لم يكن غريباً علي مجتمعنآ أن يشهد إفرازات من الناس غير طبيعية وسط
هذا التغير الكبير الذي نعيشه لحالة من الالتباس في بعض قيم المجتمع لمن لم تكن له ثوابت بداية وما كان بعضها إلا انعكاسات لاضطراب في قيم فئة من مجتمعات تعودت على التلقين والنقل والتنميط وحرمت من التفكير والإبداع في يوم من الأيام وفئة أخرى تملك رؤية خاطئة للعلاقة بين الحرية والقيم بين الانفتاح واحترام النفس لتذهب إلى ما هو أبعد وهو النفاق المجتمعي والسياسي الذى انتشر بدرجة غير مسبوقة فى أجواء المجتمع السياسي والإعلامي والشرعي في الآونة الأخيرة ولأن مبادئ الإنسان
ومواقفه وقيمه السامية لا تفنى بفنائه حتى وإن مات تبقى مبادئه وقيمه وسمعته الطيبة راسخة في عقول الجميع في عقول الخصوم قبل الأصدقاء و لكن عندما يصبح الإنسان أسير مصالحه الشخصية ويجعل منها شغله الشاغل وهمه الوحيد فمن المؤكد أن ينقلب و يتخلى عن مبادئه بسببها مما قد يترتب عنه فقدان الإنسان لإنسانيته و مكانته داخل المجتمع فعندما تهيمن المصلحة الخاصة على النفوس وتسيطر على العقول يصبح الإنسان مملوكا لمصلحته حيث إن
الإنسان المناضل والشريف وصاحب المبدأ لا تؤثر عليه مصالحه الشخصية لأنه صاحب قناعة و فكر يناضل عن مبادئه و يضحي من أجلها و لا ينحاز إلا لها و يضع دائما المصلحة العامة فوق أي إعتبار وفي الحقيقة طبيعي جدا أن يكون هناك صراع داخلي بين المبادئ و المصالح حيث يجد بعض الناس عائقا بينه وبين الوصول
إلى هدفه وتحقيق مصلحته وغرضه من وجهة نظره القاصره فتجده ينساق بسرعة البرق وراء مصالحه الخاصة متخليا عن مبادئه لكن رسالتى لأصحاب المصالح الشخصيه إعلموا أن المصالح الخاصة مثلها مثل سحابة الصيف تتلاشى بسرعة فمثل هؤلاء يضربون مصلحة مدينتهم بل ووطنهم عرض الحائط وفي الختام أريد أن لا يفهم من كلامى بأنني ضد أن يبحث الإنسان عن مصالحه بل بالعكس ولكن شريطة أن لا تتناقض ولا تتعارض مع مبادئه النبيلة واستغلال المناصب والنفوذ لكن في هذا الزمان تفشت المصالح وطغت على الاخلاق والعلاقات الشخصية واصبح الفرد في المجتمع المادي يفتقر للعلاقة الصادقة فانت محبوب ما دمت تقضي حوائج الآخرين بغض النظر عما فيك من عيوب او حسنات ومتى ما قصرت في ذلك حتى ولو كان خارجاً عن نطاق مسؤوليتك اصبحت مذموماً عندهم وهناك كذلك من يجاملك من اجل مصلحته ولغرض ما ومثل هؤلاء جميعاً يجب الابتعاد عنهم لأن صداقة المصلحة لا تدوم طويلاً وكذلك بعض منهم لغرض التسلية وتضييع وقته ويعيبه المزاجية صحيح ان الانسان يحمل صفات كثيرة في داخله والناس ليست على شاكلة واحدة بل هم في صنوف شتى وتركيبات مختلفة ومنهم فئات تتشابه في طباعها من حيث الطيب واللين والصدق والجرأة والشجاعة والاقدام وعلى ذلك فئات اخرى تشترك في الشر وسوء الاخلاق والكذب وحب استغلال الآخرين والتطفل والتملق وخصال كثيرة لفئات الخيروفئات الشر ان الزمان هو الزمان لا يتغير ولكن اصحاب الزمان هم الذين يتغيرون وكل جيل يأتي فيه من سابقه صفات وخصال عديدة لأن الله اراد ان تكون الحياة هكذا ولو أراد للناس الخير جميعاً لفعل فله سبحانه ما اراد وما يريد ان اجناس البشر كثيرة وبمقدور الانسان ان يجد لنفسه من هذه الاجناس من يرتاح لهم ومن يشتركون معه في الصفات والخصال فسبحان الله الذي اعطى الانسان قدرة التمييز ليختار بنفسه الذين يرتاح لهم فإذا وقع خطأ بين صديق وصديقه فمن الافضل ان يملك الطرف الذي وقع عليه الخطأ اعصابه وان يتحلى بالصبر والقدرة على امتصاص الخطأ وابداء العفو والتسامح خاصة اذا كان الخطأ من صديق يعز عليك ويقدر معنى الصداقة ويكن لها معزة ومقداراً عنده وعلى الطرف الثاني وهو المخطئ تقديم الاعتذار والاسف للاول وهذا هو السلوك السامي والقيم في مجتمع الحب والتفاهم وينبغي ان يتحلى به الاصدقاء على ميولهم في التفاهم فيما بينهم حتى تدوم الصداقة حميمة بعيدة عن الشوائب والمصالح الشخصية والعداوة والحقد والانتقام من المسيئ شيء بشري اما الصفح والعفو بين الاصدقاء شيء رباني
والتسامح والعفو بين الاصدقاء هما المقياس الحقيقي للصداقة الوفية والبشر بطبيعتهم يصيبون ويخطئون
فالعظيم لا يحتاج من يطبل له لأن إنجازه يتكلم عنه ولكن عندما تكون المحسوبية جزءاً من الثقافة الدينية والاجتماعية والفكرية يتكون النفاق لأن الفرد يصبح يظهر واقعاً ويعيش واقعاً آخر بسبب المحسوبية والتنميط المجتمعي فترتفع أصوات الطبول وتكبت الأصوات الأخرى وينقطع التواصل الطبيعي بين الناس بسبب هذا الجدار الوهمي الذي يبنيه المنافقون مما يخلق جواً من الإحباط لمشاعر الصامتين فالناس اليوم تغيرت وأصبحت أكثر وعياً وثقافة ويملكون من الفطنة والقدرة على التميز ما يتعدى خيالكم
فيا من تقرأ مقالي إعلموا أن المصالح الخاصة مثلها مثل سحابة الصيف تتلاشى بسرعة وفي الختام أريد أن لا يفهمني القارئ بأني لست ضد أن يبحث الإنسان عن مصالحه بل بالعكس ولكن شريطة أن لا تتناقض ولا تتعارض مع مبادئه النبيلة