كتب إبراهيم أحمد
رصد الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية مصطفى زهران التحولات الجوهرية لدى المقاتلين الشيشان، كأحد الانعكاسات المباشرة للأزمة الأوكرانية، وذلك في محاولة للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بطبيعة وماهية المقاتلين الشيشان المنقسمين في موقفهم من الأزمة الأوكرانية بين مؤيد لروسيا أو لأوكرانيا.
جاء ذلك في دراسة بعنوان “الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على تحولات المقاتلين الشيشان من “السلفية الجهادية” إلى “الصوفية الجهادية” والصادرة عن مركز “ستراتيجيكس للدراسات والأبحاث”.
وتحاول الدراسة إبراز التاريخ السياسي والديني للمقاتلين الشيشان وتفكيك هويتهم الدينية والقومية، وتموضعهم في خارطة المشهد الدولي والإقليمي، وتحولات الدولة الشيشانية منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق وحتى اللحظة الراهنة، مرورًا بالمحطات التاريخية المهمة التي تخللتها، من الحروب الشيشانية-الروسية، وظاهرة المقاتلين العرب و”الجهاد” الشيشاني، انتهاءً بما تمخضت عنه هذه الأحداث والتجارب والصراعات في شكل دولة “رمضان قديروف” الشيشانية، المتحالفة مع الجانب الروسي.
وتبرز الدراسة موقف “الأصولية المعولمة” من قتال الشيشانيين ومشاركتهم إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وتُختتم بجملة من الاستنتاجات المهمة في سياق القراءة الشاملة لتحولات المقاتلين الشيشان، من مواجهة روسيا إلى التحالف معها.
وبالتالي تعتبر الدراسة وجبة دسمة من التحليل العميق الذي رافق التحركات الأولى للعمل العسكري الروسي في أوكرانيا وبروز الدور الشيشاني العسكري بالشكل القائم في اللحظة الراهنة؛ وذلك منذ شهر فبراير مطلع العام الجاري.