كتب إبراهيم أحمد
تنظم جمعية نهضة العلماء الإندونيسية المؤتمر الدولي الأول بعنوان “فقة إسلامي جديد لأجل الحضارة الإنسانية الجديدة (فقه الحضارة)”، في مدينة سورابيا بجاوة الشرقية، يوم 6 فبراير، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجمعية.
وتحاول الجمعية خلال مئوية تأسيسها إلقاء فتح نقاش مع العلماء حول مشروعية ميثاق الأمم المتحدة باعتباره أساس الحوكمة العالمية من منظور الفقه الإسلامي: بناء أساس للفقه من أجل السلام العالمي والتآلف، بالنظر إلى أن الموافقة على ميثاق الأمم المتحدة وإطلاق منظمة الأمم المتحدة أدت إلى الانتشار واسع المدى وقبول مبدأين وطّدا أساسًا لتشييد نظام عالمي جديد، بالإضافة إلى قبول مبدأ حقوق الإنسان الكونية أي الحقوق المتساوية لكل إنسان، وتوفير ضمانة لحماية كل مجموعة قائمة على الهوية، وبما يضمن أن أعضاءها سيعاملون بعدل، وبالتالي منع الكراهية والصراعات القائمة على الهوية، فضلاً عن الإقرار بالحدود الإقليمية الفاصلة واليقينية بالأساس لكل دولة قومية، مصحوبة بالتزام مشترك يضمن حماية السيادة الإقليمية لكل دولة من الذين يريدون انتهاك هذه السيادة.
فاعليات المؤتمر
وبالتالي، فإن ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة الإمم المتحدة أديا إلى خلق نظام عالمي جديد يفهم العلاقات الدولية باعتبارها حاصلة في نظاق إطار عمل يقوم على القوانين، بدلاً من صراع قوى مستر، لضمان صيانة السلام والاستقرار والأمن تالدوليين على نحو أفضل.
ويناقش المؤتمر مع كوكبة من علماء العالم الإسلامي والمفكرين والباحثين، طبيعة هذه التغيرات ودور الفقه الإسلامي في خلق رؤية تعبر عن المسلمين والعالم الإسلامي، وتحفظ الهوية، باعتباره “فقه الحضارة”.
ويتحدث خلال المؤتمر الرئيس العام الشوري للمجلس المركزي لنهضة العلماء، كياي حاج مفتاح الأخيار، ومستشار المجلس المركزي لنهضة العلماء الدكتور كياي حاج أحمد مصطفى بشري، عن الرحمة بوصفها أساس الكفاء لبناء الحضار، بالإضافة إلى خطاب آخر يلقيه الشيخ الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر للأزهر الشريف عن الدور الجوهري للعلماء وللعالم الإسلامي ككل، في جهود خلق نظام عالمي مُحسَّنقادرة على تأمين سلامة الإنسانية، وخطاب رئيسي آخر يلقيه الدكتور كياي حاج معروف أمين نائب رئيس جمهورية إندونيسيا عن الحاجة إلى إعادة غرس الرؤى الدينية في سياق الحقائق الواقعية الحضارية المتغيرة.
كما يتحدث خلال المؤتمر الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية عن وجوب الكفاح من أجل نظام عالمي عادل ومنسجم بدون السعي وراء موقف استعلاء عالمي للإسلام.
الشيخ يحيى خليل ثقوف يدعو كوكبة من العلماء والمفكرين والباحثين
وخلال جلسات المؤتمر يتحدث الشيخ يحيى خليل ثقوف، الرئيس العام للهيئة التنفيذي لجمعية نهضة العلماء، عن تقييم المشكلات (الاستفتاء)، من خلال الحديث عن مكانة منظمة الأمم المتحدة في ضوء الشريعة الإسلامية، هل يمكنها أداء دور الآلية الدولية الضابطة لسلوك المسلمين؟.
ووجَّه الشيخ يحيى خليل ثقوف دعوات إلى عدد من أبرز العلماء والمفكرين والباحثين من الخارج، للحديث عن هذه الموضوع، وتبادل الأفكار والأطروحات التي تساعد على بلورة رؤية إسلامية سلمية.
ويعتبر الشيخ يحيى خليل ثقوف، الرئيس الحالي للجمعية، امتدادًا لأفكار الشيح عبدالرحمن وحيد الرئيس الأندونيسي السابق، بأفكاره الإصلاحية والتنويرة، حيث ساعد على تحقيق الجمعية نجاحات عديدة على المستوى المحلي والعالمي.
مصطفى زهران يؤكد أهمية “فقه الحضارة”
ويشارك في المؤتمر الباحث المصري الدكتور مصطفى زهران، الذي سبق أن صدرت له العديد من الدراسات والمقالات والأبحاث المتخصصة في الحالة الإندونسية، والتفاعلات الدينية في الداخل الإندونسي، لاسيما التيارات الإسلامية، ودور جمعية نهضة العلماء في هذا السياق.
ومعروف عن زهران في الأوساط المصرية والعربية اهتمامه البارز بالحالة الإندونسية التفاعلية على الصعيد الإسلامي، وارتباطها بالواقع العربي والإسلامية وقضاياه الدينية والاجتماعية والثقافية، حيث شارك في نقاشات تلفزيونية وصحفية حول تلك الرؤى.
وقال زهران إن الأهدمية الكبيرة للمؤتمر تكمن في اهتمامه بعالمية القضايا الإسلامية، من خلال مناقشة تحليلية بمنظور ديني لفقه الحضارة، وهي المساحة التي تسمح بنقاشات عديدة لعلماء العالم الإسلامي، بدون أمصار محدودة، باعتبارها قضية إسلامية ذات صبغة عالمية.