بقلم : علاء شبل:
أيها المدعو أحمد طنطاوى الحالم بدون غطاء والملتحف بالبلهاء
لعله من العار أن تكون سببا في استعداء الغرب على بلادك وانت تنعم بخيراتها وتعيش في ظلها وتحت سمائها وبعد ذلك تتغني بالوطنية بئست الوطنية هذه وبئس الرجل أنت
وهل نالت السعادة منك منتهاها
بعد أن تمخض الجمل فولد فأرا وأصدر البرلمان الأوروبي بيانا هزيلا تافها يطالب مصر بإجراء انتخابات رئاسية حرة، والتوقف عن ملاحقة المعارضة وأين هي المعارضة هل حقا صدقت ياطنطاوي أنك سياسي ومعارض وأنت العاطل المستعدي على وطنك بلقيمات مغمسة بالخسة والندالة تنالها من يد أعداء وطنك وأنا هنا أذكر القارئ الكريم بأمثلة مماثلة كان نصيبها الدهس بالنعال والتاريخ لايرحم
فقد شعر نابليون بونابرت بالانكسار،لعدم تمكنه من غزو النمسا فجمع ضباطه وقال لهم إن المعركة المقبلة ستكون استخباراتية ، وبدأ البحث عن جاسوس نمساوي يكون مستعدا لتغيير ولائه من النمسا إلى فرنسا.
ووجدوه! واتفقوا معه على الثمن، حيث أرشدهم الخائن إلى منطقة جبلية يوجد بها جيش من النمسا يسيطر على مكان استراتجي ، تمكن الجيش الفرنسي من اقتحامه واحتلاله بفضل ذلك الجاسوس الخائن.
إنتصر نابليون، واحتل النمسا، وكان بين ضباطه وجنوده عندما دخل عليه ذلك الخائن النمساوي، وحين رآه نابليون رمى له على الأرض صرة من المال لينحني ويلتقطها ثمنا لخيانته ، كما عامله بإزدراء يليق بخائن!
قال الجاسوس بامتهان:
سيدي العظيم يشرفني أن أصافح قائداً عظيما مثلك.
أجابه نابليون بونابرت: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنا لوطنه مثلك.
بصق نابليون خلف الجاسوس وهو ينصرف، إندهش لذلك كبار الظباط، وكانوا يقدرون في ذلك الجاسوس ما قام به لفائدة نابليون وجيشه، وسأل أحدهم القائد عن سبب تصرفه ذلك، فأجاب:《 مثل الخائن لوطنه، كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص. … فلا أبوه يغفر له ذلك الصنيع … ولا اللصوص يشكرونه.
أما في ﻋﺎﻡ 1898م فقد ﺯار السلطان العثماني بغداد ؛ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً .
ﺧﻼﻝ الاستقبال ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍلمدينة ﻻﺣﻈﺖ زوجة السلطان ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃﺑﻴﻀﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎهها ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي بغداد حينها ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ اسطنبول .
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى { أبو خليل ترللي } ، ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ إهداء ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍلسلطان ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ .
ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو خليل ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ الأصيلة ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍلسلطانة ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ .
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﺭﺩ ترللي ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ﺳﻴﺪﻱ إذا أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍيد ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ بغداد ، ﻭﻳﺼﺒﺢ “ﺍﻟﺤﻤﺎﺭﺍلبغدادي” ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻌﺮضاً ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ان السلطانة العثمانية ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ بغداد ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍلحمير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ أﺑﻴﻌﻪ .
ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ للسلطان ﻭﺍلسلطانة ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭأﻋﺠﺒﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺍلسلطان ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﻨﺢ ترللي ﻭﺳﺎﻣﺎً ﺭﻣﺰﻳﺎً .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ أﺟﺪﺍﺩﻧﺎ فقد كانوا يخافون على سمعة بلادهم من أن تمسها الألسن بالسوء ، أما اليوم ، فهناك من يبيع بلاده – وليس سمعتها – بأبخس الأثمان .
وكان ( الضَّيزن بن معاوية ) من قبيلة قُضاعة العربيَّة الجذور ، وكان ملكاً بين دجلة والفرات بجبال تكريت على ما كان يُسمَّى ( مملكة الحَضَر ) ، وكانت مدينتُهُ محميَّةً بالطَّلاسم، كما كان له قصرٌ عظيمٌ اسمُهُ ( الجوسق ) ، هاجَمَهُ الملكُ الفارسيُّ ( سابور ذو الأكتاف ) بِجيشٍ عظيمٍ ، وأقام على الحصن أربع سنوات لا يصل منه إلى شيءٍ ! ،وكانت لَهُ ابنةٌ اسمُها ( النَّضيرة) ، ثم أنَّ ( النَّضيرة بنت الضَّيزن ) خرجتْ لشأنها ، وقد كانتْ أجملَ نساء زمانها ، وتقول الروايةُ أن ( سابور ) _ أيضًا _ كان من أجمل أهل زمانهِ ، فرآها ورأتْهُ وَ عَشِقَها وَ عَشِقَتْهُ ، ثم أنَّها أرسَلَتْ إليهِ تقول : ما تَجعلُ لي إنْ دَللتُكَ على ما تَهدِمُ به هذه المدينةَ وَ تَقتُلُ أبي ؟ ، هل تَتَزوَّجُ بِي ؟! فقال : نعم ، وَ أجعلكِ الملكةَ ، فَأَعطَتْهُ طِلَّسْمًا لا يهدمُ المدينةَ إلَّا هو ، وَ سِرَّ الدُّخُول لِلحصن الَّذي لا يعرفُهُ إِلَّا هِيَ وَ أَبُوها ! ، ثُمَّ قالتْ : أما أنا فَسَأسقَي الحَرَسََ الخمرَ فإِذا ثملُوا فأقتُلهم ، وقد فعل ( سابور) كلَّ ذلك ، وتَداعَتِ المدينةُ وَ فَتَحَها ( سابور ) عُنوةً وقتلَ مَلِكَها ( الضَّيزن بن معاوية ) ، واحتملَ ابنتَهُ ( النَّضيرة ) وأعرسَ بها في مدينة (عين تمر) العراقيَّة ، ولما دخلَ بها لم تَزَلْ طوال ليلتَها تتضوَّر وتتضرَّر وتتململُ في فراشها ، وهو من حريرٍ مَحشُوٍّ بريش النَّعَام ، فالتمسَ (سابور ) ما كان يُؤذيها فَقالت ل(سابور) :
لم أنَمْ قطُّ على فراشٍ أخشنَ من فِراشِك !
فقال (سابور) :
ويلك ! وهل نامَ الملوكُ على فراشٍ أنعَمَ من فراشي ؟!
و سألها :
__ بماذا كان أبوكِ يغذيك وَ يُطعمُك ؟ !
قالت :
__بِالزُّبْد و المُخِّ و بَشهد الأبكار من النَّحل وصَفوِ الخَمر !
عندئذٍ قال الملك السَّاسانيُّ غاضبًّا :
__أنتِ ما وفيتَ لِأبيك مع حُسن هذا الصَّنيع لَهُ بِكِ ! فكيف لي إذنْ أنْ أثَقَ بك زَوجةً لِي ؟ ! ؛ أنا أَحَقُّ بِثأرِ أبيكِ منكِ !
ثم أمر بقتلها بِأنْ أمرً رجلاً فَرَكِبَ فَرَساً جَمُوحاً وَ ضَفَرَ جدائلها بِذَنَبَ الفَرَس ثم أركَضَها فقطَّعَها قِطعَةً قِطعَةً !!!
وقد لامَهُ إخوتُهُ على قَتْلِ ( النَّضيرةِ) ، فأنشَدَ :
. أَلا يا إِخوَتي : لا تَعذِلُوني
عَلى ما قَد فَعَلْتُ ، بَلِ اعذُرُوني !
فَمَنْ خانَتْ أَبًا ؛ سَتَخُونُ زَوْجًا !
وَهل يُرجَى وَفاءٌ مِنْ خَؤونِ ؟!!
فَقَد أَعطَتْ طَلاسِمَها لِجَيشٍ
عَدُوٍّ ،يَبتَغي فَتْحَ الحُصُونِ !
وَقد غَدَرتْ بِوالِدِها وَ باحَتْ
بِسِرِّ الوالِدِ البَرِّ الحَنُونِ !
وَقَد جَحَدَتْ لَهُ فَضْلًا عَظيمًا
وكانَ مكانَها حَدَقُ العُيُونِ !
لعلك تفهم يا طنطاوي يا حبيب والديك والغارق في نعيم زوجتك دون كلل أو تعب آملا في نصرة أعداء وطنك من الأمريكان واليهود والإخوان