B الشاعر يوسف نواجعه ..  دولة الظلام  - جريدة الوطن العربي
عاجل
الرئيسية » فن وثقافة » الشاعر يوسف نواجعه ..  دولة الظلام 
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

الشاعر يوسف نواجعه ..  دولة الظلام 

دولة الظلام

لا ادري اذا يمكننا تسمية المجتمعات والدول على خط أو قانون أساسه الظلام والنور؟ وهل هذا التصنيف صاحب قيمه مثل أي قيمة تحليلية؟ بالمعنى الذي يكون فيه هذا التصنيف مفيداً او غير مفيد في تفسير سياسات الدول داخلياً وخارجياً؟ هل الفرق الجوهري بين مفهوم الدول المظلمة والدول المضيئة، مقابل مفهوم الشفافية السياسية الذي زاد استعماله في السنوات الأخيرة؟

كيف يمكننا إشاعة النور في الدول المظلمة؟ وهل يكون التنوير على مستوى الأفراد أو المجتمع أو المؤسسات؟ وهذا يدخلنا في جوف عميق في جانب تطبيقي للمفهوم، وما علاقاته بالسلطة أو القوة أفقياً بمعني المكان، أو رأسياً بمعني التجارب الإنسانية عبر العصور.

دوماً، مع طرح أي مفهوم جديد، يبحث الناس عن تعريفته أولاً؛ تعريف المفهوم العام، وتعريف المفهوم إلجزئي قد يساعدنا على قياس هذه الظاهرة.

من بداية، الدولة المظلمة وما فيها من كم من الظلام والظلم معاً، تكون فيها رؤية المواطن ظاهره او غير ظاهره لهذا المفهوم ولما يحدث داخل الدولة أمراً بالغ الصعوبة، ما يدفع المواطن الى الاعتماد على كم من الاحتمالات والتخمين في غياب المعلومة الدقيقهوالصحيه من حيث المصدر ومن حيث الناقل لهذه المعلومه . وفي غياب المعلومات الصحيحه تنتشر الإشاعات والنميمة. وحتى إن وجدت الأدوات الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي الحالية، فإن المحتوى المتداول يبقى أقرب إلى الإشاعة والنميمة منه إلى المعلومات الصحيحه لان اغلب وسائل التواصل وما ينشر عليها امور ترويجيه اكثر من نقل الخبر الصحيح. إذن، الدولة المظلمة هي دولة إشاعاتية بامتياز نتيجة لغياب الشفافية والمعلومة. أما على مستوى التعريف الإجرائي، فالدولة المظلمة هي الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل روتيني. والدول المظلمة أنواع، منها الدول الدامسة أو حالكة الظلام،وانا لا اريد الدخول في متاهات هاي الدول . وفي حالة دول كهذه، دوماً ما نتساءل: هل المجتمع في هذه الدول المظلمه ثقافياً هو الذي أنتج دولة لاتنتمي إلى الثقافه الانسانيه أم أن ثقافة هذه الدول الظلامية هي التي صبغت المجتمع بتلك الصبغة الداكنة؟ و هي الطرف النقيض للدول الديمقراطية المضيئة وبقية الدول التي تقع بين النقيضين دول أقل ظلاماً أو أقل نوراً، أو دول عليها أنوار في الواجهة من الخارج ولكنها مظلمة من الداخل، وهذا النوع يحتاج إلى حصافة في قياس مساحات الظلام والنور فيها. وفي الدولة المظلمة، كما في معامل تحميض الأفلام، يكون الظلام ضرورة أساسية للتصوير أو إظهار الصور لأنها قبل التحميض هي مجرد نيجاتيف، أو ما نسميه في بعض الدول بالعفريتة الدولة العفريتة. في الدول المظلمة، تجد لنفسك تسجيلاً بالصورة أو الصوت أو كليهما معاً بهدف الفضيحة أو الإذلال حتى لا تخرج عن الخط المرسوم لك. وهذا الخط نتيجة لضغط الظلام تصنعه أنت أو تتخيله، ثم تمارس حياتك بناء على وهم متخيل.

ولتوضيح الفكرة، فإنه في أثناء الحكم النازي كان في هذه الدول مفهوم العمل من أجل الوصول لمفهوم الفوهرر أو الديكتاتور؛ أي أنك تحاول أن تتخيل ما يمكن أن يرضيه أو يرسم ابتسامة على شفتيه. فمثلاً، قد يتطوع مواطن بجملة فيها معارضة لسياسات حاكم ما ، فيقوم مواطن آخر بقتله، في محاولة منه لإرضاء الديكتاتور، أو رسم ابتسامة رضا على شفتيه، رغم أن هذا الحاكم لم يطلب منه ذلك. إذن، العنف الذي يمارس في هذه الدول الديكتاتورية أحياناً هو عنف تطوعي من مواطن ضد مواطن آخر لم يطلب منه أن يمارس العنف على هذه الفئه من الناس ،و لكنه يقوم به تطوعاً ظناً منه أن هذا يرضي من هم في الحكم ومن هم بيدهم القرار اي اصحاب القرار وهذا مفهوم خاطئ . وهذه الممارسات هي نتيجة لظلام الدول وظلمها على شعوبها ، ولكن في حالة بعض الدول يتم تعافي المجتمع وشفاؤه من هذا الوباء وهذا بالشيء القليل في هذه الدول و بعد التغير الذي حدث إثر حرب ما ضد دوله ما ،تتغير المفاهيم من عالم الظلام إلى عالم النور، وتحافظ على هذا النور لما يقارب لمئات السنين

إذن، يمكن للدول المظلمة أن تصبح دولاً منيرة مضيئة، كما الحاله في بعض الدوله التي تغيرت مفاهيمها وقيمها ، ولكن هذا يتطلب إضاءة في المجتمع والثقافة، ووجود ميكانزمات للحفاظ على هذا النور، وأدوات أخرى تمنع الظلم والظلام. وبالطريقة نفسها، يمكن أن تنتكس دولة مضيئة إلى حد ما ، إلى دول حالكة الظلام،

في هذه المقدمة لفكرة الدولة المظلمة، حاولت أن أرسم ملامح الأطراف بين الدول المظلمة من ناحية، والدول المنيرة على طرف النقيض الآخر. أما ما بينهما وهي حالات كثيرة فهو موضوع يحتاج للكثير من التمعن والخوض في نقل هذه الامور ليس من السهل الخوض به و من أجل توسيع الفكرة، والتأمل في القدرة التحليلية للدولة المظلمة نحتاج إلى بعض الوقت لجمع ما يسمى بالاداره والبراهين !!!!

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عدد خاص من مجلة المصور عن الذكرى 11 لثورة 30 يونيو 

كتب إبراهيم أحمد  تحتفى مجلة المصور بمرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو العظيمة، وتصدر ...