في إطار خطة وزارة التربية والتعليم لضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، وتحقيق بيئة تعليمية مستقرة وآمنة تعكس جدية الدولة في تطوير التعليم ومراقبة الأداء الميداني بدقة، وفي سياق الاستعدادات النهائية لانطلاق امتحانات نهاية العام الدراسي، عقد الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم اجتماعا موسعًا مع مديرى ووكلاء المديريات التعليمية ومديرى ووكلاء الإدارات بكافة المحافظات، لمتابعة مدى انضباط سير العملية التعليمية ومراجعة التجهيزات النهائية الخاصة بالامتحانات.
وتأتي هذه الاجتماعات حرصًا من الوزير محمد عبد اللطيف على متابعة سير العملية التعليمية بشكل مستمر، حيث يبذل قصارى جهده لضمان تقديم أفضل مستوى تعليمي للطلاب في كافة أنحاء الجمهورية، ويسعى الوزير دائما لتعزيز التعاون بين الوزارة والمديريات التعليمية، ويعمل بلا كلل على رفع كفاءة النظام التعليمي، من خلال متابعة دقيقة للإنجازات والتحديات، مما يعكس التزامه الكامل بتطوير التعليم وتحقيق أهداف الإصلاح المنشودة.
وخلال الاجتماع شدد الوزير محمد عبد اللطيف على أهمية اللقاءات الدورية مع القيادات التعليمية، مؤكدًا أنها تمثل ركيزة أساسية لتعزيز التواصل بين الوزارة والمديريات التعليمية، والاطلاع على الواقع الميداني للعملية التعليمية. وأشار إلى أن هذه اللقاءات تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة وتطوير الأداء التعليمي، قائلاً: “أنتم شركاء حقيقيون في مسيرة الإصلاح، وجهودكم محل تقدير واعتزاز”.
وأعرب الوزير عن تقديره للجهود المخلصة التي بذلها المعلمون ومديرو الإدارات والمديريات التعليمية، مشيدًا بما تحقق من إنجازات ملموسة على أرض الواقع. وأكد أن النجاحات التي شهدها قطاع التعليم مؤخرًا هي ثمرة لتفاني العاملين في الميدان، وتعاونهم في مواجهة التحديات.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة واجهت مشكلات مزمنة تراكمت على مدار أكثر من ثلاثة عقود، مثل العجز في أعداد المعلمين وارتفاع الكثافات الطلابية في الفصول. وأوضح أن الجهود المشتركة أسهمت في التخفيف من حدة هذه التحديات، وتحقيق خطوات مهمة على طريق الإصلاح، من خلال تنفيذ حلول عملية ومستدامة.
وشدد السيد الوزير محمد عبد اللطيف على أن ضمان جودة التعليم داخل الفصل الدراسي هو الهدف الأساسي، مؤكدًا أن الوزارة تسعى إلى تقديم تعليم يليق بأبنائها الطلاب، وفي هذا السياق، أعلن السيد الوزير محمد عبد اللطيف عن توجه الوزارة إلى استحداث إدارة أو وحدة مركزية للجودة في كل مديرية تعليمية، يتم تشكيلها من الكوادر التعليمية المحالة على المعاش من مديري المديريات والإدارات والمدارس، لما لديهم من خبرات واسعة ومؤثرة في مجال التربية والتعليم، وأوضح الوزير أن كل إدارة تعليمية ستُشكل هذه الوحدة بحسب حجمها، لتضم نحو 10 أفراد مختصين، تكون مهمتها تقييم الأداء التعليمي داخل المدارس وفقًا لمعايير واضحة، من خلال زيارات ميدانية شاملة، على أن يتم تحليل وضع كل مدرسة وتحديد نقاط القوة والاحتياج، وإرسال النتائج إلى الوزارة، وستقوم الوزارة بإعداد خطة عمل موجهة بناءً على هذا التقييم، إلى جانب تزويد المديريات التعليمية بتقارير مفصلة عن احتياجات كل مدرسة، لضمان تحسين الجودة على أسس علمية وعملية.
وحول استعدادات امتحانات آخر العام، أكد وزير التربية والتعليم على أهمية بذل أقصى الجهود لضمان سير الامتحانات بشكل منظم ونزيه، مشددًا على ضرورة الالتزام الكامل بكافة الإجراءات والتدابير المشددة لضمان سلامة العملية الامتحانية، مشددًا على عدم السماح بوجود أو استخدام أية وسائل أو طرق قد تساعد على الغش؛ لضمان نجاح الامتحانات وتحقيق مبدأ العدالة والشفافية في تقييم الطلاب، وأوضح أن هناك إجراءات تأمينية مشددة سيتم اتخاذها لضمان سير امتحانات الثانوية العامة بشكل ناجح ومنظم، مع تسخير كافة الإمكانيات المتاحة من أجل خروج الامتحانات بشكل جيد يليق بمكانة العملية التعليمية ويحقق مبدأ العدالة والنزاهة، بعيدًا عن أية مخالفات أو محاولات غش.
وبالنسبة لامتحانات الشهادة الإعدادية، أشار السيد الوزير محمد عبد اللطيف إلى أن امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية ستجري في عدد كبير من المحافظات، باستخدام نظام “البوكليت” نظرًا لأهميته الكبيرة، موضحًا أن اعتماد نظام “البوكليت” يهدف إلى الحد من فرص الغش، وتحقيق العدالة بين الطلاب، مع ضمان جودة عملية التصحيح ودقتها.
ووجه الوزير بسرعة تجهيز وطباعة الامتحانات بنظام “البوكليت” في المحافظات التي ستطبق هذا النظام، مؤكدًا حرص الوزارة على تقديم كافة أشكال الدعم الفني للمديريات التعليمية، لضمان سير الامتحانات بشكل منتظم وناجح، ولتعزيز مبدأ النزاهة والشفافية في العملية الامتحانية.
وفيما يتعلق بالمناهج التعليمية، أوضح الوزير أن هناك تطوير لمحتوى المقررات التعليمية لمناهج اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية، بناء على رجع الصدى من الميدان، وطبقًا للإطار العام للمناهج، وأشار الوزير إلى أن الوزارة تستهدف معالجة ضعف القراءة والكتابة لدى بعض الطلاب، مضيفا أنه سيتم تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية لتحسين مهارات الطلاب، مشددًا على ضرورة أن تتم عملية تصحيح الامتحانات بشفافية وعدالة، بهدف تحديد المستوى الحقيقي للطلاب، ومعرفة نواحي الضعف لديهم، والعمل على معالجتها خلال فترة الإجازة الصيفية، وذلك لتمكين الطلاب من استيعاب المناهج بشكل صحيح وبناء.
وفي ذات السياق، أكد الوزير على ضرورة الاهتمام بالجوانب الصحية للطلاب، حيث تؤثر الحالة الصحية بشكل مباشر على قدراتهم على الفهم والتحصيل الدراسي، مشيرًا إلى نتائج تنفيذ المبادرة الرئسية لفحص وعلاج مشاكل الأبصار لطلبة المدارس الابتدائية بالتعاون مع وزارة الصحة، ومعالجتهم وتوفير النظارات الطبية لهم، لتعزيز قدراتهم البصرية وتحسين أدائهم الدراسي، موجهًا بضرورة توعية أولياء الأمور بأهمية الاهتمام بصحة أبنائهم، والتشجيع على الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية قد تؤثر على التحصيل الدراسى، بهدف بناء بيئة مدرسية صحية تدعم عملية التعليم والتعلم بشكل فعال ومستدام.
وأشاد السيد الوزير محمد عبد اللطيف بما حققته المديرية التعليمية بمحافظة الفيوم من تجربة ناجحة في تقديم وجبات التغذية المدرسية الساخنة في المدارس من خلال تقديم الوجبات الغذائية المفيدة والتي تساعد في بنية صحية سليمة للطلاب في أماكن مخصصة ومعدة لذلك، مشيرًا إلى أنه سيتم تعميم التجربة ونقلها إلي مدارس بمحافظات أخري، موجها مديري المديريات بالمتابعة لتطبيق هذا النظام الغذائي في المدارس المتاح بها تلك الخدمة بدءا من العام الدراسي المقبل.
وشدد وزير التربية والتعليم على ضرورة مواصلة صرف أية مستحقات مالية متأخرة لمعلمي الحصة، وكذا صرف بدل مراقبة الامتحانات، موجهًا مديري المديريات التعليمية ومديري العموم بسرعة تذليل العقبات أمام صرف هذه المستحقات، مشيرًا إلي أن الوزارة تبذل قصارى جهدها لتذليل أي عقبات في هذا الشأن، وخلال الاجتماع، شدد الوزير على ضرورة انتهاء المديريات التعليمية من أعمال دهان الفصول وتشجير المدارس، مؤكدًا أن التشجير يلعب دورًا هامًا في توفير بيئة صحية للطلاب، من خلال توفير الظل وتقليل درجات الحرارة وإنتاج الأكسجين النقي، مشيرًا إلى أن الاهتمام بزراعة الأشجار داخل المدارس يُعَد من الاشتراطات الأساسية لضمان جودة العملية التعليمية وخلق بيئة مدرسية جاذبة وآمنة، وتوفر لهم بيئة صحية تحفز على الإبداع والنمو السليم.
كما شدد الوزير على ضرورة حصر جميع الاحتياجات اللازمة من التخت المدرسية لكل مدرسة، والتأكد من صيانتها بشكل جيد، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية، وذلك قبل بداية العام الدراسي المقبل، مؤكدًا على أهمية تجهيز المدارس بشكل كامل لضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة.