تعد العراق الحبيب والمعروف لدى كثيرين باسم بلاد الرافدين من الدول ذات الحضارات والتاريخ العريق والتي يعد الأوضاع السياسية بها معقدة جدا وتحتاج للفهم والإدراك ومن هنا تزداد أهمية كتاب المستشار الدكتور محمد الدمرداش والذي يحمل عنوان قراءة في دفتر أحوال السياسة في العراق عن دار سما للنشر والمشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب
فالعراق بلد الرافدين، بلد الحضارات، بلد التنوع العقدي والفكري والسياسي وعندما تتجذّر الحضارات رسوخًا في عمق الأماكن ويبقى سلسال الجنس البشري لتلك الحضارات قائمًا، فستجد نفسك باحثًا مُتسائلًا: ماذا فعل الحاضر من أفعال سلفه؟
لقد استوطنت في هذه البقعة الطيبة عدة طوائف عرقية أو دينية من عرب وفرس وأتراك ومسلمين (سنة وشيعة) ومسيحيين وصابئة وكلدان، واعتقدوا عدة معتقدات منها الديني ومنها الفِكري، وعجَّ التاريخ بآثار هذه الاختلافات في سلوك إيجابي أو سلوك سلبي على مر العصور.
كل هذا الثراء الفكري والمعتقدي كان له أثره فيما يشهده العراق من تعدد التيارات التي تتجاذب حينًا وتتصارع حينًا آخر؛ فجاء هذا الكتاب ليقف مُنصفًا شارحًا مفصِّلًا تاريخ هذه التيارات في العصر الحديث.
وقد تناول مؤلفه المتخصص في بحوث الفِرَق والمذاهب وظاهرة الإسلام السياسي في القرن الماضي إلى وقتنا المعاصر، مسيرة تلك التيارات؛ كيف نشأت، ومشروعها الفكري، وأطروحتها للدولة ومؤسساتها، ونظامها السياسي، وموقفها من الديموقراطية وأدواتها إلى غير ذلك من القضايا التي يثيرها الصراع على السلطة في هذا العصر.