كتب ابراهيم احمد
نجاحات لافتة وأرقاماً عالية حققها “شارك تانك دبي” الذي يعرض على شاشة تلفزيون دبي، حيث شهد البرنامج حتى الآن الاستثمار في 14 مشروعاً فريداً ليصل إجمالي الصفقات التي تم تحقيقها خلال حلقاته الأولى إلى أكثر من 27 مليون درهم، ما يجعل “شارك تانك دبي” بمثابة منصة مبتكرة لدعم أصحاب الشركات الناشئة وتمكينهم من بناء علاماتهم التجارية وقيادتها نحو تحقيق النجاح، ما يعكس أهمية البرنامج ودوره في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، ودعم أهداف “أجندة دبي الاقتصادية” (D33) الرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال السنوات العشر المقبلة، وتعزيز مكانة الإمارة ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم.
العشرات من الأفكار والمشاريع التي عرضها البرنامج الذي يعرض مساء كل خميس في تمام الساعة 22:30 بتوقيت الإمارات، ليكشف عن طبيعة توجهات رواد الأعمال في مختلف المجالات وحجم طموحاتهم في توسيع مشاريعهم ورغبتهم في الانطلاق نحو أسواق جديدة. ورغم اختلاف أحجام الصفقات والعروض التي شهدها البرنامج خلال حلقاته الماضية، إلا أن أعلاها كانت من نصيب مشروع “هاوس أوف بوبس” (House of Pops) الذي أسسه اللبناني مازن كنعان وزوجته مارسيلا في دبي قبل نحو 6 سنوات تحت شعار “دراجة صغيرة وحلم كبير”، حيث يقدم المشروع تشكيلة مختلفة من المثلجات والبوظة التي تمتاز بنكهاتها الطبيعية واعتمادها على الفاكهة وهو ما يتناسب مع أذواق شريحة كبيرة من أبناء المجتمع. وعلى الرغم من ارتفاع سقف المنافسة في هذا المجال، إلا أن المشروع تمكن وفي غضون فترة وجيزة من التوسع في الأسواق المحلية والإقليمية، معتمداً في ذلك على نوعية فكرة المنتج الذي يخلو من المواد الصناعية والسكريات المكررة إلى جانب استخدامه مواد طبيعية تتوافق مع البيئة المستدامة. وخلال البرنامج نجح مازن وزوجته مارسيلا في لفت انتباه لجنة المستثمرين، ليخرجا منه بعقد صفقة متكاملة مع رجل الأعمال إيلي خوري، الذي وافق على منح الشركة 10 ملايين درهم مقابل حصوله على 8% من الشركة، وهو ما يزيد من قدرات الشركة على التوسع في أسواق المنطقة مستقبلاً، في ظل ما يمتلكه إيلي خوري من خبرة عالية في مجال التسويق وعالم الاستثمار تمتد على مدار 30 عاماً، قادته إلى تأسيس شركة “فيفيوم هولدينج”، حيث يوظف خبرته وعلاقاته للاستثمار في المواهب والأفكار وبناء العلامات التجارية الناجحة.
من جهة أخرى، شكل مشروع “جنين” واحداً من مفاجآت البرنامج، بعد أن تمكن الفلسطيني عزيز خطيب وزوجته تالا هماش من جذب انتباه أعضاء لجنة المستثمرين، بفضل نوعية المنتجات العضوية والطبيعية التي يقدمونها من خلال المشروع، وهي: زيت الزيتون والزعتر، والزيتون، والفريكة والسماك والميرمية التي يتم استيرادها من فلسطين، حيث يعتمد عزيز وتالا على ما تجود به أرضهما الواقعة في مدينة جنين من خيرات.
وخلال مشاركتهما في البرنامج طلب عزيز وتالا من لجنة المستثمرين مبلغ 45 ألف درهم مقابل 10% من الشركة، بهدف توظيفها في عمليات تسويق منتجات العلامة التجارية الناشئة، وبحسب تحليلات المستثمرين فقد بدا المبلغ المطلوب صغيراً جداً مقارنة بأهمية المشروع وما يمتلكه من إمكانيات هائلة تمكنه من الوصول إلى العالم انطلاقاً من دبي، ليبادروا بتقديم عرض خاص فاق كافة توقعات عزيز وتالا، حيث وافق المستثمرون جميعاً على دعم المشروع بمبلغ 300 ألف درهم مقابل حصولهم على نسبة 30% من الشركة، وتضمن العرض تقديم إيلي خوري مبلغ 100 ألف درهم مقابل حصوله على 10% من الشركة، بينما قدم كل من سعادة فيصل بلهول وأميرة سجواني ونور سويد ويوسف حماد، مبلغ 200 ألف درهم مقابل حصول كل واحد منهم على نسبة 5% من الشركة.
عرض المستثمرين شكل مفاجأة حقيقية لعزيز وتالا، حيث سيستفيدا أيضاً من حجم الخبرة التي يمتلكها سعادة فيصل بلهول: رائد أعمال ومستثمر إماراتي أسس سابقاً “إثمار كابيتال بارتنرز” وأمانات القابضة التي تعد واحدة من أكبر شركات الرعاية الصحية والتعليم المتكاملة في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك أميرة سجواني، رائدة أعمال إماراتية، تشغل منصب العضوة المنتدبة للمبيعات والتطوير في شركة داماك العقارية، إحدى أبرز شركات التطوير العقاري في دولة الإمارات والشرق الأوسط، وهي الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة “بريبكو”. وتعتبر أميرة مثالاً يُحتذى به في القيادة والنجاح، وقدوةً للسيدات اللواتي يرغبن في تحقيق أحلامهن في عالم الأعمال، ويوسف حماد، شريك إداري في بيكو كابيتال، يقود استراتيجية الشركة والاستثمارات في مجال التكنولوجيا، وشارك في تأسيس شركات في المملكة العربية السعودية والمنطقة، ونور سويد التي تدير محفظة استثمارية متنوعة من الشركات الناشئة، معظمها في قطاع التكنولوجيا، أسست شركة غلوبال فينتشرز، حيث تستثمر في شركات بالأسواق المحلية والإقليمية، وتساعدها على النمو والامتياز على الإطار الإقليمي والعالمي، وتم اختيارها في عام 2018 كواحدة من أفضل 50 امرأة في مجال التكنولوجيا في العالم من قبل مجلة فوربس.