تواجه المراة علي مر العصور منغصات ومعرقلات مستمرة. ويتفنن الكثير من التقليل بشأنها وتستمر هي دوما بالتحدي . فالمرأة الحقيقية هي التي تستطيع تحطيم كل القيود في سبيل هدفها . وسوف اذكر لكم حكاية امرأة قد استسلم لها اليأس من اصرارها ورفع راية التسليم . ( ريتا ليفاي مونتالتشيني)
١٩٠٩. ١٩١٢. تخصصت وتفرغت لدراسة وبحث علم أعصاب الاجنة . كانت تعيش بايطاليا ورغم علمها لم يمنعها من حبها لكتابة الشعر . وبدأ التحدي معها عندما منعتها الحكومة الإيطالية من دراسة الطب والبحوث في عام ١٩٣٨ لأنها يهودية. فقررت تجهيز مختبر سري داخل غرفة نومها حتي تتمكن في الاستمرار في فحص الخلايا العصبية . ورغم علمها كانت دوما تعشق طلتها وتهتم بجمالها فالحس الفني كشاعرة يؤثر عليها داخليا. فكانت غير تقليدية مثل أي امرأة مخترعة تهتم فقط بأختراعتها وتنسي نفسها . كانت لا تهتم للمخاطر في سبيل تنفيذ حلمها . ففي مرة علي متن طائرة متوجه للبرازيل دست في جيب حقيبتها عدد اثنان من الفئران بغرض البحث . اعتمدت علي امكانيتها البسيطة في تجاربها فاحضرت أدوات صغيرة مثل ملاقط صناعة الساعات ومقصات مصممة لاطباء العيون استخدمت هذه الأدوات لاستخراج اجنة الصيصان وقطع اعمدتها الفقرية الي شرائح رقيقة. حتي اكتشفت ليفاي سببا جديدا لم تفشل الخلايا العصبية في التكاثر كما كان يعتقد في السابق . واصلت ليفاي ابحاثها. ونظرا لأنها لم تستطع نشر ابحاثها في إيطاليا قامت بإرسال اوراقها البحثية الي الصحف السويسرية المتاحة بأمريكا. وبعدها تم السماح لها بممارسة البحوث العلمية خارج غرفة نومها . وبعد عدة ابحاث وتجارب في عام ١٩٨٦ حصلت هي وكوهين الذي شاركها عدة ابحاث علي جائزة نوبل في علم وظائف الاعضاء .. ثم تم تعيينها كعضوة في مجلس الشيوخ مدي الحياة بايطاليا. نفس البلد التي لفظتها في يوما ولم تسمح لها بعمل ابحاثها .. ما أعظم من ذلك التحدي .
اني اكتب اشياء حقيقية وأشخاص قرأت عنهم . اثروا علي وجداني . تحياتي لكل عظيم تحدي حياة قلبها كجبال الصخر . وتفاعل مع أشخاص عقولهم حجرية بدائية يعيشون في ظلام العصور الديناصورية .
( مني خليل )