كتب ابراهيم احمد
في عالم يمضي بسرعة الضوء نحو مستقبل رقمي متكامل، حيث تتسابق الأفكار وتتعانق التقنيات، تتجلى التكنولوجيا كقوة محركة تُعيد تشكيل الواقع وتبني عالماً جديداً نراه يتجسد أمامنا يوماً بعد يوم.
في هذا السياق، يبرز معرض ومؤتمر “Cairo ICT 2024” كمنصة رائدة تجمع قادة التكنولوجيا ورواد الأعمال لاستكشاف أحدث التوجهات والتقنيات التي تسهم في صياغة مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.
وبحضور رفيع المستوى من خبراء ومبتكري التكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم، تنعقد النسخة الثامنة والعشرون من هذا الحدث الاستثنائي برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مشددة على الدور المحوري لمصر في قيادة التحول الرقمي وتعزيز اقتصاد المعرفة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
أكد أيمن الجوهري، الخبير في تكنولوجيا المعلومات وشبكات الاتصالات، أن التكنولوجيا أصبحت من العناصر الأساسية المؤثرة في جميع جوانب المجتمع، مشيرًا إلى أن التطور التكنولوجي يسير بوتيرة متسارعة، إذ شهدت السنوات الماضية زيادة مطردة في استخدام التقنيات الحديثة، ويتوقع استمرار هذا النمو.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والتعلم الآلي من أبرز الاتجاهات التقنية التي أصبحت محط اهتمام الجميع.
وتقام فعاليات المعرض والمؤتمر خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، في مركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ينظم الفعالية كل من شركة “تريد فيرز إنترناشيونال” و”الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية” تحت شعار “الموجة القادمة”، لاستكشاف أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات، بحضور كبرى الشركات العالمية وقادة التكنولوجيا.
من جهته، قال محمد وصفي، مدير شركة “إتش بي إي مصر”، إنه عند النظر إلى التكنولوجيا الجديدة، ينبغي أن يكون التقييم شاملاً للنظر في مدى توافق الاتجاهات الحديثة مع احتياجات الاقتصاد المصري، كجزء من الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن أي اتجاه تكنولوجي جديد سيكون له تأثير واضح على الاقتصاد وحياة الأفراد، لكن يجب تحديد المسار الذي ينبغي اتباعه لتحقيق التقدم. وأوضح أن التقنيات مثل البلوك تشين أخذت أشكالًا متعددة في السنوات الماضية بفضل الفرص الاستثمارية التي توفرها، كما أن الذكاء الاصطناعي يظهر آثارًا إيجابية وسريعة على نمو الأعمال.
بدوره، أوضح محمد المفتي، الرئيس التنفيذي لشركة “آي سي تي مصر”، أن الشركة بدأت رحلتها بتصور واضح للأسواق وتبيّن لها بمرور الوقت أن هناك حاجة إلى نماذج عمل جديدة تستلزم ابتكار تقنيات متقدمة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا قد غيّرت من طرق الحياة وأسهمت في جعل الصناعات أكثر ذكاءً من خلال البيانات المتاحة. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في نمو القطاعات الصناعية والاقتصادية، وأن حلول البرمجة السريعة تتيح التحليل التنبؤي الذي يساعد في حل المشكلات بطرق استباقية.
وفي سياق متصل، ذكر ستيفان كورجر، رئيس التكنولوجيا والمنتجات في شركة “درايف”، أن الشركة تركز على التجديد والابتكار من خلال الجمع بين الشركاء في السوق لتقديم تكنولوجيا تخدم المستهلكين، وتعزيز الشراكات بين الأطراف المختلفة باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، الذي يساعد في فهم احتياجات العملاء بطرق مبتكرة. وأضاف أن لديهم استراتيجية لدعم اللوجستيات التي تمكن الشركات والعملاء من التقدم بطرق غير تقليدية، مشددًا على أهمية التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، حيث يمكن البناء على التقدم الحالي لتحقيق مستقبل تكنولوجي مميز.
من جانبه، أشار عاطف محمد، مدير أول لتكنولوجيا المعلومات والسحابة في شركة “إي فاينانس”، إلى أهمية التكنولوجيا المتقدمة مثل البلوك تشين، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية التي أضحت حجر الأساس للتحولات الرقمية.
وأكد أن القطاعات المختلفة يجب أن تستفيد من هذه التقنيات لتعزيز نمو أعمالها، موضحًا أن تقنيات الحوسبة السحابية تقلل التكاليف وتسهل الاستخدام، لكنها تتطلب ضبط استخدام التكنولوجيا المستحدثة بما ينعكس إيجابًا على الأداء ويضمن التزامًا بأخلاقيات العمل.
أوضح عادل الأنصاري، مدير أول هندسة الأنظمة في شركة “ديل تكنولوجيز”، أن التكنولوجيا المؤثرة أصبحت عنصرًا رئيسيًا في تحقيق النمو، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، ما يستلزم مواكبة التوجهات الحديثة والاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية والسيبرانية التي قد تظهر.
وأضاف أن الدراسات تشير إلى أن حوالي 76% من الأعمال ستعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يجعله عنصرًا هامًا لدعم الشمول المالي.
الرعاة الرئيسيون للمعرض
تشمل قائمة الرعاة الرئيسيين للمعرض كلًا من شركة “ديل تكنولوجيز”، ومجموعة “إي فاينانس” للاستثمارات المالية والرقمية، و”البنك التجاري الدولي (CIB) مصر”، و”هواوي”، و”أورنچ مصر”، و”مصر للطيران”، إضافة إلى “المصرية للاتصالات”، و”ماستر كارد”، و”هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)”، و”فورتينت”.