بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت
في الجزء الأول من هذا الموضوع تحدثنا عن المفهوم العام للاقتصاد الجديد وسردت استراتيجية دولة الامارات العربية المتحدة نحو هذا الاقتصاد المبني على العلم والابداع وتكنولوجيا المعلومات وهنا سأتحدث عن استراتيجية أخرى من أجل التعرف والاسترشاد ، وهي استراتيجة اسرائيل نحو هذا الاقتصاد المبني على المعرفة .
إن العالم انتقل من عصر القوة الميكانيكية حيث التفاوت الكمي بين الامم الى عصر الطاقة النووية والمعلوماتية حيث التفاوت الكمي والنوعي وأصبحت المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا العميقة لجميع فروع العلوم هي المصدر الأساسي للتفوق .
والجدير بالذكر أن اسرئيل تنفق أكثر من 4.7 % من اجمالي الدخل القومي لها مايعادل 10 مليار دولار تقريبا وذلك على البحث العلمي وهي نسبة مرتفعة حيث المتعارف عالميا هو من 1 الى 2 % من إجمالي الناتج القومي للدولة وتعتبر اسرائيل هي أولى دول العالم من حيث نسبة الانفاق على البحث العلمي من اجمالي الدخل القومي لها ولكن من حيث القيمة فإن أمريكا تتصدر القائمة بمبلغ يقارب 500 مليار دولار .
وقد سعت اسرائيل الى جذب الشركات العالمية والمتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات لتكون مركز أبحاث لها وتمثل القاطرة التي تنطلق وترتقي بمهارات الاسرائيليين التكنولوجية والعلمية . كما أن اسرائيل بها 1 عالم الى كل 10 آلاف اسرائيلي أما العرب فالنسبة هي 1 عالم الى كل 100 الف عربي .
وترتكز استراتيجية اسرائيل نحو الاقتصاد الجديد بالبحث والتطوير في المجالات التالية :
1 – الكمبيوتر وصناعة الاتصالات والمعلومات البرمجيات والذكاء الاصطناعي .
2 – العلوم النووية والذرية وتقنياتها .
3 – علوم التكنولوجيا الطبية والبيولوجية وتكنولوجيا النانو حيث تتفوق عالميا فيها .
4 – العلوم الكونية والفضاء والفلك وتطبيقاتها .
كما أن أهداف استراتيجية اسرائيل للإقتصاد الجديد والذي يعتمد على البحث العلمي والتكنولوجيا هي :
1 – تمكين اسرائيل من التقدم في جميع المجالات العلمية على مستوى العالم .
2 – النشر عالميا كنتاج أساسي للبحث العلمي ودالة التعرف على مستواه بين دول العالم المتقدمة .
3 – دعم وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من حيث الكم والكيف لربط اسرائيل بأنحاء العالم عبر الاقمار الصناعية التي تقوم بمسح شامل حول الكرة الأرضية .
4 – التوسع والمنافسة في البحوث العسكرية لزيادة قوة إسرائيل العسكرية وضمان أمنها القومي .
وتقوم سياسة البحث العلمي في اسرائيل على التكامل بين الاستراتيجيات والسياسات العلمية في الدولة وتتمثل قدرات برنامج البحث والتطوير في عدد من المؤسسات الحكومية لديهم منها :
1 – هيئة الطاقة الذرية ومؤسساتها .
2 – المجلس القومي للبحث والتطوير .
3 – مشروع الحاضنات التكنولوجية ، وهو لتمكين صاحب أي فكرة تكنولوجية مبتكرة من تحويل فكرته الى إنتاج ذو قيمة مضافة مالية وعلمية وتطبيقية .
4 – دائرة التطوير وهي تختص بالبحث والتطوير في صناعة التكنولوجيا والتي تقوم على الالكترونيات ويتولى علماؤها إقتراحات مجال الابحاث على المعاهد والأبحاث والمختبرات ومتابعة الاختراعات الجديدة لدراسة مدى الاستفادة منها ، والدور المهم لهذه الدائرة في توجيه طلاب المرحلة الثانوية لمجال الدراسة المتفق مع ميولهم .
5 – إبرام اتفاقيات التعاون العلمي والتكنولوجي مع العديد من دول العالم المتقدمة .
ومن هنا نجد أن اسرائيل تهتم بالعلم والبحث العلمي ليكون منهج ومحور لاستراتيجية الإقتصاد الجديد المبني على المعرفة والعلم والفكر والابداع . ومن الواضح والجلي للجميع بأن الفجوة العلمية بين العرب وإسرائيل تتسع بإطراد في النواحي المدنية والعسكرية على السواء، و ذلك لوجود منهجية لديهم للبحث العلمي والتطوير بأهداف واضحة المعالم وسياسات لصناعة وتطوير وتوطين التكنولوجيا على الأرض، وإفتفارنا بالمقابل لذلك رغم المحاولات الكثيرة والجادة ولكن لأسباب سوف يتم سردها في الأجزاء القادمة مع تقديم الحلول والمقترحات من أجل بلدنا ووطننا الحبيب . وللحديث بقية
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه