كتب إبراهيم أحمد
برعاية اتحاد الأطباء العرب ومكتب منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية عقدت الجمعية المصرية لمكافحة العدوى المؤتمر السنوي الثلاثين علي مدي ثلاثة أيام من الثالث إلى الخامس من نوفمبر 2022. وجاء المؤتمر هذا العام تحت عنوان: ” تدرب، تعلم، تحصد”
“Train 2 Attain & Learn 2 Gain”
وشارك في المؤتمر كوكبة من العلماء المتخصصين في مجال منع ومكافحة العدوى وسلامة المرضى والأمان الحيوي علي المستوى المحلي والاقليمي والعالمي.
وشهد المؤتمر حضور كثيف حيث شارك في الحضور أكثر من 300 من المهتمين بمنع مكافحة العدوى وتقديم رعاية صحية آمنة.
و شملت فعاليات المؤتمر جلسة افتتاحية برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة رسلان أمين اتحاد الأطباء العرب شارك فيها الدكتور سليم أبي صالح رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب والدكتورة ليز تايلور نيابة عن الدكتورة نعيمة القصير مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود.
وبدأ البرنامج العلمي بالمحاضرة الافتتاحية والتي حملت نفس عنوان المؤتمر- تحدث فيها الأستاذ الدكتور أسامة رسلان عن أهمية التدريب والتعلم باعتباره الركيزة الأساسية في التنمية المهنية الصحية.
وشمل البرنامج العلمي خمسة جلسات وحلقة نقاش وورشتي عمل.
ناقش المؤتمر عدد من الموضوعات كان أبرزها ، التدريب الفعال وطرق التعلم الحديثة والمبتكرة ودورها في التنمية المهنية و محو أمية الثقافة الصحية بين المرضي ودورها في الحفاظ علي الصحة العام و مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية و الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في التصدي لهذه المشكلة ، و التكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من ابتكارات حديثة تخدم مجال منع ومكافحة العدوي والتحديات المصاحبة لاستخدامها ، دراسة اقتصادية عرضت الدليل علي مايمكن أن يقدمه الالتزام بسياسات منع مكافحة العدوى من توفير التكلفة المباشرة وغير المباشرة للرعاية الصحية ، رفع الوعي عن دور فيروس الورم الحليمي البشري (human papilloma virus) في التسبب في بعض الأورام السرطانية وخاصة سرطان عنق الرحم في السيدات وأهمية التطعيم الخاص به لمنع حدوث العدوى والتقليل من نسبة انتشار هذه الأورام.
كما ناقش المؤتمر الأمان الحيوي ودورة في حماية المجتمع من تفشي الأوبئة والجوائح مع عرض نماذج عالمية من كلية الصحة العامة بجامعة نبراسكا بالولايات المتحدة ومبادرة مراكز التحكم في العدوى بشمال أفريقيا في هذا المجال ، فيروس جدري القرود والطرق المختلفة للتشخيص ومنع العدوي والعلاج ، المطهرات الكيماوية المختلفة ودورها في منع انتقال العدوى وضرورة اتباع السياسات الرشيدة في استخدامها القائمة علي الدليل العلمي لتجنب ظهور مقاومة الميكروبات لها وفقدان فعاليتها ، و مشكلة اعادة استخدام االأدوات الطبية “أحادية الاستخدام” التي فرضتها الظروف الاقتصادية والتحديات والمخاطر التي تصاحب استخدامها المتكرر والمبادئ المهنية والأخلاقية والقانونية التي تحكم استخدامها.
كما تطرق المؤتمر الى أهمية التكامل بين مختلف تخصصات الرعاية الصحية لتقديم رعاية صحية آمنة ومنع حدوث عدوى العمليات الجراحية ، و أهمية مكافحة انتشار الشائعات وخاصة عند ظهور وانتشار الأمراض المعدية والأوبئة . تأثير التغيرات المناخية علي انتشار الأمراض المعدية وتفشي الأوبئة، و دور الهيئة العربية لاعتماد البرامج المهنيىة التابعة لاتحاد الأطباء العرب في ضمان جودة التعلم والتدريب في مختلف مجالات الرعاية الصحية في المنطقة العربية.
خلص المؤتمر الى بعض التوصيات كان أبرزها:
1. تدرب… تعلم…تحصد..ضرورة الاهتمام بالتدريب الفعال وطرق التعلم الحديثة والمبتكرة وخاصة التعلم عن بعد باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية المهنية لجميع العاملين في الرعاية الصحية.
2. التأكيد علي أن تكون كل برامج التنمية المهنية في مجال الرعاية الصحية معتمدة من جهات علمية موثوقة ومعترف بها لضمان جودة عملية التدريب والتعلم.
3. العمل علي أن تكون دورات التدريب علي المهارات الأساسية لمنع ومكافحة العدوى من اشتراطات ترخيص جميع العاملين في تقديم الرعاية الصحية.
4. ضرورة العمل علي تواجد “الفرق المهنية المتكاملة” ورفع كفائتها باعتبارها الضامن لتقديم رعاية صحية شاملة آمنة.
5. ضرورة الاهتمام والتوسع في الدراسات الخاصة باقتصاديات الرعاية الصحية خاصة مع المشاكل الاقتصادية التي يتعرض لها المجتمع.
6. ضرورة تكوين كيان أو هيئة علمية مستقلة تضم جميع الخبرات العلمية اللازمة من التخصصات المهنية المختلفة لمراجعة القوانين واللوائح ووضع برامج متكاملة لمجابهة التحديات التي تواجه منطقتنا العربية والأفريقية وعلي رأسها التدريب علي وتفعيل الأنظمة المتكاملة للأمان الصحي و الحيوي والاستفادة من الخبرات المتوفرة علي المستوي العالمي والاقليمي.
7. ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء تضم التخصصات المختلفة المتعلقة باستخدام الأدوات الطبية مثل الأطباء المستخدمين لهذه الأدوات والعاملين في مجال منع العدوي وسلامة المرضي وادارة المخاطر والهندسة الطبية وجودة الرعاية الصحية وادارة المستشفيات والقانونيين لمراجعة الدلائل العلمية والقانونية المتعلقة باعادة استخدام الأدوات الطبية “أحادية الاستعمال” لتكون قادرة علي اتخاذ القرارات الصائبة المبنية علي الدليل العلمي ووضع سياسة قومية تضمن في المقام الأول سلامة المرضي والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
8. ضرورة نقل التكنولوجيا الخاصة بانتاج مختلف أنواع المطهرات وكذلك تصنيع الأدوات الطبية بالمعايير العالمية مثل الواقيات الشخصية ومواد وكواشف التعقيم حتي تتوفر الكيانات القادرة علي توفير هذه الاحتياجات الأساسية للرعاية الصحية الآمنة في منطقتنا العربية خاصة في ظل مايعانيه العالم من ظروف اقتصادية صعبة فرضتها الحروب والتغيرات المناخية وتفشي الأوبئة والتي أدت إلى اعاقة عمليات الاستيراد والتصدير.
9. تعلن الجمعية المصرية لمنع ومكافحة العدوى متمثلة في مجلس ادارتها واعضائها العاملين استعدادها الكامل للتعاون وتبادل الخبرات وتقديم المشورة العلمية لجميع الجهات والهيئات لضمان تقديم الرعاية الصحية الآمنة.
10. ضرورة التوعية بمخاطر التغيرات المناخية وأهمية التوعية بالمحافظة على البيئة آمنة وصحية.
11. الإشادة بمؤتمر المناخ الذى سيعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الأيام القادمة لما للتغيرات المناخية من تأثير مباشر وغير مباشر على صحة المجتمع.