بقلم د/ خالد صديق أمرالله
لاحظت في الآونه الأخيرة بعض الأحداث المرتبطة بالتنمر ذلك المصطلح المستحدث من قبل البعض للحفاظ على ماء الوجه المجتمعي كنوع من أنواع الرقي الثقافي المصطنع ولكنه يا عزيزي القارىء ليس له إلا معنى وتفسيرا واحد ألا وهو الإهانة … نعم وأقصد الإهانه بكل ما تحتويها الكلمة من معنى ..
وأجزم أن التطور التكنولوجي من وسائل التواصل الإجتماعي المخلفة قد جعلت الأشياء أكثر وضوحا ً دون تزيين للحقيقة المريرة ودون رقيب أيضا ً وأضحت التفاهات هي الترند وهي التي تلاقي قبول وإستحسان البعض بهدف حصد المال ووهم الشهرة ..
أيعقل أن رغم كل ما وهبنا أياه الله تنحدر بنا الأخلاق لذلك القاع السحيق وذلك المستوى ؟؟
أعتذر لقساوة كلماتي ورؤيتي ولكنني أهدف إلى الإصلاح وبما أني أتحدث عن قضيتي وهي الإعاقة فاسمحوا لي أن آخذكم لعالمي الخاص الذي أتمنى أن يكون وأعلم جيدا ً أن هناك الكثير والكثير من أحبتي ذوي الإعاقة يتمنى أن يراه ويجده في الواقع فالتعايش الآمن لا أقصد به إجراءات وسياسات تتخذها الدولة تجاه القضية ولكني أطمح في السلوك الإنساني المرتكز على الإيمان بقضية تلك الفئة التي وهبها الله منحة ربانية إختصهم بهـــا دون غيرهم فلك أن تتخـــيل صديقي العزيز أن حياتي كمعاق بإستمرار منذ صغري قائمة على التحدي .. تحدي الظروف وتحدي المجتمع وتحدي لذاتي ..
فأين هي الراحة وأنا بإستمرار منهك في إثبات نفسي وقدراتي .. هل لي أن أستريح برهه دون عناء ودون تكبد مرارة الإهمال ؟؟
حينما أجد مجتمعي البسيط المتمثل في أسرتي وحرصهم الدائم على عدم إيذائي أو إصابتي بأي مكروه بشكل ممل حبا ً أكيد مما يشعرني بإحساس لا يفارقتي هذا الإحساس غالبا ً ما يكون بداخلي لا يشعر به غيري ولا أبوح به إلا لنفسي فالتنمر أعزائي ليس بالقول ولا بالفعل فقط ولكنه أيضا بالأحساس والشعور ..
إني أنقل مشاعري البسيطة وأنا متأكد أنها فكرة يعايشها كل معاق وكل يوم فنظرة المجتمع يجب أن تتغير وكذلك البيئة صديقة المعاق يجب أن تتغير ليس فقط تحت مفهوم الحق والواجب وليس فقط لأخذ الصورة والظهر في الكادر ولكني أتمني أن يكون أسلوب حياة فإعاقتي ليست عوار ولا شرا ً مستتر ولكنها آية من آيات الله في خلقه بأن أكون هكذا كي يعتبر الأخرون بقدراتي وإمكانياتي علاوة على صعوبة إحساسك بالعجز النفسي قبل العضوي قي أمراً ليس لك به دخل ومجتمع لا يؤمن بقدراتك ولا يؤمن بحقك في الحياة بالشكل الأمثل الذي أتمناه ..
أنا أتمنى حياة بسيطة دون نظرات الشفقة على حالي أتمنى اليوم الذي أسير فيه بالطريق دون أن أراى أو أسمع تلك النظرات أو العبارات التي تلاحقني كالسهام وكأني من كوكب أخر ..
كما قال الشاعر ….
يقولون بالفعل أني معاق وهل بالفعل حقا ً ما يقولوا
وإن كنت مثلما قالوا فكيف لي أحيا بعدما قالوا
أولم يعلم الخلق يوما ً أنهم من نضفة خلقوا وبأمرالله قد كانوا …
إن التعيش الآمن هي رؤية مجتمعية مفادها الرقي بالأخلاق الإنسانية المتزامن مع رؤية القيادة السياسية في أن نحيا جميعا ً حياة كريمة ولا نضع رؤسنا في التراب خشيه نقص أو عجز أو تقصير فالحياة قائمة على النجاح والفشل والكمال لله وحدة ولكن لا يعيب المرأ الاستفادة من أخطائه معالجتها فمقياس رقي أي مجتمع هو الاهتمام بقضية ذوي الإعاقة.
أسأل الله لي ولكم السداد.