نال السقم من جسدي و أقعدني
وجرت أوجاع في قصبة هامتي
وصارت روحي تصارع للتنفس…
و أنا القلب الذي ينشد الصمود …
ولكن نال مني عذاب السقم وأشده…
ولم أعد أفقه سر ما أنا فيه و عليه. ..
و إختلطت كوابيس اللحظات بالأرق
و إندمج الليل في سحابات الخنادق…
تتلو فيها ضباع الموت لغات السجال
كنت أراني أسير على جدارية عزل.
مرتع فيها نصب خنازير تنظر بانتقام
و تدور تدور في مهمة مص الدماء
كانت الروح تجول في هامتي غريبة
فلم تعد تمسك بأوتارها نفي مع قتل…
مبرح الغدر والضرب هذا الضبع الشرس
تظنه غبيا جدا عفوا ذكيا جدا بل معدلا، مبرمجا، مستنفرا ، لكنك أنت عالم للاكتشاف والرصد والابادة الكاملة
فأنت صيده المثير الجديد المستكشف.
تحب الحياة، كائن من أمل وانت من تصنع الجمال وتحث على قيم الصمود
كان يدور في شبه ركض من حولك و الروح فيك تركض فرارا من هذا العدو
هو يلاحقها ويتبعها وهي لا تفهم اي شيء….
سوى غريزة البقاء تركض خلف البقاء
كان يرمقك ويدرك من أنت فيجعلك حزينا جدا
صرت ترى كل أحزان وأوجاع حياتك
كل شيء يمر أمامك صار المكان نقطة
وصارت أزمنة عمرك نقطة تراها كلها
دفعة واحدة وفي لحظة و احدة وانا.
أنا لم أعد أعرفني ولا أفهمني كنت ألهث
وفقط كنت أبتسم في كل عمليات الجلد التي أمر بها وتقطع جسدي
كل تلك المرايا التي تحيط بي لتفرجني
في دنياي وكل جراحاتي و قهر حياتي
أضعت ٱمال، باعدتني فرت مني لم أجدها
كانت منهكة متعبة حدود الفناء وتبتسم
ما سر هذه الابتسامة وهي تجري على جدارية
البرد وصوت ركض الضبع وحده وموسيقى الموت..
كانت تجري وتبتسم بقدر ما أمعن في اختزال شريط حياتها وفي صور مٱسيها
لقد إكتشفت جرائم لم تراها من قبل في حقها.
هذا العدو جدير بالتفوق والعداوة والشدة
من اين أتيت بهذه الابتسامة أنت وكيف إستطعت
ان تواصلي التجند الهروب منه في صمت
والتنفس كاد يتوقف ويكاد ويعند معك
أين ٱمال لقد نال منها الحزن الذي ضرب في معتقلها وابعدها عن كل ما يربطها بالدنيا فمهما كابرت ايتها المسالمة
فإنك وحيدة و رياحين و أطياب الجمال
لم تكن ولن تكون لك فانت كائن مخذول على الدوام هذه أشرطة من وضع أكبر مخابرات الكون وأشرسها
تتحكم في نسب التفاؤل والامل والحياة… وتصيد الاقوياء
كنت أقول انتهت ٱمال وروائح الموت
تسارع وتطفو ولكن تلك الابتسامة الوحيدة
التي تمسكت بها، ما سرها هل تراها
تقاوم ؟ انا أعلم انها أنهكت من الداخل
أسكتوا فيها الامل والتمسك بالحياة..
وصارت بعيدة جدا لم تعد تجد اي أحد ولا شيء.. وحدة من درجة اخرى
ولكن قلبها الاخضر الذي لا تقهره أعتى
ترسنات الدمار والحروب مجتمعة .
ايناك يا ٱمال، لقد كانت لا تنام ولكنها ترى
شخوص أحلامها كانت ترتفع وتتجاوز
أبنية تجعلها مع ضبع السقم يراود منابت الحياة فيها والصمود والمعافرة
كانت تلك الابتسامة الوحيدة تزهر أكثر
وتعانق سبل التطلع و الانعتاق على وجه دون كل الوجوه فقد اضمحلت كل الوجوه
الا وجها ظل يتمسك بعينيها وظل يروي لمعانيها ويصر عليها بصوته ٱمال
انت قوية، انت البهية ، قاومي ٱمال اكتبي قصيدة
كانت كلمات مفاتيح تعيد لي شيئا من الذاكرة
ولكن لا ادري و لا أعلم انني لا أستطيع
فالعدو قوي نال من أعماقي و كسر في لغة الحياة وارادتها وشعرت بان لا مكان لي
ربما كانت الحمى رغم اني أقاموها باستمرار..
. الا أن ذلك الصوت الحبيب الي يتناهي في وحده وفي خضم فقد الذاكرة والإنفصام و الوجود و المعنى
كان يقول لي يا جميلتي إحذري
الحمى.نالي منها
.وستعود بهيتي بعد ايام في يوم الاحد…
وسأنصت لنبرات ملكتي الامازيغية
سيعود ذلك الصوت الفاتن وتلك النظرة
الواعدة…
ثم يستدرك ،ليستنهضني قائلا ٱمال الم تكتبي قصيدة حب….
فاقول مكسورة لا استطيع ولكن فجاة استدركت في عز الهذيان وقلت بلى لقد كتبت قليلا عندما نزل المطر في الليل وسمعت أصوات الانواء
لقد كتبت لك انت وحدك خشية عليك واردت ان أطمئنك عني ولكني هزمت
عندما تلوت ابياتي..على مسامعك فقد كان صوتي منهكا جدا ولم يتمكن
وبقيت وحدي في حمى بدئي أصارع
و لكني بكيت بعدما كتبت وعرفت اني
تمسكت بالبقاء وبأني سافرت الى أماكن القداسة معه و تأملت في امتداد الافق
ورأيت الارض والتراب والجبال و سافرت
مع قلب محب اصطفاه ناظري في عتمتي
و كان يقبع على صدري ولا تنام عيوني
خشية ان ينتابني سقم الموت والفناء …
الجليد و البرد والوحشية والوهن صفات من استفرد بي هذا العدو الكوني
ولكن تلك الابتسامة وذلك الوجه الوحيد الذي استبقته ذاكرتي وصوته
الذي كان يرجعني في غيابي عن الوعي..
وكلما صحوت بغتة نظرت الى صورته أتمسك بالحياة
و أبتعد عن منافسي في البقاء عدوي البارد والغادر و الكارثي تصوروا نال من كل معارفي و كل فهمي و وعي صرت لا شيء قصبة فارغة تمسكت بابتسامة و بوجه من تحب وبصوته في غياهب الموت والوهن والفناء.
لست ادري ما الذي جعلني اكتب الان وفي هذا الوقت ، لعلها اشارات الانتصار
و نحت للكيان وهو يتمسك بالبقاء والحب
او لعلي انتصرت على حمى التغريب
او لعلها نجاة قلبي الاخضر من عتمة
الحزن وبشاعة الالم وقد تذكرت كل من غادر ونا من علماء وادباء واطباء
وكل الناس الذين نال منهم كوفيد 19
ظل صوت من اصفاه القدر و وجه جميل المحيا يرقبني ويزهر في بساتين قلبي
وكان نقطة وعيي بوجودي في خضم
مواعدتي مع روائح الموت والفناء……
رحيم بي الله و أنا أمسك بروحي وأحلم بالشفاء والانعزال على روابي اراض من قداسة و من فجر ومن محبة. …
لقد كتبت وقد وعدتك في اخر مرة ان اكتب وقبل يوم الاحد، سعيدة لاني إوفيت بوعدي ، و شكرا لملاكي الذي كان ناصري ومحاوري لحظات حممي مساندي وانا افقد الوقوف والوعي.. كان الخفي القوى في الحب الاخضر الذي جعلني أقوى من الموت على يد كوفيد19
الشاعرة التونسية
امال رجب المناعي سفيرة السلام والابداع والمحبة سيكافينيريا الاحد فجرا في 14 مارس 2021