كتب إبراهيم أحمد
كيف يتم إعادة تشكيل المنطقة لتصبح مركزًا جديدًا للتسويق بحلول عام 2025؟
نجحت أوروبا وأمريكا، على مدار السنوات الماضية، في جذب 90٪ من الشركات التي تخطط لتوسيع أعمالها، وغيرت ديناميكيات الأعمال واتجاهات السوق، وقامت Sortlist بدراسة مدعمة بالبيانات والتحليلات لمشاركة الأفكار حول تغيرات السوق والتنبؤ بمستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبعد تحليل البيانات لدي العديد من الوكالات والمشاريع، توصلت Sortlistإلى أن معدلات النمو ارتفعت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل متسارع في السنوات الأخيرة وأصبحت منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي ثاني أسرع سوق نموًا في العالم فيما يخص التجارة الإلكترونية.
وفى الوقت الذي كانت المنطقة لا تنال اهتمام وكالات التسويق والإعلان عند دراسة توجيه أولوياتها نحو المناطق ذات النمو التجاري، إلا أنها كانت تحمل بداخلها عوامل النمو والازدهار، حيث بلغت نفقات الإعلانات الرقمية مليون و156 ألف دولار في عام 2018 لتصل إلى 5 مليون و570 ألف دولار متوقعًا هذا العام، إضافة إلى زيادة بنسبة 285٪ في 3 سنوات بعدد من المشاريع المتنامية في المنطقة.
وتمكنت Sortlist خلال تواجدها بالمنطقة على مدار 3 سنوات من رصد وتحليل نمو المشاريع القادمة بالإضافة إلى العدد المتزايد من وكالات الإعلان التي تقدم خدماتها في المنطقة، وجاءت النتائج بنسبة نمو بلغت 12.152٪ مشاريع أكثر، مقابل796٪ وكالات أكثر.
وعن الذي خلق هذا التحول في السوق نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نتحدث أولًا
عن النمو الملحوظ في عدد من المشاريع بين عامي 2018 و 2022 في 5 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهى (الإمارات، المغرب، تونس، السعودية، ومصر) من 63 إلى 7719 مشروعًا بمعدل نمو 12.152 ٪، فى حين شهدت فرنسا، التي تعد أكبر أسواق Sortlist بأكبر حصة من “MRR” Monitoring, Record Keeping and Reporting Requirement -الطلبات على رصد وحفظ ومراقبة السجلات وإعداد التقارير- الخاصة بوسائل الأعلام وغيرها من تقاريرالمتابعة لحركة الشركات والمؤسسات فى نفس المدة الزمنية، وبزيادة قدرها 1،634٪ فقط، مما يسلط الضوء على كيفية نمو فرص الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونتيجة لذلك وجدت Sortlist أنه كلما ارتفعت المشاريع، زاد عدد الوكالات التي تحتاجها لخدمة هذه المشاريع.
ومع هذا النمو الكبير ونظرًا لأن العملاء والوكالات ينمون بالتوازي، أدى ذلك الى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت مركزاً للأعمال والتسويق، وجذب المزيد من المشاريع مع ثقة أصحاب الأعمال فى العثورعلى وكالات تقدم لهم الخدمات المختلفة لرعاية أعمالهم وتولي المسؤولية.
الفعاليات نموذج جديد للتسويق والإعلان
تعد دبي هي القلب النابض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد أن اتخذت خطوة ذكية بكونها أول مدينة تفتح حدودها للسياحة بعد الوباء، فى الوقت الذي استمر كثير من البلدان أسرى للإغلاق لايستطيعون المساعدة، فى حين وجدوا ضالتهم للسياحة في دبي حينما قامت دبي بعرض تلك الفعاليات عبر الانستجرام كفكرة للتسويق.
وبالفعل ساعدت هذه الإستراتيجية دبي على إعادة اقتصادها إلى العمل، ومع قدرة أماكن الفعاليات على استضافة 70٪ من طاقتها، أصبح لدى الشركات إمكانية أكبر لإعادة اقامة الأحداث والمؤتمرات مرة أخرى، واستفادت الشركات من هذا النوع من التسويق لمساعدة أعمالها على الظهور في كل مكان في العالم بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ظهور التحول التكنولوجي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة تسويقية قوية وفعالة، تتمتع الإمارات العربية المتحدة بأعلى معدل استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي منذ يناير 2022، حيث ينشط ما لا يقل عن 106.1٪ من السكان على وسائل التواصل الاجتماعي بالنظر إلى أن بعض المستخدمين لديهم حسابات متعددة فهو يصل لعدد كبير من المتابعين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا يزال كثيفًا في أجزاء أخرى من العالم بما في ذلك أوروبا، الا أن الإمارات وقطر لاتزالان تحتفظان بأكبرعدد من المستخدمين، وتشير الدراسات إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقضون 3 ساعات ونصف في المتوسط يوميًا للرؤية المحتملة لكل شخص في اليوم.
وبناءً على ذلك، بدأت الشركات في الاعتماد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المؤثرلأنهم يعرفون أنهم سيصلوا إلى عملائهم في الإمارات والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجانب جذب نوع من العملاء من الشباب والأثرياء، ومع هذا الطلب الكبير من العملاء تتوقع وكالات الإعلان والتسويق فرصًا واعدة للتعاون مع العملاء الحاليين في تلك المنطقة.
الإعلانات الرقمية
ويعد الإعلان هو الطريقة الأكثر شيوعًا وفعالية للشركات لتسويق نفسها، ومع الاعتماد على التكنولوجيا، ظهرت اتجاهات جديدة وكان على الشركات أن تعدل استراتيجياتها لمواكبة هذا التغيير، حيث تحتاج الشركات إلى توظيف وكالات بدلًا من الإدارات الداخلية لأن الشركات تحتاج إلى خبراء متخصصين في الديناميكيات الجديدة للإعلان الرقمي لمواكبة اتجاهات السوق الشرسة.
وشهدت الإمارات والسعودية والمغرب وتونس ومصر طلبًا مرتفعًا على عدة عناصر تسويقية هى الدعاية، والفعاليات، وسائل التواصل الاجتماعي، والرقمنة، وتميز العلامة التجارية، وأخيرًا الاعتماد على تطبيقات الهاتف وتطويرها وفقًا لاحتياجات السوق.
ولذلك ترى Sortlistأن المنطقة لديها المزيد من الامكانات وبناءً عليه ركزت استثماراتها ومشاركتها فيها لثقتها أن هناك نموًا متزايدًا، مع المزيد من الفرص للشركات والوكالات الآن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقارنة بأمريكا وأوروبا، بالنظر إلى الفرص المتزايدة والزيادة في المشاريع والعملاء والوكالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ونختم فى النهاية بكلمة مقتبسة من مدير المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Sortlist، كريم سعدون: “إذا كانت هناك كلمة واحدة لوصف هذه المنطقة في التسويق فهي: الإمكانات”.