تحاول هياكل الجهاز الإداري بالأندية والاتحادات الرياضية أن ترسم ملامح خططها الإستراتيجية علي المدي الزمني الطويل، فضلًا عن كونهم يشكلون-أنفسهم- جزءًا من سمعة النادي وصورته الذهنية وعلامته التجارية المميزة لدي أعضائه ومتابعيه أيضًا؛ تلك العلامة التي تنطوي علي العديد من الجهود الإدارية والاتصالية والشخصية أيضًا؛ مثل مدي كفاءة رؤساء وأعضاء مجالس إدارة النادي، وسيرهم الذاتية، ومدي انعكاس ذلك علي ثقافة النادي، ورسالته، ورؤيته المستقبلية، وخطط تطويره، وأسلوب قيادته، وكيفية إدارة علاقاته مع الأعضاء وجماعات المصالح .
وانطلاقًا من هذا المعني كانت مبادرة تأسيس صندوق الرياضة المصري؛ بمثابة استراتيجية إدارية ساعية نحو تحويل اتحاد اللعبة لمنظومة ربحية قادرة علي تحقيق مستوي معيشي راقي لكل أطراف اللعبة، من خلال عقد مجموعة من بروتوكولات التعاون والتوأمة مع الاتحادات الرياضية المناظرة العربية والأجنبية؛ لزيادة فرص الاحتكاك الدولي والإقليمي بالبطولات التي يعقدها الاتحاد الدولي للعبة، وتوجيه مخصصاته المالية نحو الارتقاء بمقومات البني التحتية للعبة.
وترتكز ملامح التخطيط الاستراتيجي للعبة على أربعة محاور، هي إعادة تقييم أوضاع مدربي اللعبة من الجوانب المادية والفنية والإدارية، وإعادة إرساء معايير فنية موضوعية لاختيار لاعبي المنتخب، من خلال توسيع القاعدة الشعبية لممارسي اللعبة بالنوادي ومراكز الشباب والمدارس، وزيادة فرص الاحتكاك الرياضي للفرق بالمسابقات المحلية والدولية في مختلف الفئات العمرية.
ستظل الغاية النهائية والتحدي الأكبر في ذات الوقت لأي جهاز إداري بالأندية والاتحادات الرياضية هي إرساء إستراتيجيات تنظيمية لجماهيره الداخلية من موظفين وعاملين؛ علي نحو مواز من إدارة العلاقات مع جماعات المصالح مثل:(أعضاء النادي، المشجعين، وسائل الإعلام، الجهات الحكومية، الرعاة، الموظفين، البنوك، وكلاء اللاعبين والمدربين، حملة الأسهم، الأندية الرياضية الأخري، الاتحادات الرياضية الوطنية، مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني).
وهو ما يتطلب امتلاك فنون إدارية رشيدة، ومهارات اتصالية متخصصة قادرة علي إدارة العلاقات مع الجماهير متباينة السمات الديموجرافية، ومتنوعة الفئات والاهتمامات؛ من أجل نيل ثقة اللاعب، وكذلك نظير إدراك العديد من القيم المعنوية غير الملموسة؛ كشهرة الاتحاد، وتصنيفه الدولي، ومستوي فرقه الرياضية ، ومدي تمثيل لاعبيه بفرق المنتخبات القومية بالألعاب المختلفة، فضلًا عن الارتباط الذهني للنادي بمعاني أخلاقية سامية؛ تعمل الدعاية علي ترويجها وترسيخها؛ كالتضحية، والوطنية، والروح الرياضية..الخ.
ولن أتوقف عن المطالبة بضرورة وحتمية استحداث ادارة للتسويق والعلاقات العامة والرعاة داخل الاتحاد للقيام بمهام الترويج وجذب رعاة لرياضة الجودو من الشركات، والبنوك ، ورجال الاعمال والاتحادات الدولية والصحافة، فضلًا عن استحداث إدارة خدمية لحل مشاكل اللاعبين والمدربين واستقبال الشكاوي- إن وجدت- لعرضها علي الإدارة المختصة أو مجلس الإدارة وإبلاغ الشاكي او المستفسر بالرد رسميًا .
ولم ولن أنسي فكرة إرساء لائحة المبادئ والأخلاقيات ( code of ethics ) للعبة الجودو والتي يجب أن يتمتع بها كل ممارس أو مدرب ويتم نشرها، والاعتراف بها رسميًا من اتحاد اللعبة؛ إيمانًا منه بأن الالتزام الأخلاقي بالقيم الرياضية والفضائل النبيلة هو الأساس والمرتكز الأول لتعظيم الاستفادة القصوى من طاقات وخبرات جميع المدربين، ورعاية الموهوبين.