بقلم / سامح هليل مساعد امين التنظيم وعضو اللجنة الاقتصادية بالمؤتمر
الخروج من الازمه
– نحن الان فى امس الحاجة الى إقامة مؤتمر يناقش الواقع الاقتصادي للدولة بصدق واصدار توصيات وحلول لكيفية الخروج من الازمات الحالية فنحن الان امام ظروف دوليه فرضت واقع صعب علينا وعلى الاقتصاد العالمي حيث بدأت الكارثة مع كورونا التي حصدت ملايين الارواح ومعهم بلايين الدولارات والتي خلفت اثاراً إنسانية واقتصادية سوف نعانى منها لفترة طويلة ومازال العالم حتى الان يدفع ثمن هذه الكارثة ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتفرض على العالم أعباء جديدة في أسعار الغذاء والطاقة وتحكمت روسيا في الأسعار وكانت مصر من ضحايا تلك الحرب.
– وكانت مصر في السنوات الماضية امام مشروعات وخطط لإعادة بناء الدولة مثل شبكات الكهرباء، السكك الحديد، محطات المياه، المدن الجديدة، الطرق والكباري وقد استعانت بالقروض من اجل تمويل تلك المشروعات بالإضافة الى الدعم المالي العربي ومن الطبيعي ان ازمة ارتفاع الأسعار في كل شيء تفرض على المواطن المصري ان يتحمل بعض أعباء هذه المرحلة وخاصة مع زيادة حجم الواردات وتراجع الصادرات وعبء سداد الدين.
– هذا هو الواقع الاقتصاد المصري الذى يدور حولة الخلاف بين اطراف المجتمع وهو خلاف مشروع لأننا امام ظرف تاريخي فرض نفسه علينا في صورة التزامات واعباء اكبر فنحن الان امام التزامات دولية لابد من سدادها وشعب له مطالب لا يمكن التخلي عنها.
وهناك العديد من الموضوعات التي ينبغي ان تكون لها الاولوية القصوى لدى الحكومه المصريه ومن اهمها:
1- الزراعة : توفير الغذاء لابد ان يتصدر أولوية الدولة فيجب ان نستوعب درس ازمة الغذاء التى تهدد دول العالم بعد ارتفاع اسعار الانتاج الزراعى ووقف الصادرات من بلاد الحبوب روسيا واوكرانيا فالزراعه هى الحل الوحيد لمواجهة الازمات الغذائية فى العالم وان التوسع فى الانتاج الزراعى هو افضل الحلول .
2- الصناعة : يجب ان نعطى اقصى درجات الاهتمام بالصناعة لانها اساس الانتاج الحقيقى فى مواجهة ازمة البطالة وخلق فرص للشباب والاضافة الحقيقية لموارد الدولة وفتح فرص للتصدير وهى التى تقلل حجم الواردات وبالتالى اكبر مصدر للعملات الاجنبية فكانت صادرات الصناعة المصرية من اهم موارد الدولة وكانت لدينا صناعات تفوقت وحققت سمعه دولية في دول افريقيا والدول العربية بل والأجنبية مثل الغزل والنسيج والمنسوجات وتستطيع مصر الان ان تتوسع في مشروعات الإنتاج الصناعي المتقدم من خلال الإنتاج المشترك مع دول شرق اسيا.
3- السياحة: مازالت السياحة من اهم مصادر الدخل في مصر ولدينا نصف اثار العالم كما ان شواطئ مصر لم تستغل حتى الان بالإضافة الى ان سياحة الصحاري والسياحة الداخلية وفى ظل الاعداد الكبيرة من المتاحف التي تم انشائها فإن السياحة يمكن ان تكون من اهم موارد الاقتصاد المصري.
4- قناة السويس: مازالت مستقبلا واعدا في المشروعات المشتركة والخدمات البحرية والربط بين أوروبا والشرق ولا ننسى التوسعات في العين السخنة والموانئ الجديدة والصناعات المشتركة مع دول شرق اسيا ودول الخليج.
5- المصريين العاملين في الخارج: يجب ان نعيد البحث عن الكفاءات والمواهب التى غابت لاسباب كثيرة فلدينا ثروة متمثله فى ما يزيد عن 10 ملايين مصري بالخارج منهم الخبراء في جميع التخصصات وحتى الان لم تستفيد منهم الدولة المصرية بدرجة كافية ونكتفى فقط بما يحولون من العملة رغم ان بينهم قدرات كثيرة مميزة ونادرة واعتقد اننا احوج ما نكون اليهم الان وجاء الوقت لكى نستعين بهذه القدرات لتؤدى دورها فى ايجاد حلول للازمات الحاية.
6- الشباب : لا يمكن ان نتصور الاستغناء عن الشباب او تهميش دورهم لانهم يمثلوا مستقبل هذا الوطن وهم اصحاب الحق فيه ويملكون قدرات لا يمكن الاستغناء عنها فشباب مصر ثروه لا تقدر بثمن ويجب ان توجه الدولة كل جهودها لتوفير المناخ المناسب لكى يكونوا عناصر بناء وابداع ومسئولية.
ان القضية ليست مجرد انتقادات توجه للحكومة وهل اسرفت ام تجاوزت لان الازمة لا تخص مصر وحدها ولكنه طوفان من الازمات اجتاح العالم كله ونحن جزء من هذا العالم المهم ان نتجاوز تلك الازمات ونأخذ منها دروسا ومهما تكن درجة الاختلاف في الرأي فلا بديل عن الحوار بشرط ان يكون حواراً جاداً و خلاقاً نناقش فيه كل قضايانا بصدق وشفافية.