ليس الوطن محفظة يضعه رجال الأعمال أو المسثتمرين أو النخبة في جيوبهم و ينهبون البلاد بل العكس فإن أولئك هم نتيجة طبيعية لضعفنا وجبننا الذي فتح المجال لهم بأن يتطاولوا على بلد كان من أعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية والذي أخرج للعالم عظماء على مر العصور نعم أنا غاضب وأحمل المسؤولية لكل مواطن مصري يعتبر نفسه ابناً لهذه الوطن لأن أولئك الخونة أو بالأحرى الذين يحلمون بدول الأجانب كملاذ لتحقيق أحلامهم لا يمكن اعتبارهم أبناء لهذا الوطن مهما كان وضع البلاد فيجب أن نحارب من أجل حقوقنا وحقوق أبنائنا بغد أفضل لا الهروب كالجرذان إلى أحضان غرب دمرنا ونهب أجدادنا قبلنا وأصبح المواطن المصري لا يسمح بقبول هذا الوضع بل هو شغله الشاغل الذي يفيق وينام لإعادة بناء هذا الوطن ولكن ليس بهؤلاء الخونة أو بشعب عدو لنفسه ولن أرضى ولا أمثالي بأن نكون حثالة الشعوب لأننا لم نكن يوم مزبلة للعالم بل كانت مصر الحضارة دائماً منارة للإنسانية في الرقي والإبداع فمن نحن لنكون عكس ذلك هذه الأمانة تحتم علينا أن نكون في مستوى المسؤولية
للوطن وأن مصر وأمتنا في حاجة اليوم إلى مراقبة الله تعالى وإيقاظ ضمائر أبنائها ليعود المسلم إلى حياته عاملًا فاعلًا مثمرا وتعود للأمة مكانتها وتملك زمام مستقبلها فلا يصح وهي خير أمة أخرجت للناس أن تعج بما نراه في واقعها من خيانة للعهود والعقود وضياع للحقوق وازدياد في العقوق وهتك للحرمات وانتشار للفساد وخراب الذمم والموبقات وانحراف عن منهج الله تعالى وما نحسب ذلك إلا نتاجا لموت الضمير واتباع الهوى والشيطان مصداقًا لقوله تعالى
“وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ” فإذا مات الضمير أصبح كل شيئ مباح وسهلا ولا يمكن التفريق بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل والحلال والحرام فكلاهما سواء حينما يمت الضمير ويغيب من أخلاقنا وسلوكنا يتفشى الفساد في جميع القطاعات والإدارات وكذلك في العلاقات الاجتماعية والإنسانية فأنسدل الستار وأصبحنآ نشاهد في هذه الأيام حياة أناس ماتت ضمائرهم رحل الصدق منهم كما لو أنه ضيف قصير الزيارة رحل الإخلاص ودفنت الأمانة وسجنت الكرامة خلف القضبان كيف لا وفي جوف كل إنسان شوكة تخزه ليسبب الأذى والألم لمن كان له الجوار والجار والصاحب ولمن كان له كنز لاسراره
أتساءل هل هذه الحياة التي نرغب بها؟ حياة تلوثت بتلك الضمائر التي انتهت انسانيتها وانتهت معها صلاحيتها فعادت لا تنفع الا في زمن الغدر والنفاق
إلى متى سنبقى نقدم لهؤلاء ونفرش لهم الطريق ورود وكنا لهم الدواء لجراحهم
وكنا لهم الحرية في زمن تقيد بسلاسل
من حديد لأننا عهدناهم شموع تحترق من أجل العدالة والحق ومن أجل الإنسانية والوطن ولكنهم ظهروا بلباس ليس لباسهم كما لو أن الحياة غيرتهم وصنعوا لأنفسهم ما يليق بزيهم الجديد فعذرا أن صاح القلم فيهم فهو الرفيق الوحيد الذي اعتاد على أن يصرخ من أجل الحق مطالبا اياهم بأن يكفوا عن ملاحقة ما تمليه عليه عقولهم فالمال ينضب والعمر يمضي ولا يبقى الا العمل الصالح ودعوات للخير ممن يرى فيكم كل الخير للوطن فلا تفقدوهم أو تخسروهم فنحن من اختاركم لتكونوا ممثلين لنا وكلنا أمل وثقة بكم فماذا تخسرون إن تركتم بصمة خير يستذكركم الناس بها تعيدوا للحياة مجدها وبريقها وتبثوا في الانفس الأمن والسعادة فلا تجعلوا من أبناء وطنكم أحجار نرد تلتقطونها لتكون بين أناملكم فتحققوا بها مصالحكم فنحن قلوب إذا احبت تخلص وإذا أعطت لاتنتظر المقابل
فمن يمتلك القيم والمبادئ لا تتغير نفسه بحبه وانتمائه لوطنه ولكن من يفقد تلك القيم لا يتعامل الا بابتسامة صفراء تكون مكشوفة للجميع فدعونا نتعامل بإنسانيتنا التي نستمدها من ديننا الحنيف ولنأخذ العبرة مما يحدث حولنا في الدول المجاورة والتي انعدمت الانسانية فيها ولم يعد لها وجود على أرض الواقع وكأنها أصبحت صورة ذهنية رسمتها عقولنا
فلنراجع ضمائرنا ولندون أخطائنا فليس عيبا أن ننقح أنفسنا فكلنا أخطاء وللناس ألسن فنحن اليوم نعيش أزمة ضمير بكل ما تحمل الكلمة من معنى فحين يموت الضمير ياسادة يصبح كل شيء مباح حيث يعلو الصراخ ويزيد الضجيج وتنتشر الضوضاء بشكل هيستيري مزعج ستجد الفرق تتصدع والأمور البسيطة تتعقد يسود الإهمال في كل جوانب حياتنا تتخبط المفاهيم تختل الموازين تنقلب معايير الحياة تهون أوطاننا بل تذبح بيدينا نكون معاول للهدم وسيوف للقتل يزول الكلام تغفو العقول تنمو ثقافة الاكاذيب
حينما يموت ضمير الشرفاء تنعدم الثوابت وتتققهرالمبادىء وتنمو الانانية يزيف التاريخ تتبدل الحقائق تنتزع الذاكرة من جذورها تتعطل إنسانية الفرد بل تنعدم وتموت روحه تهون الكرامة تذل الانفس وتكاد زفراتها تحرق كل شي تفقد الحواس قيمتها وتعدوا الانسانية كلمة لامعنى لها ولا رديف
حينما يموت الضمير تغفو العقول في برك اسنة تثور الأحقاد وتسيطر على كل شي تتحجر القلوب وتكون معطوبة تقتل الاحلام يترعرع الفساد ويتوحش حتى يصل الى النخاع ويخالط الشحم واللحم ويفسد الدم
عندما يموت الضمير يكون ويكون وربما ما خفي كان اعظم واهول وافضع وابشع تبدوالمدن كغابات موحشه نغرق بالفوضى واللامبالاة عندها تفلت الامور من الايدي
حين يموت الضمير الإنساني يصبح كل شيء مباحاً ومبرراً ومعقولاً ويتحول معه القتل الى لذة ومتعة ما بعدها متعة بلا هدف سوى الحصول على اللذة يكون القتل متعة موت الضمير مشكلة يعاني منها من تطاله خيوط الأفكار المسمومة الممزوجة بازدواجية السلوك حينئذ لم يعد يجدي قول ولا عمل ولاقبول توبة او حتى استغفارفي بلدنا ياسادة يقينا ليس هناك ازمة ضميرنعم ليست هناك ازمة ضمير بل ما موجود هنا هي ازمة ضمائر بل انعدامها ويمكن موتها انا موقن بان السياسة ليست لعبة النوايا الحسنة أو المبادئ السامية او الاخلاق النبيلة لكن ما تقوم به الاحزاب او الشخصيات المتنفذة فاق كل شي وما يمارسوه اليوم ماهي الا سياسة التجهيل والتي تقوم اساسا على الكذب والتدليس وخلط الامور فليس من الاخلاق في شي ان يتم الكذب على ابناء الوطن من مختلف القوى السياسية بعد سلسلة الاخفاقات والخيبات التي رافقت ادارتهم ففي الماضي كانت تمارس علينا سياسات التجهيل قهرا وقسرا الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع والكذب بلا حياء او ذرة ضمير والنتيجة واحدة والمحزن في المشهد أن ساسته رغم كل هذه الخيبات يتحدثون عن المصالحة الوطنية وتكريس سياسة التسامح بين مكوناته ناسين أن من يعيق تحقيق هذه الأهداف هم أنفسهم من فرط تفردهم بالقرار السياسي من دون مشاركة الآخرين ويمكن القول إنه فى مثل هذه الحالة السياسية المضطربة يلعب الضمير المذبوح تحت أرجل الطامعين والمأجورين على قتل الوطن وذبح المواطن وهذا النوع من الضمائر هي ضمائر مخربة تنخر الأمة وتساعد على إحداث هوة سحيقة بين الرقي والتخلف وستكون أعماقهم المخذولة والمهتوكة آهات الندم والفجيعة
الدور الرئيسى فى ضياع القيم والأسس فى المنافسات السياسية وتحويلها إلى صراعات سياسية ميكافيلية يستخدم فيها جميع الوسائل والأساليب التى غالباً ما تخرج عن الصراط المستقيم والنهج القويم نتيجة ضياع الضمير ونومه فى قبر السياسة البائسة والحقيرة
في عصرنا هذا ووقتنا هذا لا يوجد شئ اسمه بعيداً عن السياسة كل القضايا هي قضايا سياسية والفاجعة التي لاحت في سمائنا تنذر غمامتها المعتمة الحالكة السواد بأن ما تحمله في غياهب جوفها أمر جلل استشرى واستفحل بين تلك الأوساط السياسية البائسة التي ارتشفت كؤوس النفاق والخداع وطوقت أنفسها برداء البراءة والصدق
لكن هذا الحلقة الخانقة والخطيرة والتي قادت البلاد بطريق اللاعودة نقول يجب ان يستيقظ الضمير لدى سياسيينا ولذلك نحن بحاجة الى ثورة لإحياء الضمير لدى الكثير منا فى واقعنا اليوم فليس من شيء أكثر بؤسا من ضمير مذنب لأن الضمير هو اعلى معيار للاخلاق وبه يعرف الانسان
واخيرا يجب ان يراجع كل منا نفسه ويحاول ان يقوي ضميره اذا ضعف ويوقظه اذا نام ويعالجه اذا اعتل وإلا ستغرق السفينة وتهوى فى القاع دون أن ينجو منها