تعلمنا من أهلنا وأجدادنا آن هناك الكثير من البشر يحبون المظاهر أكثر من حبهم للحياة ويبحثون عن الشهرة ويسعون للذكر ويتعمدون الجلوس في الصفوف الأولى فيظن هؤلاء البشر الذين يعشقون المظاهر ويحبون المناصب وأن الناس أغبياء لا يفهمون وأنهم دهماء لا يعقلون وأنهم لا يميزون بين السابق واللاحق وبين الصادق والكاذب فهؤلاء البشر يكون ظاهرهم شيء وباطنهم شيء ويهل علينا في مجتمعنا شخصيات جياعا للشهرة وحب الظهور تحت غطاء فعل الخير مع بداية كل موسم انتخابي لتبدأ حملاتهم بمساعدة المحتاجين وبتبرعات لجمعيات خيرية أو لمؤسسات أخري وهذا شىء في حد ذاته عظيم وله أجره عند الله سبحانه وتعالى وهذا الشيء يأتي في إطار التكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام وحثنا عليه
لكن في بلدنا اقتحمت هذه الشخصيات عالم الشهرة والتشهير ودخل علينا من باب ضيق الحالة الاقتصادية التي يمر بها المواطن ليتاجرون بأحلام هؤلاء البسطاء وبحاجاتهم وتحولت صورهم إلى صور حصرية علي مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك لكي تصنع لبعض هذه الشخصيات السياسيين شهرة زائفة لهؤلاء الأشخاص الذين أوهموا أنفسهم بأنهم يمثلون الأغلبية وأنهم المؤثرون في مجتمعنا لكي يسعون للصدارة والبحث عن الشكر والثناء والمنزلة في نفوس الناس
هذه الشخصيات المريضة تحب الظهور ولفت انتباه الآخرين واستغلال الفرص ونسب أي إنجاز أو عمل لأنفسهم بالكذب ناهيك عن فقد مصداقيتهم لدى المحيطين بهم وانعدام الثقة فيهم وعزوف الناس عنهم فهل غاب عنهم كل ذلك؟
ألا يوجد لهم أصدقاء أو احباب ينصحونهم بأنهم مفضوحون ومفضوح كذبهم حقا أن لم تستح فاصنع ما شئت وإنه مما لا شك فيه أن الصدقة من أعمال الخير المحببة لله تعالى ولها فضل عظيم في حياة المسلم
ولننظر الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»
ففي السابق كنا معروفين بصدقة السر بعيدا عن العلانية والشوق الإعلامي والتصوير الفوتوغرافي ونشره علي مواقع التواصل
ولكن الآن ما الذي حدث؟ ولماذا أصبحنا هكذا؟ففي هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الكريم ساهمت شخصيات محترمة لم تظهر علي الساحة بأي شكل من الأشكال في إعادة التكاتف الاجتماعي وطرقابواب كثيرة ممن هزمهم الفقر والعوز وهذه الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان
ولكن الآن قد نجد بعض الأشخاص المتصدقين أو المبادرين في الأعمال الخيرية العلانية والمشهورة يحاولون الظهور علي الشوسيال ميديا وعلى الساحة الزفتاوية بحجة الأعمال الخيرية والمجتمعية والتطوعية يلتحفون بثوب الرياء والإعجاب بالنفس والمباهاة من أجل كسب المتابعين والاغتناء داخل مواقع التواصل الاجتماعي ومن أجل المناصب الرسمية وذلك من أجل الحاجة في نفس يعقوب
فهذه الأعمال لا تأتي إلا من الضمائر الميتة فالأعمال الخيرية والتطوعية ليست للمتاجرة أو للشهرة أو لتحقيق أغراض شخصية للمرور من خلالها إلى خوض انتخابات أو اعتلاء مناصب
ولنفترض أن المبادر في فعل الخير يفعل ذلك لوجه الله تعالى أو لدافع إنساني بحت
فلماذا ينصب اهتمامه إلى تقديم عمله الخيري بالطرق الاستعراضية؟
فالبعض قد يصل به الحد الي ملامسة الجنون وهو يتباهى بما يملك من ثروة ونفوذ وإعجاب بالنفس ومباهاة بفعل الخير
فالحياة اليومية مليئة بالكثير من الأشخاص المتعطشين للفت الانتباه وبعقدة حب الظهور والركض وراء كسب النفوذ
فهذا العمل غريب علينا يسيء للكرامة الانسانية مليء بالرياء هدفه حب الظهور وكسب الشهرة والسمعة أمام أفراد مجتمعه اعتقادا منه أنه سيسطر اسمه من ذهب في تاريخ بلده
حيث يمكننا أن نقدم للمحتاج ونخفف فقره دون مس كرامته
فهناك الكثير من الخيرين الذين يقدمون دون ضجيج أو أذى ومنهم علي سبيل المثال الدكتور(( محمد الشهابي )) له من أعمال الخير الكثير والكثير وسيرته ذكية علي لسان زفتى وضواحيها ولم نري له صورة واحدة علي الشوسيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي
وكذلك الكاتب والإعلامي الكبير (( السيد خير الله))
له من أعمال الخير الكثير والكثير بعلاجه لكثير من الحالات المرضية للفقراء والمحتاجين مايقرب من 1500 حالة بمستشفيات الجامعات علي مستوي الجمهورية بالإضافة إلى خدماته في التربية والتعليم والزراعة دون رياء أو نفاق او طمعا في أي منصب ورافض رفضا قطعيا دخول معترك مجلس النواب
ولنا عبرة في قصة الطالبة اليتيمة ( اسراء ) التي هزت ارجاء مدينة زفتي ، وكيف تدخل الإعلامي الإنسان في علاجها في خلال ٧٢ ساعه في عمليه خطيره تجاوزت ال٥ ساعات ولم يتصور مع الطالبه ولا اهلها الغلابه مثلما يفعل بعض المتسلقين والهابطون بالبارشوات
حقيقي المقارنه ظالمه والفجوه كبيره جدا بين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبين دخلاء ليس لهم رصيد نص في المائة
ووراهم شويه افاقون يتلونون حسب المصلحة
فالخير له أساليبه ومبادئه وأخلاقياته التي أرادها الله تعالى وطلبها من فاعلي الخير فالإنسان لا يخلو من أن يكون معطياً أو آخذاً فمن جعله الله معطياً فليوف حق الله عليه دون إسفاف أو رياء لأن الله عز وجل قادر على تبديل الأحوال فغني اليوم قد يكون فقير الغد وفقير اليوم قد يكون غني الغد
وإن السعي للشرف الذاتي والمكانة الشخصية أمر مباح ما دام في شئون الدنيا وسباقاتها فهذا يبيع وهذا يتجر وذاك يجتهد وذاك يبتكر أما في شأن الدين فالأمر كله قلبي طاهر لا متاع فيه ولا دنيا ولا سباق فيه إلا بشروط الصلاح والتقى وإنكار الذات والتواضع وحب الخير أن ينتشر على لسان كل الناس وأي الناس
قال الله سبحانه “” تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين””