B الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الأشهر الحرم  - جريدة الوطن العربي
الرئيسية » مقالات » الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الأشهر الحرم 
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الأشهر الحرم 

بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت

 

يستقبل المسلمون اليوم الاثنين شهر رجب أحد الأشهر الحرم التي حرّمها الله وعظم عاقبة الظلم فيها ، والأشهر الحرم أربعة: شهر مفرد هو رجب ، والبقية متتالية وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ، وسميت حُرُمًا لأن الله حرم فيها القتال بين الناس، لهذا وُصفت بأنها حرم جمع حرام كما قال الله عز وجل “إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم” سورة التوبة (36)

وقال تعالى “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير” سورة البقرة (217)

فدل ذلك على أنه يحرم فيها القتال ، وذلك من رحمة الله بعباده ؛ حتى يسافروا فيها، ويحجوا ويعتمروا ، وهي شهور مباركة ، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ” رواه البخاري.

وتأكيدًا لحرمة الأشهر الحرم قال الله تعالى “فلا تظلموا فيهن أنفسكم” أي في هذه الأشهر المحرمة ؛ لأن الظلم فيها أشنع وأبلغ في الإثم من غيرها.

ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى “ فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” أنه قال: أي في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.

وقال قتادة في قوله “ فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم ” إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها.

وكلما كان العبد لربه أتقى، كان لشعائره أكثر تعظيمًا، كما قال تعالى “ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” سورة الحج(32)

ومن أعظم الظلم والمعاصي اليوم إطلاق الألسن في أعراض المسلمين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ “كف عليك هذا وأشار إلى لسانه”. قلت: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال: “ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”. ونصح بأن لا يظلم العبد نفسه أيضًا ، لأن كل معصية يرتكبها ظلم لنفسه ، لأنه بذلك يوردها المهالك في الدنيا والآخرة.

كما أن من تعظيم هذه الأشهر الابتعاد عن المظالم كلها ، فلا يظلم ربَّه بأن يشرك به غيره، في عبادة أو قصد أو رجاء أو خوف، فإنه تعالى الغني عن العالمين.

وشدد على ألا يظلم العبد غيره من المخلوقات، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم مُحرمًا، فلا تظالموا” – رواه مسلم.

أوصيكم ونفسي بتقوى الله وكل عام وأنت بخير أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات وبارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان يارب العالمين

 

خلاص تحياتي وتقديري

د / أشرف عطيه

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الدكتور أشرف عطية.. يكتب / العلوم الانسانية والاجتماعية ( الجزء الثاني )

بقلم / الدكتور أشرف عطية رئيس مجلس إدارة مجموعة اوميجا جيت نظرا لأهمية الموضوع وإستكمالا ...