كتب إبراهيم أحمد
أصبحت كاسبرسكي أحد المساهمين في شركة “موتيف نيورومورفيك تكنولوجيز” Motive Neuromorphic Technologies المتخصصة في تقنيات الحوسبة العصبية، وذلك بحصة قدرها 15%. وتهدف جهود التطوير المشتركة إلى خلق فرص جديدة للحلول القائمة على تقيات تعلم الآلات، تتمثل في أنظمة التعلم الذاتي والأجهزة المستقبلية الذكية.
وكانت كاسبرسكي أبرمت في العام 2019 اتفاقية تعاون مع “موتيف نيورومورفيك تكنولوجيز”، لتنضمّ إليها في مشروع لتطوير أحد معالجات التشكيل العصبي، ويُدعى Altai، الذي يسرّع عمل معدات الأنظمة باستخدام تقنيات تعلم الآلات. واستطاع المتخصصون في الشركتين، في إطار هذه الشراكة، إنتاج أول دفعة من المعالجات المبنية على الحوسبة العصبية، وطوّروا باقة برمجيات لها، كما نجحوا من خلال التجارب في تأكيد أدائها على أفضل مقاييس السرعة وكفاءة استهلاك الطاقة.
وتعمل الشركتان حاليًا على تطوير نسخة ثانية من المعالج العصبي، وتبحثان عن شركاء تقنيين لإنشاء مشاريع تجريبية مشتركة باستخدام الرقاقة العصبية Altai neurochip.
ومن المنتظر أن يؤدي طرح الرقاقة Altai neurochip الجديدة في السوق إلى رفع كفاءة تقنيات التدريب الخاص بالشبكات العصبية، وإتاحة الوصول إليه أمام مجموعة واسعة من الأجهزة عن طريق التقليل كثيرًا من تكاليف استهلاك الطاقة. وبخلاف المعالجات الكلاسيكية، لا تحتاج المعالجات المبنية على الحوسبة العصبية إلى الوصول إلى الذاكرة أو السجلات واستخراج البيانات منها، لأن جميع البيانات مخزنة أصلًا في الخلايا العصبية الاصطناعية. ما يمكّن من معالجة البيانات الضخمة دون الحاجة إلى قوة حوسبة إضافية على الأجهزة الطرفية. وقد أظهر الاختبار أن معالج Altai يستهلك طاقة أقلّ بنحو 1000 مرة من تلك التي تستهلكها معالجات تسريع الرسوميات التقليدية (GPUs)، المستخدمة على نطاق واسع اليوم.
وبهذه المناسبة، قال أندري دوخفالوف نائب الرئيس للتقنيات المستقبلية لدى كاسبرسكي، إن التعاون لما يزيد على عامين ونصف في هذا المشروع أسفر عن تقدم كبير، معتبرًا أن هناك إمكانات كبيرة في روسيا وعلى الساحة الدولية في هذا المجال. وأوضح أن تقديرات مختلفة تشير إلى أن سوق رقائق التشكيل العصبي سوف تتجاوز 7.5 مليار دولار بحلول العام 2025، مؤكّدًا أن استثمار كاسبرسكي في “موتيف نيورومورفيك تكنولوجيز” يُظهر دورها الجادّ ورؤاها الطموحة والتزامها بالكشف عن أوجه نظر جديدة في مختلف المجالات التقنية، بما فيها المجالات الواقعة خارج نطاق الأمن الرقمي الذي تشتهر به الشركة.
وأضاف: “نمرّ الآن بالجولة الأولى من الاستثمارات ونعتزم رفع حصتنا في السنوات القادمة، فوصول كاسبرسكي إلى تقنيات الحوسبة العصبية يمهّد الطريق أمام إنشاء منظومة تقنية عالمية. ونعتزم في المستقبل إضافة حلول معداتية قائمة على المعالجات المبنية على الحوسبة العصبية إلى نظام التشغيل KasperskyOS المشتمل على مجموعة كاملة من البرمجيات المصممة لمواجهة التهديدات الرقمية، بالإضافة إلى باقة MyOffice”.
من جانبه، قال أليكسي رومانوف الرئيس التنفيذي لشركة “موتيف نيورومورفيك تكنولوجيز”، إن مجال الاستخدامات التطبيقية للمعالجات العصبية المبنية على الحوسبة العصبية يشمل تسريع الأجهزة المستخدمة في أحدث جيل من أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على التدريب المتعلق بما يُعرف بـ “الشبكات العصبية المتصاعدة” (SNN). وأوضح أن هذا النهج “أقرب إلى التفاعلات البيولوجية، فالشبكات العصبية الاصطناعية (ANN)، تقليديًا، تتبادل الأرقام، لكن المعالجات العصبية تمكّنها من العمل مثل الخلايا العصبية البيولوجية التي تتواصل عبر أطرافها الدقيقة”.
وأضاف: “يفسح هذا النهج المجال واسعًا أمام فرص ابتكار حلول توفر كثيرًا في استهلاك الطاقة، وستكون هذه المعالجات مطلوبة في مجالات مثل إنترنت الأشياء والروبوتات والمركبات المسيرة عن بُعد، إضافة إلى المشاريع القائمة على تقنيات الواقع المعزز، وأنظمة الأمن الرقمي المادي، وتقنيات التعرّف على الوجوه، والمعالجة الذكية للبيانات الضخمة. ويمكن أيضًا تضمين هذه الحلول في أنظمة التعرّف على المشاهد والكلام. كما يمكن أن يؤدي تطوير هذه التقنية إلى تحفيز ظهور أجهزة وتقنيات جديدة تمامًا، بسبب قدرتها على التكيّف، وعلى خلق جيل جديد من خوارزميات التدريب”.