كتب إبراهيم أحمد
جمعت ورشة العمل الدولية لدراسات صحافة السلام، التي عُقدت في 17 أبريل 2025، صحفيين وباحثين وممارسين في مجال السلام لاستكشاف كيف يمكن لصحافة السلام أن تساعد في مواجهة التحديات العالمية، مثل التضليل الإعلامي والصراعات، في عصر التحول الرقمي السريع. وقد استضافت الفعالية عبر الإنترنت منظمة سلام دولية غير حكومية، وهي منظمة ’الثقافة السماوية، السلام العالمي، وإحياء النور (HWPL)‘، بمشاركة حوالي 200 مشارك من 50 دولة.
تحت عنوان ’تحويل الصراع من خلال الذكاء الاصطناعي والتفاهم الثقافي‘، ركزت ورشة العمل بشكل رئيسي على التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الصحافة. وتناولت المناقشات كيفية تمكين الصحفيين من دمج التقنيات الجديدة بمسؤولية مع الحفاظ على قيم أساسية كالدقة والإنصاف والتعاطف.
تضمن الحدث أيضا نقاشات ركزت على المنشور الأخير ’دراسات صحافة السلام (2024)‘. تسلط هذه المجلة الضوء على قدرة صحافة السلام على تعزيز المصالحة والتفاهم بين الثقافات، لا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات. وتوضح دراسات الحالة كيف يمكن للتقارير البناءة أن تساعد في سد الفجوة ودعم بناء السلام على المدى الطويل.
في رسالة تهنئة، قال السيد بيري لواندو، المدير العام لهيئة الإذاعة الوطنية في زامبيا: “في ظل المشهد الإعلامي المتسارع اليوم، يُعدّ ما نختار تسليط الضوء عليه أمرا بالغ الأهمية. صحافة السلام لا تعني تجاهل النزاعات، بل تأطيرها بطرق تدعو إلى الحوار لا الانقسام. هذه مسؤولية نتحملها.”
كما قدم سعادة السيد نويل ليبيبا، عضو البرلمان المالاوي عن دائرة بلانتير سيتي الجنوبية، رسالة تهنئة. قال: “أشعر بالإلهام من العمل الجاري لاستكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والفهم الثقافي أن يساهما في إعادة صياغة أسلوب سرد القصص وحل النزاعات. يحتاج العالم إلى المزيد من رواة القصص الملتزمين بالسلام.”
في مقاله، يشدد السيد غارفيلد بورفورد، مدير الأخبار والرياضة والشؤون الجارية في إذاعة ABS TV في أنتيغوا وباربودا، على أهمية التقارير المستندة إلى الأدلة لمكافحة التضليل الإعلامي. وبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز كفاءة الصحافة، يحذر من أنه يثير أيضا مخاوف بشأن الدقة والثقة. ويؤكد على أن الحكم الأخلاقي والتعاطف الإنساني لا يزالان أساسيين في عمل الصحفي.
يناقش السيد سيجام سينجالي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أجليشووري هيلز للتنمية في نيبال، دور صحافة السلام في تشجيع حل النزاعات سلميا. ويستكشف مقاله التحديات والمسؤوليات الأخلاقية التي يواجهها صحفيو السلام، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في دعم تقارير أكثر وعيا وتركيزا على الحلول.
من الفلبين، يسلط الدكتور موسى داماو، المدير التنفيذي لمؤسسة حوار أنغسامورو من أجل السلام والعدالة، الضوء على كيفية دعم صحافة السلام لعملية السلام في بانغسامورو. ويدعو إلى دمج تعليم السلام في المناهج الدراسية، ويسلط الضوء على كيفية مساهمة الصحافة القائمة على القيم الأخلاقية في تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
يستكشف السيد جوزيف مولباور، الرئيس التنفيذي لمعهد فارنا لأبحاث السلام في النمسا، كيف يمكن للحوار والنقاش المفتوح أن يساعدا في مواجهة الخطابات المضرة. ويشير إلى بودكاست “معهد فارنا للسلام” كمنصة تساعد فيها النقاشات المفتوحة على كشف الأسباب الجذرية للصراع وتعزيز التفاهم.
في مساهمتها، تبحث السيدة توتي بوروانينجسي، مديرة إدارة الإعلام في إندونيسيا، في كيفية قيام الأسر والمجتمعات بتعليم قيم مثل التسامح والتعاطف، وكيف يمكن لوسائل الإعلام تضخيم هذه الجهود من خلال التركيز على القصص البناءة.
توافقت ورشة العمل أيضا مع مبادرات السلام الأوسع نطاقا التي أطلقتها منظمة HWPL، وخاصة ’وثيقة السلام ووقف الحرب (DPCW)‘. وتؤكد المادة العاشرة من الوثيقة، المعنونة “نشر ثقافة السلام”، على دور الإعلام في تعزيز الوئام من خلال التواصل المسؤول. وتواصل منظمة HWPL الدعوة إلى صحافة تسهم في بناء مجتمع أكثر سلاما وشمولا.
واختتم الحدث بدعوة إلى تعزيز التعاون بين الصحفيين والأكاديميين وبناة السلام، وإعادة التأكيد على الالتزام المشترك بالصحافة الأخلاقية والمدروسة في بيئة إعلامية سريعة التطور.