في خضم الإنغماس العميق في المقتنيات
المادية للحياة والتعلق المرير في أدوات وأشخاص وبرمجيات جعلت منا أتباع بائسين لوعي جمعي منخفض ، جعلنا ننسي أنفسنا وأجسادنا و عدم التمكن من التعرف على مكنوناتنا العظيمة و مقدراتنا المهولة في صناعة الأقدار لأنفسنا و لمن هم حولنا، ولشدة الخروج من الذات حملنا أسقاما” داخلنا من مشاعر سلبية بحتة أصبحت عبئا” كبيرا” على أرواحنا وحبستنا في ماضي مرير حملناه معنا في كل مراحل عمرنا وحتى في أسفارنا ، و للرضوخ لمتطلبات الوعي الجديد كان لابد من إلقاء منارة من النور على ما نملكه من سحر وإعجاز لنتمكن من القبض المحكم لمسارات الحياة والرجوع للذات التي هي من صنع خالق عظيم.
وفي ظل تغييرات كونية متسارعة الأحداث كان لابد من الإشارة للعقل الباطن وتطوره في التوجيه لحياة أفضل ومعرفة الخطوات اللازمة في إحكام البوصلة الفكرية و تجديد الهوية الكونية لبلوغ الأهداف والسمو بالوعي الذي بدايته من الداخل ونهايته الى أبعد نقطة في الكون،( دواؤك منك وفيك و أنت جرم صغير ينطوي داخله العالم الأكبر) وأي عمل جديد يتطلب رسم الخطة ليسير بها لضمان النتيجة الأفضل، و لأهمية الفرد في الكون والمجتمع لابد في البداية به لنسمو بوعي يخرجنا من مأزق أللا مقدرة وأللاحول.
(كتاب كايزن العقل الباطن في صناعة الواقع
للكاتبة والباحثة روزا قضباشي)