في خطوة تسلّط الضوء على أحدث التطوّرات في طريقة استخدامها. وتُعدّ TinyCheck أداة فريدة ومبتكرة، مصمَّمة لاكتشاف برمجيات الملاحقة المزروعة على الأجهزة المحمولة. وسيساعد الموقع على تعزيز مجتمع أصحاب المصلحة المشاركين في تطوير الأداة، ودعم الجهود الرامية إلى مكافحة برمجيات الملاحقة والتجسس.
وابتُكرت TinyCheck في العام 2019 إثر نقاش دار بين كاسبرسكي وإحدى المؤسسات الفرنسية المعنية بحماية المرأة، والتي كانت تدعم عددًا متزايدًا من ضحايا برمجيات الملاحقة (Stalkerware)، ولكنها لم تكن متأكدة من طريقة التعامل معها من الناحية التقنية، إذ كانت هناك حاجة إلى حلّ يسهل استخدامه في جمع الأدلّة من دون أن يُكتشف، ما دفع بباحثي كاسبرسكي إلى المسارعة في البحث عن هذا الحلّ.
كانت تلك البداية وراء تطوير TinyCheck وجعلها أداة مجانية مفتوحة المصدر، ما يعني أنه يمكن لأي شخص تنزيلها والمساهمة في تحسينها وتطويرها. ولا تُثبّت TinyCheck على الهاتف الذكي، ولكنها تستخدم جهازًا خارجيًا منفصلًا هو الحاسوب الدقيق Raspberry Pi، لتسهيل اكتشاف برمجيات الملاحقة المثبتة على أجهزة الضحايا بطريقة سهلة وسريعة. وتعمل هذه الأداة على أي نظام تشغيل ومن دون أن تُثير انتباه الجاني الذي يثبت برمجية الملاحقة على جهاز شريكة حياته لتعقبها وإيذائها. وتتسم TinyCheck بكونها أداة آمنة، ولا تقرأ محتويات اتصالات الشخص (الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني وما إلى ذلك)، ولكنها تتفاعل فقط مع الخوادم وعناوين IP التي يتصل بها الهاتف الذكي عبر الإنترنت، وبالتالي فإنها لن تعرف مع من يتواصل مستخدم الهاتف الذكي أو طبيعة التواصل ومحتواه. هذا، ولا تجري مشاركة ما يلتقطه عبر الشبكة جهاز خاضع للتحليل؛ ولن تتلقى كاسبرسكي ولا أيه جهة هذه البيانات، إذ تُجرى جميع التحليلات محليًا.
اختبرت العديد من المنظمات غير الحكومية الأداة TinyCheck على مر السنين، وفي هذا السياق، قال برونو بيريز يونكا العضو الفخري في جمعية “ستوب جندر فيولنس” الداعية إلى وقف العنف بين الجنسين، متحدثًا عن تجربته مع TinyCheck: “عملتُ مع جمعيات العنف ضد المرأة لسنوات عديدة ووجدت أن هذه الأداة تلبي حاجة الضحايا وعامّة الناس. إنها تشبه فحص المستضدات لمعرفة إصابة مريض ما بفيروس؛ فهي اختبار سريع واقتصادي وموثوق به لإجراء فحص أوّلي يمكنه تحديد إصابة الجهاز المحمول”.
وجذبت TinyCheck، في الآونة الأخيرة أيضًا، انتباه المؤسسات والإعلام والشركات في أوروبا. وتعمل جهات إنفاذ القانون والهيئات القضائية في أوروبا حاليًا على اختباره لتقديم دعم أفضل للضحايا في عمليات التحقيق.