عند إعلان اسم وزير التربية والتعليم الجديد، سعى جميع المهتمين بالشأن التعليمي لمعرفة من هو؟ وما تاريخه وإنجازاته؟ خاصة بعد أن زادت علامات الاستفهام حول اختيار وزير من القطاع الخاص، وهو أمر لم يتوقعه أحد على الإطلاق، خاصة في قطاع التعليم الذي يأتي على رأسه أساتذة من الجامعات أو برلمانيين سواء متخصص في التربية أو غيرها، ما دام عمل في حقل التعليم الجامعي أو قبل الجامعي. بينما هذا أمر غير مستغرب بالنسبة لتعيين وزراء من القطاع الخاص على رأس وزارات مثل الصناعة أو السياحة وغيرهما؛ لعدم وجود فجوة ذات شأن في طبيعة العمل بين الحكومي والخاص إلا في إدارة العمل وهرميته والقوانين المنظمة له بشكل عام
ولأننى واحد من المهمومين بأزمة التعليم فى مصر وكتبت فى هذا المجال الكثير من المقالات التى تطالب برؤية وطنية صريحة أو بتبنى مشروع وطنى قومى من أجل النهوض بالعملية التعليمية لأن نهضة الأمة الحقيقية تبدأ من النهضة التعليمية.. وكل المحاولات التى تمر بها مصر من أزمات وخلافها ترجع أسبابها الرئيسية إلى حالة التردى الشديدة فى التعليم. وهذا لا ينكره أحد على الاطلاق وبالتالى فإن اختيار وزير جديد لحقيبة التربية والتعليم شيء مهم جدا. واعتقد انه على الوزير أن يكون عمليا فى الرد على كل هذا الهجوم بإعلان استراتيجية وطنية للتربية والتعليم خلال المرحلة القادمة. وبعدها نحكم على رؤية الوزير من عدمه أما عملية الهجوم، والجميع لا يعلم فكر او رأى هذا الرجل فهذا لا يرضاه عقل ولا فكر ولا ترتضيه المسئولية. ومن اجل ذلك قد حزنت شديد الحزن على هذا الهجوم العنيف والشديد من جانب السوشيال ميديا على هذا الوزير دون التحقق من وجهة نظره فى تقديم رؤية شاملة لنهضة العملية التعليمية التى أصابها العطب، وكانت وبالا على البلاد فى مجالات كثيرة
ومن خلال متابعتي وقربي من محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم أري ان ما لمسه علي الاقل اليوم في زيارته المفاجأة لمسقط راسي ( جمهورية زفتي ) بلدتي الحبيبة المعروفة بطيبة وشهامة اهلها ورضاء الوزير علي سير المنظومة التعليمية وانبهارة بنسبه حضور الطلاب والتي تخطي ٩٠٪ وهو رقم كبير وجيد مقارنة بالأعوام السابقه ، انما يعكس عن ادارة واعية ومدركة حجم التحديات التي تشهدها الدولة في مختلف القطاعات، متمثله في قيادة تربوية واعية المهندس الكفء ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية ، والمجتهدة النشطة الدكتورة جيهان صابر مدير عام ادارة زفتي التعليمية والتي اثبتت انها قيادة من طراز فريد وباقي معاونيها ، وفى اعتقادى أن قيمة وأهمية جولات الوزير أنها ليست للشو الإعلامى كما كان متبعا من قبل، لأن المختلف فيها، إنها تأتى بناءً على تقارير إدارات المتابعة والمراقبة وقطاعات التفتيش بالوزارة، وبالتالي تكون المواجهة بين الوزير والمسئولين بالمدارس والقطاعات محمًلة بالشكاوى وبالمعلومات ما يضع المسئول سواء كان وكيل وزارة أو مدير مدرسة أمام مسئولياته بشكل جدى دون مناورة أو تنظير أو تبرير، وهنا يتحقق الهدف في تدارك الأخطاء لتصحيحها من جهة، وتسريع إزالة العقبات أمام أى روتين قد يكون سببا في هذه الشكاوى المعروضة على الوزير.
والمقدر أيضا في جولات وزير التعليم المفاجئة، أن الوزير يصطحب معه عددا من مساعديه أو رؤساء القطاعات بالوزارة مما يضيف قيمة ومسئولية أكبر، خاصة أن المتتبع لهذه الزيارات يجد أنها لا تقتصر فقط على كشف مواطن الخلل ومعاقبة المقصرين إنما تكتسب أهميتها من الاحتكاك مع الموظفين والحوار المباشر مع المرؤوسين والاستماع لآرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم لتذليل المعوقات.
والأهم أن المتتبع أيضا لهذه الجولات أن الوزير يحرص على خلق بيئة محفزة تشجع على الإنتاجية، وذلك من خلال مكافأة المتميزين الحريصين على مصلحة العمل، ما يشحذ الهمم ويشجع على التميز.
وأخيرا.. نتمنى أن تتحول تلك الزيارات المفاجئة إلى واقع وثقافة يتبعها الجميع من وكيل وزارة إلى مدير، فكل مسؤول هو مسؤول عن أداء موظفيه ويُسأل عنهم، فإما يكون القدوة والمثل.. أو الذريعة وسبب الفشل.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها .