كتب ابراهيم احمد
على رغم ثورة المعلومات الرهيبة، وتسارع عجلة التكنولوجيا الرقمية، واشتداد حدة التنافس بين وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، ما زالت الإذاعة التي تعد من أهم وسائل الاتصال التي عرفها الإنسان منذ قديم الزمان وسيلة فعّالة للتواصل مع الجماهير، وتمكنت من الاستمرار على قيد الحياة والتأثير، فالمذياع هو الوسيلة الإعلامية الأكثر جذبا للمستمعين بكل أنحاء العالم كافة، من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم.
وأثبت الراديو قدرته على التكيف مع العصر الرقمي، عبر تقديم محتوى غني ومتنوع من الأخبار والمعلومات والموسيقى والبرامج الترفيهية والدينية والرياضية وغيرها، لتلبي ذائقة ورغبات جمهورها المتنوع من كبار السن إلى الشباب، ومن النساء إلى الرجال، كما شكّل جسرًا للتواصل المباشر مع المستمعين يما يُعزز شعبيتها وأهميتها.
المملكة والإذاعة
واحتفت W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، باليوم العالمي للإذاعة الذي يوافق يوم الثالث عشر من شهر فبراير في كل عام، بإنتاج مقطع مرئي قصير (مدته دقيقة و19 ثانية)، يُسلط الضوء على دور الراديو في المملكة بطريقةٍ إبداعية ومؤثرة، ويُظهر قدرته على الوصول إلى كافة فئات المجتمع المختلفة بالمملكة، وتلبية رغباتهم المتباينة في الاستماع إلى محتوى إبداعي مؤثر ومتنوع، وتقديم تجربة فريدة تتميز ببساطتها وسهولة الوصول إليها، فهي متاحة للجميع في كل مكان وزمان، في عصرٍ نغوص فيه بين الوسائط الرقمية.
وتحتفل دول العالم في الثالث عشر من شهر فبراير في كل عام باليوم العالمي للإذاعة، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في عام 2011، ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بوصفه يومًا دوليًّا تحتفل به جميع محطات الإذاعة في العالم، ويُمثّل هذا اليوم فرصةً لتسليط الضوء على أهمية الإذاعة كوسيلة إعلام قوية وفعالة وقادرة على مواكبة ثورة المعلومات التي أتاحت سبلاً جديدة للتواصل والمشاركة بين الأفراد.
وتُعدّ المملكة من الدول الرائدة في مجال الإذاعة، حيث تم إنشاء أول محطة إذاعية في المملكة عام 1949م، وهي إذاعة جدة، ومنذ ذلك الحين، لعبت الإذاعة دورًا هامًا في نشر الثقافة والمعرفة والتوعية بين أفراد المجتمع السعودي.
محتوى غني ومتنوع
ويبدأ المقطع المرئي بعرض مشاهد مألوفة من الحياة اليومية تؤكد وجود الراديو كجزء لا يتجزأ في حياة السعوديين، بدءاً من استماعهم إلى الأخبار خلال القيادة في السيارة، مروراً بالقرآن الكريم، وصولاً إلى متابعة آخر الأخبار الفنية والرياضية وغيرها، ما يؤكد دورها الراسخ في الحياة اليومية على مرّ العقود.
ويتضمن المقطع مشاهد مؤثرة تصور الأمهات وهن يعملن على إعداد الطعام ويستمعن إلى الراديو في نفس الوقت، حيث يُضفي الراديو جوًا من البهجة والدفء على المطبخ، خاصة في شهر رمضان الكريم، وهناك أيضًا لقطات للشباب وهم يستمتعون بالاستماع إلى أخبار الرياضة وفرقهم المفضلة من خلال هواتفهم المحمولة أثناء سيرهم في الطرق ووسائل النقل المختلفة، ما يُؤكد قدرة الإذاعة على نشر الثقافة والمعرفة، وخلق جو من التواصل والتفاعل بين الأفراد.
البث الرقمي
وأكد المقطع قدرة الراديو على التكيف مع تقنيات البث الرقمي الحديثة، حيث بسط نفوذه بجانب الأثير على الفضاء الافتراضي، وبات بإمكان المستمعين الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية عبر الإنترنت، ومن خلال التطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة، ما فتح الباب أمام المستمعين للاستماع إلى الإذاعة أثناء التنقل وعلى مدار الساعة، وعزّز تواجدها في حياة الأفراد، مبينا أن منصات البث الرقمي الحديثة مثل “البودكاست” قد أحدثت ثورة في عالم الإذاعة، حيث يمكن للمستمعين الوصول إلى المحتوى المفضل لديهم في أي وقت ومن أي مكان.
نشر الثقافة
واختتم المقطع بمقولة قوية: “المذياع أثيرٌ متصلٌ بنا في كل الأوقات”، وهي مقولة تُلخص أهمية الراديو على مر السنين والأجيال، وتأثيره المستدام في نشر الثقافة والتوعية، وتؤكد أن الإذاعة ما زالت وستظل وسيلة إعلامية مهمة على رغم ظهور وسائل الإعلام الحديثة، ففي زمن يهيمن فيه الإعلام الرقمي، يذكرنا الراديو بأهمية الصوت البشري والحضور الإنساني، ويؤكد على دوره الهام في نشر المعرفة والثقافة وتواصل الشعوب.