كرمت الأكاديمية الأمريكية الدولية للتعليم العالي والتدريب، المهندس مدحت بركات رئيس حزب أبناء مصر، وذلك في مؤتمرها العلمي الدولي العاشر بالقاهرة، بحضور نخبة من السياسيين والفنانين والشخصيات العامة.
جاء تكريم “بركات”، تقديرا لدوره الفعال والجاد في خدمة بلده، والتي تساهم في التقدم والرقي لها وللأجيال القادمة.
من هو مدحت بركات؟
عن المهندس مدحت بركات رجل الأعمال الشهير، رئيس حزب أبناء مصر الفاعل في الحياة السياسية المصرية، ورئيس مجلس إدارة جريدة الطريق، التي تعد واحدة من أعرق الصحف المصرية، والتي لعبت دورًا بارزًا في مواجهة فساد الحزب الوطني في عصر مبارك.
كان بركات تعرض في عصر مبارك لظلم كبير بسبب معارك صحفية شرسة درات على صفحات جريدة الطريق، وعدد كبير من وزرائه في مقدمتهم رئيس الوزراء أحمد نظيف، ووزير الزراعة المتهم في قضايا فساد بالعشرات أمين أباظة بخلاف معاك صحفية ضارية أخرى خاصتها “الطريق” ضد عدد كبير من رموز الحزب الوطني ورموز الفساد في لجنة السياسات على رأسهم جمال مبارك الذي كان يعد نفسه لحكم مصر خلفًا لأبيه.
ولا ينسى متابع لهذه الفترة مقالات مدحت بركات نفسه في هذه المرحلة، ومن أشهرها مقالاته: الطاغية وأنا، ومقال ضد التوريث، ومقالاته الداعية للتظاهر ضد مبارك وفساد رموز حكومته، وسلسلة مقالاته عن المبيدات المسرطنة، ومطالبته بإقالة وزير الزراعة المتحالف مع رموز الفساد في الحزب الوطني آنذاك.
تلك المقالات، والحملات الصحفية التي دفعت نظام مبارك لاضطهاد بركات واعتقاله، وتلفيق التهم له بالتعدي على أراضي الدولة، وتمديد الاعتقال القسري كلما حصل على أحكام نهائية بالبراء فيما ينسب إليه.
جولة سريعة في السيرة الذاتية للمهندس مدحت بركات تكشف أن تكوين بركات الشخصي، وبنيه التي تأبي الظلم، وشخصيته القادرة على التحدي والمواجهة هي اللبنة الأساسية التي ترسم ملامح تاريخة ومستقبله السياسي.
يعد المهندس مدحت بركات واحدًا من أشهر رجال الأعمال المصريين في مجال العقارات والمقاولات الذين أسهموا طيلة حياتهم في العمل العام في المجالين السياسي والخدمي.
نشأ مدحت بركات في حي الخليفة العريق جنوبي القاهرة، وتربى على حب مساجد آل البيت، وعشق الإمام الحسين، وقصص بطولاته وآل البيت في مواجهة المظلم ومنذ صباه أخذ على عاتقه الدفاع عن المظلومين مهما كان الثمن.
تخرج بركات من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وأمضى فيها 5 سنوات دراسية، وكان ضمن نشاط العمل الطلابي والخدمي في جامعته.
قبل انتهاء دراسته، التحق مدحت بركات بالعمل في شركات والده التي تخصصت في قطاع التشييد والبناء، وساهم في قطاع التشييد والبناء، وساهم بفكره الشاب في تطوير هذه الشركات، وتواسعة أعمالها في جميع المحافظات مصر.
انشغل بركات أثناء عمله في مجال العقارات والمقاولات بالعمالة المؤقتة في هذا القطاع التي تمثل شريحة ضخمة من العمالة اليومية في مصر، وتأثر جدا بشدة الفقر والاحتياج في صفوف جيش مصر المخلص في قطاعات البناء والتشييد، ونبتت في عقله فكرة العمل الخدمي والمساعدات الإنسانية المنظمة.
أنشأ مدحت بركات مؤسسة بركات الخيرية في مسقط رأسه بحي الخليفة جنوبي القاهرة، التي امتد نشاطها الخيري لآلآف البيوت في الخليفة والمقطم، وغيرها من أحياء القاهرة.
آمن مدحت بركات أن التغيير في مصر ومناهضة الفقر والجهل والمرض لن يحدث إلا بتغيير سياسي يطيح بفساد الحزب الوطني ورموزه، ويناهض مشروع توريث الحكم لجمال مبارك الذي كان يعني زيادة الفقراء فقرًا، وزيادة ثروات أباطرة الحزب الوطني والفساد بشكل فاحش.
أنشا مدحت بركات صحيفة “الطريق” المستقلة، لتكون طريقًا للإصلاح التنمية والدفاع عن المظلومين، وجمع فيه كتيبة وطنية من الصحفيين الوطنيين والمعارضيين لنظام مبارك.
بدأت الصحفية منذ العدد الأول بتوجيهات مدحت بركات بتوجيه ضرباتها لفساد مبارك وعائلته، ويشهد أرشيف الصحيفة بالجرأة والشجاعة التي دفعت رموز صحيفة مثل الأستاذ عادل حمودة، والأستاذ وائل الإبراشي، والدكتور عبد الحيلم قنديل بالثناء على جرأتها وشجاعتها، وتوقع انتقام شرش من نظام مبارك يطال مدحت بركات، ويسعى لاغتياله سياسيًا ومعنويًا.
ردد مدحت بركات في صالة التحرير مقولته الدائمة: السمكة تفسد من رأسها.. حاربوا أباطرة الفساد، ولا تنشغلوا بالذيول.. لكن ثمن هذه التوجيهات جاء غاليا، وتمثل في عملية اعتقال سياسي طويلة دفع مدحت بركات ثمنها من عمره وماله وصحته، لكنه ظل يقول هذه ضريبة أدفعها بكل شجاعة، هذه ضريبة كلمة حق في وجه سلطان جائر.
أجمع المراقبون للعملية السياسية ومناخ الحريات بمصر في عصر مبارك أن اعتقال بركات كان عقابًا له على جرأة جريدة الطريق، وشجاعتها المفرطة في مواجهة النظام وأركانه، ففي هذه الفترة كان نظام مبارك يخشى القبض على الصحفيين بسبب الضغوط الدولية، ويستسهل القبض على رؤساء مجلس إدارات الصحف الخاصة بعد تلفيق قضايا تمس مشروعاتهم الاقتصادية، ونشاطهم الاستثماري!
امتلأت جريدة الطريق أسبوعيًا بمقالات للكتاب المعارضيين تطالب باسقاط مبارك مثل الكاتب الصحفي الشهر عبد الحيلم قنديل، ورسومات كاريكتورية تهاجم مبارك ونجله في صدر الصفحة الأولى، وتحقيقات مفزعة بالوثائق عن فساد وزراء الزراعة والاستثمار يوسف بطرس غالي، وضربات موجعة.
رافق قرارات مبارك باعتقال مدحت بركات حملة صحفية شرسة من الصحف الموالية للحزب الوطني راحت تنهش في سمعة مدحت بركات، وتكيل له التهم الباطلة إرضاء للسادة في لجنة السياسات.
راحت قوات الأمن المركزي بتعليمات مباشرة من وزير الداخلية المستبد حبيب العادلي تحاصر مشروعات التنمية العمرانية، التي أنشأها مدحت بركات في وادي الملوك والباشوات والمنتجعات التي أفنى شبابه في بنائها، والأرض الصحراوية الصفراء التي كساها باللون الأخضر، رأي جرافات حكومة أحمد نظيف تهدم المبني تلو الآخر، وتنزع الأشجار والحدائق بمنتهى القسوة، كل حجر يسقط تحت ضربات الجرافات، سقط معه حلم من أحلام مدحت بركات وكل شجرة أنتزعت كان مدحت بركات يشعر أن جزء امن روحه يتأذى معها.
كم أنفق من أموال في البناء، كم أنفق من عمره وماله وصحته في التعمير، وقرار التخريب صدر في لحظة واحدة، والهدف كسره وتحطيم طموحه، وأحلامه، لكنه قرر في اللحظة نفسها إعادة ترميم كل هذه الأحلام والمشروعات، وتقديمها من جديد هدية لبلاده العزيزة، مؤمنًا أن الأحلام لا تنهار في المحن، وأن كل محنة ورائها منحة عظيمة من رب العالمين.
اعتقل مدحت بركات سياسيًا لمدة بلغت ثلاث سنوات عجاف حتى تنفس نسيم الحرية مع الموجة الأولى لثورة 25 يناير 2011، فخرج من معتقله إلى ميدان التحرير يهتف مع الجموع: عيش-حرية-كرامة اجتماعية.
ظل مدحت بركات رغم الاعتقال والتخويف ومحاولات الاغتيال السياسي والمعنوي صلبًا وقويًا ومؤمنًا بدوره في خدمة بلده وأهلها.
وأعاد تأسيس جريدة الطريق، ثم قرر المشاركة في بناء مصر عن طريق العمل السياسي المنظم جنبا إلى جنب مع العمل الخدمي.
أسس مدحت بركات حزب أبناء مصر؛ ليكون داعمًا للدولة المصرية في مواجهة قوى الشر، ويسهم في بناء البلاد من جديد بعدما أنهكتها المحن منذ سيطرت قوى الإرهاب على الموقف، ونشر مدحت بركات مقرات الحزب وأماناته في جميع أنحاء الجمهورية، وعمل على تدعيمه بعشرات الشباب المخلصين لبلدهم، والمؤمنين برفعه في مصر.
نشط مدحت بركات والحزب في خدمة المواطنين في شتي أنحاء مصر، لكنه لم ينسى أهله في الخليفة والمقطم، وكثف أنشطته في الخيرية والخدمية في المنطقة ومد يده لمساعدة الجميع بلا قيد أو شرط.