جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
فى كل مرة أزور فيها بغداد لا أفاجأ برؤية الجديد، فالاستقرار عاد منذ شهرين مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد عام من الصراعات السياسية.. ومعه عادت حركة البناء والتعمير لتنطلق وتُغيِّر وجه الحياة فى المدينة الجميلة التى تسترد شبابها.
الزيارة هذه المرة كانت بدعوة كريمة من نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامى الرجل الذى يعشق مصر ويرى أن عودة مصر القوية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أعادت للعرب قوتهم وفتحت الطريق لوحدتهم، وهدف الزيارة كان رؤية بغداد عن قرب وحركة الإعمار التى انطلقت والحياة التى عادت مع عودة الأمن والاستقرار والابتسامة التى تعلو وجه الشعب العراقى الذى يعتز بعروبته.. ولقاء كبار المسئولين فى العراق الذين اتفقوا جميعًا على حب مصر والتقدير الكبير لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى وما يحققه من إنجازات غير مسبوقة. الوفد الصحفى والإعلامى المصرى الرفيع برئاسة الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضم الزملاء الأعزاء: الكتاب علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية، وعماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق، وأكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، وأحمد الخطيب رئيس تحرير الوطن، ومحمود المملوك رئيس تحرير كايرو ٢٤، ود. خالد قنديل المفكر وعضو مجلس الشيوخ ، ويوسف الحسينى المذيع اللامع، ومن قناة القاهرة الأخبارية الإقليمية التى تنطلق للريادة بالسرعة القصوى المذيع تامر حنفى، والمخرج كريم أسامة.
اللقاءات كانت مكثفة ومن مطار بغداد انطلقنا إلى المنطقة الخضراء حيث مقر رئيس الوزراء محمد شياع السودانى الذى كان فى انتظارنا.. واستمر اللقاء معه ساعتين كاملتين فى حوار مفتوح وبلا خطوط حمراء، تحدَّث الرجل عن تقديره الكبير للرئيس السيسى، الذى يلمس منه كل الحب للعراق وشعبه والذى يدعو للعراق من قلبه، وأكد أن الرئيس السيسى صاحب نجاح كبير فى اتخاذ القرارات الحاسمة وسرعة إنجاز المشروعات الضخمة وهى تجربة ناجحة جدًا، وقال إن التبادل التجارى مع مصر لا يصل إلى مليار دولار سنويًّا بينما يتجاوز ٣٠ مليار دولار مع تركيا وإيران وإن هناك رغبة حقيقية فى زيادة التعاون الاقتصادى على المستوى الثنائى، وردًّا على سؤال لـ ( الأخبار )عن تأخير تنفيذ اتفاقات التعاون الاقتصادى مع مصر أكد أن هناك ٣ مشروعات جديدة لشركات مصرية سيبدأ تنفيذ أولها بعد أسبوع، والعراق يحتاج ٣ ملايين وحدة سكنية ومصر لديها خبرة كبيرة يجب الاستفادة منها، وأكد أن حكومته جادة فى التعاون مع مصر والأردن عبر آلية التعاون الثلاثى وأنها وضعت ذلك فى برنامجها الذى أقره البرلمان، وخلال شهرين ستنتهى وزارة البترول من مراجعة عقود مد خط أنابيب البترول إلى العقبة ومنها إلى مصر، وفى يونيو القادم سيدخل مشروع الربط الكهربائى حيز التنفيذ، وأكد السودانى أن العراق متمسك بعروبته واستقلال قراره السياسى.
وقبل أن نلتقط أنفاسنا من اللقاء الأول توجهنا على الفور إلى مقر رئيس البرلمان محمد الحلبوسى فى حوار امتد ساعتين أيضا، فأكد الرجل تقديره للرئيس السيسى الذى ودَّعت مصر فى عهده لغة الشعارات وأصبحت تتحدث بلغة الإنجازات.. وقال إن خطر الإخوان وجماعات الإسلام السياسى والإرهابيين هو أخطر ما يواجهنا، كما أن السوشيال ميديا أصبحت خطرًا كبيرًا ومصدرًا للشائعات وزرع الفتن وعلى الإعلام المهنى الوطنى واجب كبير لمواجهتها ومحاصرتها بالحقائق.. وقال إن العراق ما زال يواجه خطر التدخلات الخارجية وأن الحل هو التمسك بعروبته والوصول لوحدة عربية حقيقية، وأكد أنه عرض على الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن أفضل فرصة للاستثمار فى العراق هى الحصول على النفط فى مقابل إنجازات مشروعات فى العراق بما يحقق مصالح البلدين.. واتفق الحلبوسى مع السودانى أن البيروقراطية عائق كبير أمام تنفيذ المشروعات المصرية بالعراق وأمام انطلاق تنمية كبرى من بغداد، وقال إن وجود الصحفيين المصريين الكبار بالعراق رسالة مهمة لدعم الشعب العراقى والتجربة العراقية التى تبحث عن الاستقرار والانطلاق للمستقبل، فقوة العراق قوة للعرب.
فى اليوم الثانى للزيارة كانت اللقاءات ممتدة مع الزملاء الصحفيين داخل نقابة الصحفيين وداخل هيئة الإعلام والاتصالات حيث تم الاتفاق على توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر وهيئات الإعلام ونقابة الصحفيين بالعراق فى إطار اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين لانطلاق التعاون الصحفى والإعلامى إلى آفاق أوسع تخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما التقينا على مدار ساعتين عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الذى أكد محبته وتقديره لمصر والرئيس السيسي، وردًّا على سؤال للأخبار أكد أن تأخير تنفيذ المشروعات المصرية المتفق عليها بالعراق سببه البيروقراطية وعدم الاستقرار السياسى مع الحاجة لوجود فريق مصرى بالعراق يتابع كل التفاصيل بشكل يومي، وأكد أن العراق اجتاز أزمة الإرهاب وانتصر على داعش ومتمسك بعروبته.
اليوم الثالث والأخير للزيارة استقللنا طائرة مع وزير الشباب العراقى بصحبة النقيب مؤيد اللامى وبدعوة من رئيس الوزراء العراقى إلى البصرة، لنشهد افتتاح أحدث ملاعبها والذى سيستضيف مباريات كأس الخليج العربى ٦ يناير القادم لتدشين عودة عراقية جديدة لمحيطها العربى الخليجي.
خلال زيارة الأيام الثلاثة التقينا قادة العراق وصحفييه وإعلامييه والكل كان متفائلًا بالمستقبل، والجميع يحمل التقدير الكبير لزعيم مصر الرئيس السيسى والمحبة الخالصة لمصر، وفى انتظار ترجمة هذه العلاقات الأخوية العميقة إلى تعاون اقتصادى واستثمارى قوى يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
سعادتنا كمصريين كانت كبيرة ونحن نرى العراق يعود لعروبته ويتمسك باستقلال قراره ويبنى المستقبل. والمؤكد أن التحديات أمام العراقيين ما زالت كبيرة والاستقرار السياسى سيظل الأساس القوى لكل بنيان سليم وهو ما نتمناه قطعًا للأشقاء فى العراق.
نقلا عن اخبار اليوم
