بقلم / شيماء صلاح محمد
خلق الله تعالى الإنسان في الأرض ليعمل على إعمارها ومنع الفساد فيها، فالإنسان مسخر لهذا الفضل العظمي على سائر المخلوقات، لما لديه من القوة والإرادة في تطوير ذاته، ويعتبر العمل صفةً أساسية في حياة الإنسان، فمن خلال العمل يكسب المال لسدّ حاجاته التي يحتاجها من طعامٍ، وشرابٍ، وملبسٍ، وتعليمٍ، وصحةٍ، وحتّى يعمل الإنسان لا بدّ أن يحصل على عملٍ أو مهنةٍ لكسب المال وتحقيق الذات، ولا يكون ذلك إلا من خلال سوق العمل .
وفى ظل الانفتاح الذى نعيش فيه الان أصبحت المنافسة فى سوق العمل لا تعتمد على الحصول على تعليم جيد فقط ، بل أنت بحاجه الى مزيج بين التعليم والخبرة والمهارات المتعددة الاخرى – بمافى ذلك المهارات اللغوية حتى تعمل على إرضاء رغبتك فى الحصول على فرصة العمل التى تحلم بها فى سوق العمل التنافسى اليوم ، ولتبرز حقيقة قدراتك وأحقيتك للحصول على فرصة عمل جيدة ترضى طموحك .
الامر الذى يدفعنا الى التعرف اكثر على سوق العمل ماهو وكيف يعمل ؟ وكيف نؤهل أنفسنا للعمل فيه ؟ بل وكيف ننافس فيه على الوظائف العليا ونصبح مؤهلين لها وننجح فيها ؟
سوق العمل هو المكان الذي تتوفر فيه فرص العمل للشخص الذي يبحث عن العمل ولصاحب العمل الذي يطلب العمالة، فسوق العمل يتكون من عنصرين مهمين، هما: الباحث عن العمل، وعروض العمل، وعندما تفوق فرص العمل المتاحة عدد الباحثين عن العمل يطلق على سوق العمل مصطلح “سوق العمل المحكم ” ، وإذا كان العكس أي عدد الباحثين عن العمل يفوق الفرص المتاحة يسمى ذلك ” بسوق العمل الراكد ”
يواجه سوق العمل تحديات مستمرة نظراً لازدياد أعداد الباحثين عن الوظائف في مقابل قلة المعروض منها والمواصفات المٌبالغ فيها أحياناً التي يطلبها أرباب الأعمال في الوظيفة محل العرض.
وبات الحصول على تعليم جيد لا يكفي في ظل هذا التنافس المستمر داخل سوق العمل وأصبحت القدرة على المنافسة مرهونة بأساليب عملية غير تقليدية، وأسلحة مبتكرة وحاسمة للبقاء.
مما لا شك أن الانتقال من مرحلة الدراسة الى مرحلة الوظيفة هي أصعب المراحل التي يواجها الخريجين الجُدد، والفروق الكثيرة بين المحترف والهاوي هي من تصنع الأول وتجعل منه رقماً صعباً تتهافت عليه الشركات الكبرى، وأهلاً لكل المناصب المرموقة لذا فالتسلح بتطوير الذات والاستمرارية في تنمية القدرات والمهارات الفردية والاستثمار الدائم في صقل الخبرات المكتسبة ، والتركيز على رفع كفاءة السمات الشخصية، بالإضافة إلى دعم الجانب المعرفي عن طريق البحث والاطلاع في مجال العمل واتقان اللغات ، وتحديث السيرة الذاتية وزيادة الثقة بالنفس والتحلي بالصبر، كل ذلك يعمل على تكوين سلسلة من الفروق الفردية التي تميز أي عنصر في سوق العمل عن غيره ، هذه الفروق من شأنها حسم مرحلة التنافس على الوظائف من الجولة الأولى وجعل مسألة اختيار الأفضل واضحة وسهلة امام أرباب العمل.
اما فيما يتعلق بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل : –
حيث ان المهارات تلفت نظر أصحاب العمل وخصوصا عندما يحتاج العمل إلى مجموعة من المهارات المعيّنة، لذلك يتوجب على الفرد محاولة امتلاك أهم هذه المهارات للتأكد من إمكانيّة تلبيته لمهام الوظائف المطروحة امامه فعلى سبيل المثال اليكم المهارات الأكثر تخصصُا وطلبًا في سوق العمل الا وهى :
1- التفكير الإبداعي والقدرة على المبادرة وتجنب الطرق التقليدية، والخروج من صندوق الأفكار العادية.
2- التعلم النشط وامتلاك استراتيجيات التعلم والقدرة على تطوير الذات
3- القدرة على اتخاذ القرارات.تقسيم المهام وإدارة الوقت
4- التكنولوجيا وتصميم البرمجيات وإتقان الحلول التكنولوجية الجديدة
5- القدرة على فهم المشكلات ووضع الحلول لحل المشكلات المعقدة ووضع خطط للوصول إلى الأهداف المهارات القيادية والقدرة على التأثير سواء وجهًا لوجه أو من خلال الإنترنت.
6- القيادة والتأثير الاجتماعي و الرغبة في المشاركة في الأعمال التطوعية
7- الذكاء العاطفي والقدرة على التعامل مع مختلف أنواع الشخصيات .
8- التفكير النقدى والابتكار والقدرة على التحليل وخاصة ما يتعلق بالمشاكل والتوصل لأفكار جديدة ومبتكرة .
فاجعل من نفسك عملة نادرة لان سوق العمل فى تطور مستمر إذ يتوقع الكثير من الخبراء والعلماء ان 30 % من الوظائف والمهن الموجودة اليوم ستختفى بحلول 2025 وسوف تظهر وظائف جديدة تعتمد على المهارات الناعمة ( soft skills ) ؛ لذا لاتقف متفرجا وحائرا امام هذه التغيرات ، ولا تنتظر ان تأتى الفرص إليك دون أن تبذل الجهود المطلوبة ، خذ قرارك بتطوير ذاتك واكتساب المهارات ولاتقف عند حد واكتسب مهارة وانتقل الى تعلم غيرها حتى تجعل من نفسك عملة نادرة فتنهال عليك العروض وفرص العمل وحينها تكن انت سيد قرارك وتختار مايعجبك ويرضي امالك وطموحاتك