B ذي النون - جريدة الوطن العربي
عاجل
الرئيسية » فن وثقافة » ذي النون
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

ذي النون

يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قصة ذو النون، حيث يقول: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً”، ويفسر المفسرون أن هذه الآية تروي قصة النبي يونس عليه السلام، وسُمي بذي النون نسبةً إلى الحوت الذي ابتلعه، فعبّر عن الحوت باسم “ذو النون”، وفي سورة القلم، وردت إشارةٌ إلى هذا المعنى حيث يقول الله سبحانه: “وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ”، ويرى بعض المفسرين أن كلمة “ذو” في هذه الآية تعبر عن تشريف وإكرام أعظم من كلمة “صاحب”، لأن الله سبحانه يشيد بيونس بوصف “ذي النون“.

 

دعوة ذي النون

أُرسِلَ اللهُ سبحانه نبيهُ يونُس عليه السلام إلى أهل نينوى ليدعُوهم إلى عبادَة اللهِ وحده، وليحثَّهم على ترك ما كانوا عليه من الوثنيَّة والكفر، ولكنهم رفضوا ذلك واستمروا في التكذيب والإصرار، فقامَ يونُسُ عليه السلام غاضبًا ومُنذِّرًا من قدوم عذابٍ أليمٍ لهم، وعندما تحقَّق لهم أن يونُسَ عليه السلام لم يكذِب، أخرجوا بأطفالهم ونسائهم وأنعامهم، متذلِّلين لله عز وجل بالدعاء، يطلبون رفع البلاء والعذاب عنهم، وبفضل الله سبحانه استجاب لهم ونجَّاهم مما كانوا فيه.

 

عندما غادر نبي الله يونس عليه السلام غاضبًا من قومه، انتقل إلى سفينة تسعى للإبحار، وبدأت الأمواج تهاجمهم من كل جانب، مما أثار خوفهم من الغرق، لذا قرروا إلقاء الحمولة الزائدة في البحر عن طريق سحب قرعة، وفي كل مرة وقعت القرعة على يونس عليه السلام، فقرر أن يلقي نفسه في البحر، وأخذته الأمواج وابتلعه حوت قادم من أعماق البحر وظلماته. 

 

احتجز يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظروف مظلمة ومخيفة، وفي هذا المكان المظلم، دعا يونس عليه السلام بدعاء صادق، قائلاً: “فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”. هذا الدعاء يشهد بتمجيد الله واعتراف بوحدانيته، وتواضع يونس عليه السلام واعترافه بتقصيره وظلمه لنفسه، وهذا الدعاء استجاب له الله، وفك كربة يونس عليه السلام، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الدعاء مستجاب، وبفضل الله تمكن يونس عليه السلام من الخروج من ظلمات البحر ونجاة.

 

توبة قوم ذي النون

عندما أصاب أهل نينوى العذاب الذي وعدهم به سيدنا يونس عليه السلام لمدة ثلاثة أيام، انغمرت سماءهم بالظلام الدامس الذي يشبه قطع الليل، وبدأوا البحث عن نبيهم يونس عليه السلام عندما أدركوا صدقه، ولكنهم لم يتمكنوا من إيجاده، فقرروا أن يجتمعوا ويعلنوا توبتهم إلى الله سبحانه، فهو الرحمن الذي ينجيهم من العذاب.

 

خرجوا مع النساء والأطفال والشيوخ والحيوانات إلى تلةٍ من التلال، إذ تذللوا بين يدي الله سبحانه وتعالى وأظهروا الندم العميق على أفعالهم، وتعالت أصوات البكاء والدعاء، وحتى استشفعت الملائكة لصالحهم، فاستجاب الله لدعائهم وتوبتهم وآمن الكثير منهم، وفيما يتعلق بهؤلاء المؤمنين، قال الله سبحانه: “لَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ”.

 

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأربعاء… ليلة أدبية تفاعلية بنكهة “إسبانية .. نرويجية… تشيكية” في قلب القاهرة

كتب ابراهيم احمد  ينظم معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني)، أمسية أدبية تفاعلية مجانية للترويج ...