بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت
في الآونة الأخيره شهدنا الكثير والعديد من الاستراتيجيات والتوجهات الكبيرة والتي تجعل من مستقبل البشرية إزدهارا وتقدما ونمو في مجالات عديدة منها الصناعة والاقتصاد المعرفي والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والميتافيرس والروبوتات وانترنت الاشياء والعديد من التكنولوجيات الحديثة والمتقدمة والتي يطلق عليها الآن التكنولوجيا العميقة ، ومن هنا لابد أن نقف مع انفسنا وقفة لرسم الاستراتيجيات والخطط التنفيذية لكي تليها انطلاقة نحو مستقبل أفضل .
فعلينا أن نعيد النظر في التعرف على التحديات التي تواجهنا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وديموغرافيا ، وفي ظل الظروف التي يمر به العالم من كوراث طبيعية وحروب دائرة بشكل مباشر وغير مباشر لابد من تحليل الأوضاع والتحديات الحالية التي تواجهنا وخاصة في علاقتنا الاجتماعية مثل الصحة النفسية والعقلية والجسدية وحسن إدارة الموارد وتوظيف الموارد البشرية لتكون قيمة مضافة فكرية وابداعية وتطوير التعليم بما يتناسب مع مايحدث من حولنا في العالم .
وإذا إستوعبنا وفهمنا التوجهات والاستراتيجيات العالمية التي من حولنا كيف تسير وماهي الدوافع والعوامل المؤثرة والتي يكون لها أكبر الأثر على وطننا ومجتمعنا في مواجهة كثير من التحديات للعبور بالوطن الى بر الأمان والإنطلاق نحو مستقبل أفضل .
ومن أعظم التحديات هي استغلال المحن لتكون منح لنا في المستقبل ، وفي هذا الموضوع أقوم بعرض التوجهات والاستراتيجات الجديدة والتي ستساهم في بناء وطن منتج مرتكزا على العلم والفكر والابداع والابتكار واتخاذ اقتصاد المعرفة هدفا وطنيا وقوميا من أجل التقدم والازدهار ومواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
ومن أجل ذلك نستشهد ببعض الاستراتيجيات والتي رسمتها بعض الدول العالمية والاقليمية وعلى سبيل المثال اتخذت الامارات العربية المتحدة استراتيجية نحو تحقيق مستقبل أفضل في ظل الثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة ، وكانت تلك الاستراتيجية ترتكز على عدة محاور اساسية :
1 – ( إنسان المستقبل ) : ويتم ذلك من خلال تحسين مخرجات التعليم ، بالاعتماد على تطبيق التكنولوجيا العميقة والعلوم المتقدمة للهندسة الحيوية وتقنية النانو والذكاء الاصطناعي .
2 – تبني الخطط والاستراتيجيات في مجال الطب الحيوي والسياحة الطبية الحيوية عبر تحسين الرعاية الصحية وتطوير حلول طبية وأدوية حيوية شخصية حسب حالة المريض .
3 – التركيز في الرعاية الصحية على استخدام الروبوتات وتكنولوجيا النانو لتعزيز تقديم الرعاية الصحية والجراحية عن بعد .
4 – ( أمن المستقبل ) : وتحقيق ذلك من خلال الأمن المائي والغذائي عبر منظومة متكاملة ومستدامة للأمن المائي والغذائي معتمدا في ذلك على توظيف الهندسة الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة للطاقة المتجددة .
5 – ( ريادة المستقبل ) : ويتم ذلك من خلال الاستثمار في أبحاث الفضاء والعمل على تعزيز مكانة الدولة كمنصة عالمية للجهات الطموحة في مجال الدراسة والابحاث ومشاريع الفضاء .
6 – تشجيع الأبحاث والتطبيقات الوطنية بالجامعات والمراكز المتخصصة في مجال علوم الدماغ والأعصاب والتعزيز البشري والادراكي بالشراكة مع الجهات العالمية المتخصصة .
7 – تعزيز الأمن الاقتصادي عبر تبني منهجية الاقتصاد المعرفي وتقنية التعاملات الرقمية .
والجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية والتي اعلنت عنها حكومة الامارات تتضمن 120 مبادرة لتطوير 30 قطاع بالدولة حتى عام 2071م وفي هذا الاطار تم اطلاق خطة تنفيذية من 6 محاور وهي الاولى على مستوى العالم لتبني منهجية إقتصاد المعرفة والثورة الصناعية الرابعة حيث تم البدء في جاهزية الحكومة لذلك من خلال ستة محاور أساسية وهي ( التقنية – الابتكار والابداع – الاقتصاد – المجتمع – الموارد الطبيعية والبيئية – الأمن والحوكمة ) – وللحديث بقية
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه عبده