كتب إبراهيم أحمد
أكدت الدكتورة هدى درويش، أستاذ الأديان المقارنة، بجامعة الزقازيق، أن جامعة الأزهر الشريف تعد صرحًا علميًا عالميًا يتصدى لمواجهة كافة الأخطار، ويسعى جاهدا لحماية مستقبل أفراد الإنسانية والحفاظ على حياتهم.
وأضافت خلال كلمتها في المؤتمر الدولي الذي عقد بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند، بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، وجمعية الحضارة والفنون الإسلامية، ببحث تحت عنوان: (المؤسسات الدينية ودورها في مواجهة التغير المناخي – جامعة الأزهر أنموذجًا)، أن جامعة الأزهر، قد بادرت منذ فترات طويلة إلي عقد المؤتمرات والفعاليات وورش العمل المهمة من أجل وضع الحلول الناجزة والفعالة إنقاذا لكوكب الأرض، وترسيخًا لأسس القيم الأخلاقية المشتركة بين الأديان.
وأشارت درويش، إلى أن المحيط الكوني الذى نحيا فيه، ما هو إلا مرآة تعكس صورة البيئة الروحية والنفسية للإنسان والمجتمع، وكل انسجام واعتدال، أو اختلال أو كوارث بيئية إنما هو نتيجة لأفعال الأفراد وسلوكياتهم. والإنسان بكونه جزءا من البيئة فإن صلاحها يرتبط بصلاحه، ولقد جعل الله النظر والتأمل في الطبيعة من العبادة، والمحافظة عليها سمة عامة في جميع الأديان، السماوية والوضعية.
وبينت رئيس قسم الأديان المقارنة بجامعة الزقازيق، أن أهم ما يميز المنهج الإسلامي في الحفاظ على البيئة الأمر بالتوسط والاعتدال، ويعنى التعامل مع النظم الطبيعية دون إسراف في استخدام الموارد الطبيعية أو الجور على حقوق الآخرين، مضيفة أن خلافة الإنسان على الأرض تعنى تعميرها وإشاعة الخير والسلام فيها، ويتجلى ذلك فى قوله تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها(
وأوضحت أن كتب التراث الإسلامي كانت سباقة في تناول مفاهيم ومكونات البيئة ومشكلاتها من خلال مؤلفات لها مكانتها العالية بين الكتب التراثية كرسالة الأبخرة المصُلِحة للجو من الأوباء للعالم الكندي. وكتاب (التيسير في المداواة والتدريب) لأبي مروان الأندلسي الذى تناول فيه الفسادَ وأضرار الهواء الذى يهب بسبب الماء الراكد. كما خصص ابن القيَّم فصلاً في كتابه الطب النبوي عن الأوبئة التي تنتشر بسبب تلوث الهواء. وهذه المؤلفات العربية إنما تدل علي أن علماءنا الأوائل قد فطنوا إلي قضايا البيئة وكان لهم السبق في تضمين الحضارة الإسلامية هذا البعد الإنساني في مواجهة الظواهر المناخية الضارة.
وتابعت: إن جامعة الأزهر تقدم نموذجًا عمليًا لمواجهة مشكلة التغيرات المناخية وهذا النموذج في حد ذاته أراه مبادرة انسانية للترقي الحضاري الذى يوجه أعماله للإنسانية جمعاء دون تخصيص أو تمييز لجنس أو نوع أو دين، مطالبة بدعم كافة مبادرات الحفاظ على البيئة كمبادرة “سطح أخضر”، و”غرفة عملية صديقة للبيئة” بهدف نشر السلوكيات الصحيحة والوصول إلى منتج عمراني نظيف ونقي وخالي من كافة الغازات المضرة بحياة الإنسان .