كتب إبراهيم أحمد
أوصت ورقة بحثية جديدة صادرة عن مركز “سمت” للدراسات، بضرورة تبني شركات الإنتاج السعودية خططًا خاصة بها، بهدف وصول إنتاجاتها السينمائية للمحافل الدولية، خاصة مهرجانات الأفلام المرموقة مثل: “مهرجان كان، وصندانس والبندقية، وبرلين، وتورونتو”، والاستعانة بالموزعين الدوليين؛ نظرًا لدورهم في إيصال الفيلم للمحافل الدولية، بالإضافة إلى رفع القيمة الفنية للأفلام من خلال عقد شراكات بين شركات الإنتاج السعودية ونظيرتها الدولية، لجلب التقنية الفنية العالية، ونقل خبرات العاملين المحترفين ذوي الندرة، والاهتمام بمرحلة ما بعد الإنتاج والتركيز على تفاصيل دقيقة، مثل موسيقى الفيلم وتصميم الصوت وتصحيح الألوان.
وسلطت الورقة، التي جاءت بعنوان “الفيلم السعودي في المحافل الدولية”، وأعدّها الدكتور مصعب بن عمير العمري، الأستاذ المساعد في كلية الإعلام، بجامعة الإمام محمد بن سعود، والمتخصص في الفيلم والإخراج السينمائي، الضوء على حضور الفيلم السعودي في المحافل الدولية خلال الفترة الأخيرة بشكلٍ مغايرٍ عن المشاركة السعودية قبل إطلاق “رؤية المملكة 2023″، حين كانت الأفلام السعودية في معظمها لا تتجاوز الحضور في المهرجانات الخليجية والعربية، لكنها باتت تحقق صدى كبيرًا على الصعيد الدولي.
وسرد الباحث نشأة المهرجانات السينمائية، والأهمية العلمية لمشاركة الأفلام في تلك المحافل، وكذلك إلقاء الضوء على نظرة الإعلام المحلي إلى المشاركات السعودية في المحافل الدولية، وفي الجزء الثالث يُقدِّم الكاتب رؤية النقاد للفيلم السعودي المشارك في تلك المحافل، ويتوصل من خلال سرد أهمية المشاركات الدولية إلى أن المهرجانات السينمائية تُقدِّم مساهمات في جوانب متعددة، وتحديدًا المساهمات الثقافية والتجارية والإعلامية؛ لذلك فإنَّ لمشاركة صُنَّاع الأفلام في هذه المحافل العديد من المكاسب الشخصية لهم، والمكاسب الوطنية للبلدان التي يمثلونها، والمدن والقرى التي جرى تصوير هذه الأعمال فيها.
كما قدمت الورقة البحثية التجربة منذ أول مشاركة للمملكة العربية السعودية في “مهرجان كان السينمائي”، بعد أقل من أربعة أسابيع من افتتاح أول صالة سينما تجارية في المملكة، وذلك في شهر أبريل من عام 2018، وهي البداية التي جعلت وسائل الإعلام تضع نصب أعينها التجربة السعودية، ومدى التقدم الذي تحققه يومًا بعد يوم.