كتب إبراهيم أحمد
كشفت شركة إنتل خلال الدورة الثالثة من فعالية إنتل للابتكار Intel Innovation السنوية عن مجموعة من التقنيات التي تعزز انتشار الذكاء الاصطناعي وتسهل الوصول إليه من خلال جميع أعباء العمل، بما فيها العملاء وتقنيات الشبكات الطرفية والشبكات والسحابة الرقمية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل: “نجح الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية ودخول مرحلة جديدة من التوسع العالمي الذي يرتكز على الحوسبة لبناء مستقبل أفضل للجميع. ويوفر الذكاء الاصطناعي للمطورين فرصاً مجتمعية وتجارية كبيرة تساعدهم على الارتقاء بإمكاناتهم وإيجاد حلول لأبرز التحديات العالمية وتحسين جودة حياة جميع الأفراد.”
وافتتح جيلسنجر الفعالية المخصصة للمطورين بعرض تقديمي شرح خلاله توفير إنتل قدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها، مع إتاحة الوصول إلى هذه الإمكانات من خلال الحلول البرمجية المفتوحة ومتعددة الوظائف. كما سلط جيلسنجر الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد المتنامي والقائم على شرائح السيليكون والبرامج، حيث تساهم شرائح السيليكون في تغذية قطاع أشباه الموصلات الذي تبلغ قيمته 574 مليار دولار أمريكي، والذي بدوره يعزز اقتصاد التكنولوجيا العالمي والذي تبلغ قيمته حوالي 8 تريليون دولار أمريكي.
أحدث مستجدات حلول السيليكون والتكديس والشرائح الإلكترونية المتعددة
أشار جيلسنجر إلى تحقيق تقدم ملحوظ في برنامج تطوير العمليات المكون من 5 عُقد عمليات خلال 4 سنوات، ولا سيما مع تصنيع معالجات إنتل 7 بكميات كبيرة والاستعداد للبدء بتصنيع معالجات إنتل 4 وإطلاق معالجات إنتل 3 بحلول نهاية العام.
واستعرض جيلسنجر تقنية Intel 20A مع أول رقائق اختبار لمعالج Arrow Lake من إنتل والمقرر إطلاقه في سوق حلول الحوسبة الخاصة بالعملاء عام 2024، لتكون Intel 20A أول عُقدة عمليات تتميز بالبنية الهندسية PowerVia وتقنية التوصيل الخلفي للطاقة من إنتل وبنية RibbonFET الهندسية الجديدة للترانزستورات الشاملة. كما تستفيد تقنية Intel 18A من بنيتي PowerVia وRibbonFET الهندسيتين وتحافظ على مسارها لتصبح جاهزة للتصنيع خلال النصف الثاني من عام 2024.
وتواصل إنتل تطبيق قانون مور من خلال استخدام المواد وتقنيات التكديس الجديدة، حيث أعلنت هذا الأسبوع عن الركائز الزجاجية المتطورة، والتي ستعزز عند إطلاقها خلال هذا العُقد أداء الترانزستورات لتلبية الحاجة إلى أعباء عمل عالية الأداء والتي تتطلب كماً ضخماً من البيانات، مثل الذكاء الاصطناعي، مع المحافظة على تطبيق قانون مور حتى بعد عام 2030.
كما عرضت إنتل حزمة شرائح أولية مصنعة بالتعاون مع مجموعة مصنعي الشرائح المتصلة، وأوضح جيلسنجر أن الدفعة القادمة من المعالجات التي تواكب قانون مور ستقدم حزم متعددة الشرائح، وتتوفر سريعاً في حال تمكنت المعايير المفتوحة من تقليل المشكلات الناجمة عن دمج بروتوكولات الإنترنت. تأسست مجموعة مصنعي الشرائح المتصلة (UCIe) العام الماضي، ويتيح معيارها للشرائح من مختلف الموردين إمكانية العمل معاً، مما يوفر تصاميم جديدة تعزز تنوع أعباء عمل الذكاء الاصطناعي. وتحظى هذه المجموعة بدعم أكثر من 120 شركة.
وتجمع شريحة الاختبار بين شريحة إنتل UCIe IP المطورة باستخدام تقنية إنتل 3، وشريحة سينوبسيس UCIe IP المطورة باستخدام عُقدة عمليات إن 3 إي من شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، حيث تتصل الشرائح ببعضها من خلال تقنية التكديس المتقدمة والتي تحمل اسم التوصيل البيني متعدد القوالب. ويسلط العرض الضوء على التزام شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وسينوبسيس ووحدة إنتل للتصنيع والاختبار بدعم منظومة الشريحة المعيارية المفتوحة من خلال مجموعة مصنعي الشرائح المتصلة.
رفع سوية الأداء وتعزيز انتشار الذكاء الاصطناعي في العالم
سلط جيلسنجر الضوء على مجموعة تقنيات الذكاء الاصطناعي التي توفرها منصات إنتل اليوم للمطورين، والزيادة الكبيرة التي ستشهدها هذه المجموعة خلال العام المقبل.
وتعزز نتائج أداء استدلال MLPerf المدعوم بالذكاء الاصطناعي، التزام إنتل تجاه معالجة كل مرحلة من سلسلة الذكاء الاصطناعي، بما يشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي الأضخم والأصعب، ونماذج اللغات الكبيرة. كما تسلط هذه النتائج الضوء على دور مسرع إنتل Gaudi2 بوصفه البديل الوحيد الفعال في السوق لتلبية احتياجات حوسبة الذكاء الاصطناعي. وأعلن جيلسنجر عن حاسوب فائق وضخم مدعوم بالذكاء الاصطناعي وقائم بشكل كامل على معالجات Intel Xeon و4,000 مسرع عتاد Intel Gaudi2 مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع شركة ستابيليتي إيه آي، بصفتها العميل الرئيسي.
ومن جهته، شرح تشو جينغرين، الرئيس التنفيذي لشؤون التكنولوجيا في شركة على بابا كلاود، طريقة استخدام الشركة للجيل الرابع من معالجات Intel®️ Xeon®️ مع التسريع المدمج لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة والنماذج الأساسية لتونغي، نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة على بابا كلاود، كما أشار إلى مساهمة تقنية إنتل في تحسين أوقات الاستجابة بمعدل ثلاثة أضعاف.
واستعرضت إنتل الجيل الخامس من معالجات Intel®️ Xeon®️ المخصصة لمراكز البيانات العالمية والمقرر إطلاقها في 14 ديسمبر القادم، حيث يتميز الجيل الجديد بتحسينات في الأداء وسرعة الذاكرة مع المحافظة على استهلاك الكمية ذاتها من الطاقة. وتتميز شريحة Sierra Forest بالنوى عالية الكفاءة، وتوفر كثافة طاقة أفضل بمعدل 2.5 ضعف وأداء أعلى بمعدل 2.4 ضعف لكل واط مقارنة بالجيل الرابع من السلسلة نفسها، ومن المقرر أن يتم إطلاق هذه المعالجات في النصف الأول من عام 2024 مع نسخة تتضمن 288 نواة. ويأتي إطلاق معالجات Granite Rapids بعد فترة قصيرة من إطلاق شريحة Sierra Forest. وتتميز السلسلة الجديدة بنوى عالية الأداء لتقدم أداء ذكاء اصطناعي أفضل بضعفين أو ثلاثة أضعاف من الجيل الرابع من معالجات Xeon. 2
ويتوفر الجيل الجديد من معالجات Xeon المزودة بنوى عالية الكفاءة، والذي يحمل اسم Clearwater Forest في عام 2025 مع عُقدة عمليات Intel 18A.
الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمزودة بمعالجات Core Ultra من إنتل
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز تجربة الحواسيب الشخصية. وفي هذا الصدد، قال جيلسنجر: “نتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في إعادة رسم ملامح تجربة الحواسيب الشخصية، مما يعزز الإنتاجية الشخصية والإبداع من خلال القدرات التي يوفرها دمج خدمات السحابة في هذه الحواسيب. وتعمل إنتل على إحداث نقلة نوعية في مجال الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي.”
وتتميز تجربة الحواسيب الشخصية الجديدة باعتمادها على معالجات Core Ultra من إنتل، والتي سيتم إطلاقها في 14 ديسمبر تحت اسم Meteor Lake، لتضم أول وحدة معالجة عصبية متكاملة من إنتل وتعمل على تسريع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتوفير الطاقة والاستدلال المحلي على الحواسيب الشخصية.
وتمثل معالجات Core Ultra نقطة تحول في خطة إنتل للمعالجات الخاصة بالعملاء، لأنها تمثل أول تصميم للشرائح الإلكترونية المدعوم بتقنية Foveros لتكديس الشرائح. كما يقدم المعالج الجديد أداء رسوميات مميز بفضل وحدة معالجة الرسوميات المنفصلة Intel®️ Arc™️، بالإضافة إلى وحدة المعالجة العصبية والتقدم الكبير في مستويات توفير الطاقة بفضل تقنية المعالجة إنتل 4. واستعرض جيلسنجر مجموعة من استخدامات الحاسب الشخصي الجديد والمدعوم بالذكاء الاصطناعي.
كما قدم جيري كاو، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ايسر، لمحة حول الحاسب المحمول المرتقب من ايسر والمزود بمعالج Core Ultra، وقال: “شاركنا فرق إنتل في تطوير مجموعة من تطبيقات ايسر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، للاستفادة من منصة Core Ultra من إنتل في إنتاج الأجهزة بالاعتماد على مجموعة أدوات OpenVINO ومكتبات الذكاء الاصطناعي المطورة بشكل مشترك.
تمكين المطورين من لعب دور ريادي في عصر السيليكون
قال جيلسنجر: “ينبغي على الذكاء الاصطناعي أن يوفر في المستقبل مزيداً من إمكانية الوصول وقابلية التوسع والرؤية والشفافية والثقة”. ولمساعدة المطورين على إطلاق الإمكانات المستقبلية، أعلنت إنتل:
• إتاحة سحابة إنتل للمطورين للاستخدام العام: تساعد سحابة إنتل للمطورين على تسريع الذكاء الاصطناعي باستخدام أحدث ابتكارات أجهزة وبرامج إنتل، بما في ذلك معالجات Gaudi2 للتعليم العميق، والتي توفر إمكانية الوصول إلى أحدث منصات أجهزة إنتل مثل معالجات Intel®️ Xeon®️ Scalable من الجيل الخامس وسلسلتي 1100 و1550 من وحدة معالجة الرسوميات المخصصة لمركز البيانات Intel®️ Max. وتتيح سحابة إنتل للمطورين إمكانية إنشاء واختبار وتحسين تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، بالإضافة إلى إجراء تمرين ذكاء اصطناعي محدود إلى واسع النطاق، وتحسين النماذج وأعباء عمل الاستدلال التي يتم نشرها بأداء وكفاءة عاليين. وتعتمد سحابة إنتل للمطورين على أساس برمجي مفتوح ومدعوم بمجموعة أدوات المعالجة البرمجية والمرئية من إنتل، وهي نموذج برمجة مفتوح ومتعدد البنى المعمارية والموردين، لتوفير خيارات الأجهزة المناسبة والتحرر من نماذج البرمجة مسجلة الملكية بما يدعم تسريع الحوسبة وإعادة استخدام رموز التشفير وقابلية النقل.
• إصدار 2023.1 من مجموعة أدوات OpenVINO: تمثل OpenVINO نظام التشغيل الأمثل لتوظيف الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمطورين في مجالي خدمة العملاء والمنصات الطرفية. ويتضمن الإصدار نماذج مُختبرة مسبقاً تم تحسينها لدمجها في أنظمة التشغيل والحلول المتنوعة للسحابة، بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي العديدة مثل نموذج لاما 2 من شركة ميتا. وتعتمد العديد من الشركات، بما فيها إيه آي آي أو وفيت ماتش، على أدوات OpenVINO لتسريع تطبيقاتها، حيث تستفيد الشركة الأولى منها في تقييم الأداء المحتمل للرياضيين، بينما تعمل الثانية على إحداث نقلة نوعية في قطاعي البيع بالتجزئة والعافية لتزويد المستهلكين بأفضل الألبسة.
• مشروع ستراتا وتطوير منصة برمجيات طرفية أصلية: تنطلق المنصة في عام 2024 مع وحدات بناء معيارية وخدمة متميزة وعروض دعم، وتعتمد نهجاً مؤسسياً لتوسيع البنية التحتية اللازمة للشبكات الطرفية الذكية والذكاء الاصطناعي الهجين، وتجمع بين منظومة إنتل والتطبيقات المخصصة للأطراف الثالثة. ويسهم الحل الذي توفره في تمكين المطورين من بناء ونشر وتشغيل وإدارة وتوصيل وتأمين التطبيقات والبينة التحتية الطرفية الموزعة.