القيم الإنسانية ليست مفاهيم نظرية وكلمات عابرة فقط ولكنها مواقف حياتية تثبتها الأفعال التطبيقية لأنها تظهر حقيقية في واقعنا العملي لا في الأقوال التي تقال شفهيا أو كتابيا وحسب
لقد قام الإعلامى والكاتب الكبير الأستاذ السيد خير الله بعمل العديد من الفعاليات الطيبة بالتنسيق مع رئيس جامعة طنطا ومستشفيات الجامعة لإقامة اكبر قافلة طبية على مستوى جمهورية زفتي بمدرسة الشهيد أبو الخير غدا الاربعاء ٢٤/ ٧ / ٢٠٢٤ ويقوم الإعلامي الإنسان بتلبية طلبات المواطنين ليس من أجل منصب أو ترشيح نفسه للبرلمان كما يتصورون المرتزقة من الذين يدعون انهم نواب للشعب يخدمون الشعب وهم يخدمون أنفسهم فقط منذ ان راحوا أنفسهم لم نرى أحد منهم إلا فى الافراح وسرادقات العزاء والتقاط الصور
من هنا يمكن أن نتساءل ماذا ستنفع أقوالنا التي نسمعها لغيرنا وحروفنا التي نكتبها لهم إن كانت لا تتجسد في واقعنا العملي وفي أفعالنا وتصرفاتنا؟ بمعنى آخر ما جدوى أن ندعي أمورا ونتحدث فيها ونفتخر بها وهي لا توافق مواقفنا بل تكون على نقيضها؟
مهما كانت الأقوال جميلة والادعاءات مثالية تبقى بلا قيمة أمام المواقف المجسدة في التصرفات العملية التى يقوم بها الاعلامي الإعلامي الكبير السيد خير الله والتي تختصر طريق التعرف عن حقيقة ما يقال وما يتم أفعاله علي الواقع فالمواقف تريك الحقيقة كما هي بلا تنميق وتزييف وتبين لك الأشياء بشكل واضح فموقف واحد قد يغنيك عن آلاف الكلمات مثل القافلات الطيبة التى يتم تفعالها وأغلب الأمور لا تقترن بالصدق والمصداقية لمجرد وصفها بذلك فلا يمكنها أن تصيب كبد الحقيقة سوى بالمواقف ولا أغالي إن قلت أن صدق ما يقال لك لا يثبت إلا بها لا بغيرها فمعرفة حقيقة تلك الأشياء لا تبرزها إلا المواقف وإيمانك بها لوحدها هو الذي سيجعل منك إنسانا لا يترك أي مجال لأحد بأن يراوده ويدغدغ مشاعره بالكلام المنمق أو بالوعود المغرية
وكثر في هذا الزمن من يحترفون الأقوال الرنانة والكلام المعسول والتعهد بالوفاء والحب ولكن حين تأتي وقت الشدة تفضحهم مواقفهم الجبانة وغير المبدئية وهم نواب كأسم فقط لايفعلون شىء فكن حذرا واستفق من غفلتك ولا تدع أمدها يطول وأعلن بصراحة كفرك البواح بكلامهم الرنان الفارغ من الصدق وبوعودهم الواهية والكاذبة التي كانت السبب الرئيس فيما أنت فيه الآن وحاول أن تعيد الوعي إلى حظيرة عقلك الذي أدرك أن الصدق تظهره المواقف وحدها وأرفض كل ما يمكنه أن يعبث بك وبحسن تعاملك وصفاء نيتك
الأحبة الحقيقيون لا تلدهم لك القرابة ولا الصدفة ولا الأيام بل تلدهم لك المواقف وفي هذه الحياة يلزمك أن تلتفت لها لا لشيء آخر فالصادقون هم أصحاب المواقف الذين يتبنون القيم الإنسانية والسيد خير الله مثال للإنسانية
حيث الحياة لا تخلو من التعرض إلى المواقف التي تجبر المرء على التصرف بحكمة كما أن الدنيا مليئة بالمواقف التي تساعدك على التعلم من كل ما تواجهه وتخطو بذلك خطوة نحو الأفضل فالمواقف هي التي تجعلك تعيد النظر في كثير من علاقاتك الإنسانية والاجتماعية والعاطفية لهذا فالمواقف الحياتية تستحق لقب الأستاذية لأنها تعلمك كثيرا من دروس الحياة وتمكنك من التمييز بين الصادق والكاذب وبين النزيه والمحتال إذ لا بد من أن تنتصر المبادئ النبيلة والقيم الإنسانية في مواجهتها للمصالح الشخصية والأغراض المادية
وستدرك لا محالة أنه لمن الضروري أن تدع المواقف الحياتية تأخذ مجراها لكي تثبت لك حقيقة أمور كثيرة وستتكلف بمفردها إسقاط الأقنعة التي يلبسها النواب من حولك وتظهر لك مدى صدق وفعالية القيم الإنسانية التي يتبجح بها ويتم ادعاؤها علنا أي أن المواقف هي المحك الحقيقي الذي يرفع ويخفض آخرين كما أنها فاضحة تكشف لك معدن الإنسان وما في باطنه رغما عن أنفه بمعنى أنها هي من ترد المرء إلى حقيقته وبها يفضح لفه ودورانه وسعيه لخلاف ما يحاول إظهاره فيكتشف خداعه ومكره لأنه يبقى مجرد ظاهرة صوتية مواقفه لا تسمن ولا تغني من جوع وهو فقط يعطش غيره لما هو باطل مليء بالزيف والخداع
المؤسف نحن في دولة يعيش نواب البرلمان فيها في كوكب آخر وقد عقدو العزم على خدمة الشعب ولكن المؤسف والذي يدعوا للإحباط أنهم لم يخدموا الشعب وليتهم سكتوا وعزفوا عن خدمة المواطن بل يصفقوا فقط ويظهرون في المناسبات والمؤتمرات والندوات لالتقاط الصور والتي ليس فيها سطر واحد يصب في مصلحة المسكين لتعالج مشاكله
فنحن بحاجة ماسة إلى بناء مناعة أخلاقية ومجتمعية تقاوم موجات الأخبار الكاذبة والتضليل والخداع والاستعداد إلى عالم ما بعد الحقيقة كي لا يربح التافهون المعركة