أكد الربان وسام هركي الباحث السياسي والاستراتيجي أن مصر أصبحت محوراً مركزياً ومفتاح أساسي في النظام العالمي الجديد الذي يتشكل حالياً، مشيراً إلى أن وفد هندي يضم أكثر من خمسين شركة سيزور مصر الشهر المقبل لبحث إنشاء منطقة إقتصادية هندية داخل المنطقة الإقتصادية لقناة السويس. و أوضح أن هذه الخطوة ليست منفردة، بل تأتي استكمالًا لتحركات مشابهة من دول كبرى مثل ألمانيا وروسيا والصين، مما يعكس حجم التنافس الدولي على التمركز داخل مصر و الإستفادة من موقعها الفريد.
و أضاف هركي أن مصر لم تعد فقط دولة ذات موقع جغرافي مهم، بل تحولت إلى نقطة إرتكاز محورية لأي نظام عالمي جديد، فهي تتحكم في ملفات سياسية و إقتصادية وأمنية شديدة التعقيد، وأصبحت قادرة على التأثير المباشر في تحالفات إقليمية ودولية تتشكل من جديد. وأشار إلى وجود سباق دولي متسارع من جانب القوى الكبرى للإستثمار داخل المنطقة الإقتصادية لقناة السويس والمدن الجديدة، بهدف تحقيق تمركز إستراتيجي في قلب منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولفت إلى أن هذا التوجه لا يقتصر فقط على الدول العظمى، بل يشمل أيضاً دولًا صاعدة ونامية مثل كوريا الجنوبية واليابان والهند، إلى جانب عدد من الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية التي بدأت تتجه بشكل متزايد إلى الإستثمار والتمركز داخل الموانئ المصرية وخصوصاً المنطقة الإستراتيجية بقناة السويس.
وأوضح أن هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة طبيعية لما تمتلكه مصر من عناصر قوة فريدة، في مقدمتها موقع جغرافي لا يضاهى عالمياً ، إلى جانب قناة السويس أقصد الشريان الرئيسي للتجارة العالمية، فضلًا عن المدن الجديدة الذكية التي أصبحت بوابات إستراتيجية للربط بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، ورؤية وطنية طموحة وضعت مصر في قلب النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.
و أنهي الربان وسام هركي حديثة قائلاً بالتأكيد على أن مصر تشهد لحظة فارقة في تاريخها الحديث، قائلاً: “مصر العظمة قادمة… مصر التي أنارت العالم في العصور القديمة، تعود اليوم لتقود و تدير النظام العالمي الجديد.”