وداعا يا فقيد الشباب والطيبة وحلو المعشر رحلت وتواريت دون سابق إنذار تاركا خلفك محبتك وذكرياتك وهذه الابتسامة التي تعلو محياك دائما
رحلت ( يا فتحي ) عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء وبيت الحمد مخلفا لنا جميعا ألما ولوعة وحزنا عميقا يا أغلى الأحباب
لقد تعلمنا من (الفقد) أن نحمد الله على ابتلائه وقضائه وقدره وآه يا « فتحي » شاب خلوق مبتسم دائما رحل ولا نقول إلا ما تعلمناه من ديننا (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ولقد رأيت وفاة الكثيرين غير أن موت الشاب أو الشابة يعور القلب مؤلم وموجع والله بصير بالعباد
قال تعالى (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم)
ليس هناك مصيبة تحل بالمرء أعظم من مصيبة الموت حين يفقد عزيزاً عليه ولا شك في أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره ونؤمن بأن الموت حق على الجميع وأن العمر والأجل مكتوبان ولن يخلد أحد في هذه الدنيا الفانية إلا إن الفراق صعب وفراق الأحبة أشد صعوبة وألما ويترك
في النفس حسرات ولوعة لا تزول
لقد فقدنا بالأمس شبابا طيب القلب حسن الوجه أبن أخ وصديق وعشره العمر
(( فتحى محمد فوزى فودة ))
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا فتحى لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد ودعنا الكثير من الراحلين خلال مشوار حياتنا وكثيرا ما ترددت على مسامعنا شتى أنواع الأخبار المؤلمة ولكن هناك أحزان لم يخيل إلينا أننا سنعاصرها يوما وهناك أحداث ما تمنينا أن ندونها في تاريخ حياتا يوما وهناك أخبار ما تخلينا أن نمسك بأقلامنا لنخطها ونكتبها ونعبر عنها يوما
ورأينا وسمعنا خلال مشوارنا عن الكثير ممن قد هزت دنياهم أخبار كهذه وربما اعتصرت قلوبنا حزنا وتعاطفا معهم مرة تلو الأخرى ولكن ظل خبر أمس غير وظل خبرا ما تخلينا يوما أن يبعثر كياننا نحن ويزلزل قلوبنا نحن ويغير حياتنا نحن
فالخبر هذه المرة لم يكن مجرد قصة مؤلمة تناقلتها الألسن حتى لامست آذاننا
ولا حكاية مؤثرة قرأناها في إحدى الصحف ولا مجرد نبأ محزن تلقته أعيننا بدموع عابرةالخبر هذه المرة كان مختلفا
فالخبر هذه المرة والنبأ الحزين وهاتف المساء المفجع قد كان عن رحيل أبن أخ
لم يكن مثل غيره من الابناء رحيل أبن فوق العادة.. رحيل أبن حنون.. رحيل من منحنا الأصدقاء سعادة بلا حدود
رحل قلب لم يكن كأي من القلوب رحل قلب لم يكن له مثيل في الحنان والعطف لم نفقد إنسانا عزيزا فحسب بل فقدنا قلبا حنونا في زمن كادت تتلاشى فيه القلوب النقية الطيبة إنه لم يكن كأي أبن صديق فقط بل كان بمثابة ابن لكل اصدقاء إبية لتميزة
رحمه الله عليه بطيبته وحنانه ورقته يفرض احترامه على كافة من حوله كبارا كانوا أو صغارا فكان يداعب كل من أقبل عليه من الأطفال والشباب حيث كان عضو بمجلس إدارة مركز شباب زفتى ممثلا للشباب ولا أذكر أن رأيته يتحدث مع أحدهم يوما إلا وتلك الابتسامة مرسومة دائما على شفتيه وتلك البشاشة تضيء تضاريس وجهه وذاك الحب يتهافت من عينيه لكل من يقابلة ويجلس معه وكثيرا ما تعود بي أفكاري إلى ماض جميل معه والده الاستاذ // محمد فوزى فودة
وأبن عم الإعلامي //محمد محمد فودة
لم أذكر أنه في يوم من الأيام تذمر من أحد طلب منه اى شىء و رفض لهم طلبهم بل كان (رحمه الله) يلبي طلباتهم بصدر رحب لقد كنت ( يا فتحى )شبابا أحب الحياة فأحبته وأحب الناس فأحبوه
كنت أشبه بملاك عاش بيننا ليضيف على حياتنا حلاوة ما عرفناها من غيرك
وها أنت اليوم قد رحلت عنا وها هي أيامنا قد خلت منك
تركت خلفك فراغا بحجم الكون رحلت بحنانك الذي فرشت لنا به طريقنا ورودا وها نحن اليوم نشتاق إليك ونحاول التعود على فكرة غيابك على الرغم انه من المستحيل أن تغيب عن قلوبنا وعقولنا
كم أصبحت تفتقدك دنيانا وكم أصبحت تشتاق إليك أعيننا
فإن كان شوقنا إلى الأحياء يعذبنا أحيانا فكيف بشوقنا إلى من رحل عن دنيانا؟
ولكن مثلك لا يموت أبدا مثلك يستمر ويبقى في ابتسامات أولئك الذين أدخلت السعادة إلى نفوسهم وفي قلوب من أحبوك مثلك يستمر دوما في دعواتنا وصلواتنا
ويبقى عزاؤنا في أن مثلك لا يودع الحياة إلا إلى حياة أبهى وأجمل وأبقى
فارقد بسلام أيها القلب الحنون أنزل الله عليك رحمة لا منتهى لها وجمعنا بك في جنات الخلد بإذن الله