عقد حزب أبناء مصر برئاسة المهندس مدحت بركات، جلسته النقاشية الثالثة عشر للحوار الوطني بعنوان “أبناء مصر بالخارج” بمشاركة قيادات وأمناء الحزب وعلى رأسهم الدكتور محمد والي الأمين العام للحزب، والعميد جمال إمام نائب رئيس الحزب، فضلا عن حضور عدد من رؤساء الأحزاب وممثلي الجاليات المصرية بالخارج.
في البداية، قال المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، إن المصريين بالخارج قوة اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة تؤثر على الدولة المصرية بالداخل، خاصة على الصعيد الاقتصادي، مشيرا إلى أن تحويلات المصريين بالخارج بلغت أكثر من 31.8 مليار دولار.
وأضاف بركات، خلال كلمته بالجلسة النقاشية الثالثة عشر لحزب أبناء مصر ضمن سلسلة حلقات الحزب للحوار الوطني، أن أبناء مصر بالخارج يمثلون ثلثي مصدر العملة الصعبة في مصر، مشددا على الدولة تسعى للاستفادة من أبناء مصر بالخارج في بناء الجمهورية الجديدة التي يدشنها الرئيس السيسي.
وأكد رئيس حزب أبناء مصر، أن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي لا يقتصر على أبناء مصر في الداخل ولكن يشمل أبنائها في الخارج أيضا، مشيرا إلى أن حزب أبناء مصر يسعى إلى معرفة مشاكل وتحديات المصريين بالخارج ومطالبهم من الدولة المصرية.
واقترح المهندس مدحت بركات، إنشاء مجلس أعلى للمصريين بالخارج يكون تحت إشراف الدولة وإدارة المصريين بالخارج، يضم قاعدة بيانات لجميع المصريين في الخارج، وذلك لتفعيل تواصل الدولة مع المصريين بالخارج، لافتا إلى أن الدولة أعلنت تأسيس اتحاد شباب للمصريين بالخارج بقيادة النائب محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب لكنه ليس كافيا.
بدوره قال الدكتور محمد والي، أمين عام حزب مصر، إن التواصل مع المصريين بالخارج يتم عن طريق إدارتين الأولى تنفيذية وتتمثل في وزارة الهجرة والسفارات والقنصليات التابعة لوزارة الخارجية، والثانية تشريعية ممثلة في نواب البرلمان عن المصريين بالخارج.
وأوضح والي خلال كلمته بالندوة، إن هناك تقصير من قبل الإدارتين في التواصل مع المصريين بالخارج، خاصة الإدارة التشريعية، حيث يوجد 8 نواب فقط لتمثيل المصريين بالخارج منهم 6 من دول الخليج و2 في أوروبا، ولم يناقش نائب منهم أي قضية أو أزمة خاصة بالمصريين في الخارج.
وطالب أمين حزب أبناء مصر، بضرورة زيادة عدد ممثلي المصريين بالخارج داخل البرلمان ليتناسب مع أعداد هذه القوة الخارجية التي تمثل 10% من أفراد مصر، وبما أن مجلس النواب يضم قرابة الـ 600 عضو، لذلك لابد ألا يقل ممثلي المصريين بالخارج في البرلمان عن 50 نائبا يتم انتخابهم من المصريين بالخارج وليس بنظام القائمة المطلقة.
في سياق متصل، قال خالد العاطفي رئيس حزب الأمة، إن الاستحواذ السياسي على العمل العام من قبل بعض الأحزاب أزمة كبيرة تواجه المصريين بالدخل والخارج، مطالبا بضرورة إتاحة الفرصة والمشاركة السياسية لجميع الأحزاب السياسية دون تمييز وتفعيل هذا المطلب من قبل الحوار الوطني.
وأشار العاطفي خلال كلمته بالجلسة، إلى أن المصريين بالخارج يشكلون قوة انتخابية وسياسية مؤثرة لابد من استغلالها والعمل على التوجه إليهم وتحقيق المزيد من التواصل معهم.
من جانبه، طالب جبريل محفوظ رئيس جمعية التضامن المصري الفرنسي، بضرورة انتخاب ممثلي المصريين بالخارج في البرلمان من الجاليات المصرية بالخارج وليس من المصريين في الداخل، وذلك من خلال تقسيم الجاليات المصرية بدول العالم إلى 8 دوائر.
وأردف محفوظ خلال كلمته بالجلسة، أنه لا يجوز انتخاب ممثل للمصريين بالخارج في البرلمان دون أن يكون له قاعدة جماهيرية بالخارج، مقترحا إنشاء أمانات فرعية للأحزاب السياسية بالخارج.
هذا وأكد نسيم كامل، ممثل المصريين بالخارج في فرنسا، على ضرورة تكاتف المصريين بالخارج وتنحية الأهواء الشخصية جانبا والتركيز على هدف واحد مشترك وهو خدمة المصريين بالخارج ومساعدتهم للارتقاء بحياتهم.
وتابع كامل خلال كلمته: “لذلك لابد أن يكون من يتحدث عن أحوال ومشاكل المصريين بالخارج أشخاص منهم لديهم ظروف صعبة ومروا بتجارب قاسية حتى يتمكنوا من التعبير عن مطالب نظرائهم من المصريين بالخارج”.
وعلى صعيد آخر، قال صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في باريس، إن المصريين في الخارج يشكلون ثروة اقتصادية لمصر، تشكل مليارات الدولارات من أصول وأملاك وتحويلات شهرية للبنوك المصرية في الداخل، كما يشكلون حائط صد للدفاع عن الأمن القومي المصري.
وطالب فرهود خلال كلمته، الدولة المصرية بضرورة الاهتمام بشباب المصريين بالخارج سواء المهاجرين بهجرة شرعية أو غير شرعية، مع العمل على تقنين أوضاعهم والتواصل معهم باستمرار.
فيما اقترح نشأت الحصري ممثل الجاليات المصرية بالخارج، تقديم تسهيلات وحوافز للمصريين بالخارج تشجعهم على الاستقرار في الوطن والاستثمار داخله، على أن يتم تقسيم المصريين بالخارج إلى شريحتين الأولى فوق سن المعاش والثانية تحت سن المعاش.
وطالب الحصري خلال كلمته، الحكومة بضرورة إصدار تصريح للمصريين بالخارج لشحن سياراتهم إلى مصر مقابل رسوم من 5 إلى 10 آلاف جنيه كوديعة في البنوك المصرية، وذلك لمن هم تحت سن المعاش، مع إتاحة هذه الخدمة بالمجان لمن فوق سن المعاش والعمل على تسهيل إجراءات تحويل معاشهم بالخارج وممتلكاتهم.
وفي ذات السياق، صنف ولاء مرسي المتحدث باسم الجاليات المصرية في بريطانيا، المصريين بالخارج إلى شريحتين، شريحة مهاجرة دائمة وهم المصريين بالخارج في أوروبا، وشريحة آخرى مهاجرة مؤقتة وهم المصريين بالخارج في الوطن العربي وهم الأولى بالرعاية والاهتمام.
وأوضح مرسي خلال كلمته، أن قوة المصريين بالخارج الاقتصادية تتراوح من 100 إلى 120 مليار دولار بالنسبة للتحويلات والتعاملات الشهرية، إلا أن الدولة المصرية لا تستغل من هذه القوة سوى 25% فقط وهي مقدار تحويلات المصريين بالخارج المقدرة بـ 30 مليار دولار تقريبا.
وتابع، أن الدولة فقدت الظهير الشعبي بالخارج والذي كان موجودا عقب ثورة 30 يونيو، وذلك نتيجة ضعف أداء وزارات الهجرة والخارجية والشباب في التواصل مع المصريين بابخارج، لافتا إلى أن وزيرة الهجرة السابقة تولت الوزارة لمدة 7 سنوات ولم نر منها شيء.
وشدد ولاء مرسي، على أن مصر تمر بمرحلة صعبة وخطرة نظرا للهجوم عليها في الداخل والخارج، الأمر الذي يتطلبإعادة هيكلة سياسات وزارة الهجرة لتفعيل التواصل مع المصريين بالخارج، حتى يشكلوا حائط صد لمواجهة الأزمات والمشاكل التي تواجه الدولة المصرية، نظرا لكونهم قوة كبيرة ومؤثرة.
وأشاد المتحدث باسم الجاليات المصرية في بريطانيا، بدور حزب أبناء مصر في التواصل مع المصريين بالخارج، مؤكدا أنه الحزب الوحيد الذي يهتم بالتواصل مع المصريين بالخارج ويدعوهم للجلسات النقاشية الخاصة بالحزب، وهو أمر لم يحدث من من وسائل الإعلام المصرية.
فيما طالب العميد جمال إمام، نائب رئيس حزب أبناء مصر، المصريين بالخارج والجاليات المصرية بإعداد رؤية وخطة عمل جاهز للتنفيذ بشأن ملف المصريين بالخارج، يتم تقديمها لرئاسة الجمهورية مباشرة من أجل العمل على تحقيق مطالبهم.
وأضاف إمام خلال كلمته بالندوة، إن الدولة المصرية لديها رؤية لتحقيق رفاهية المواطن المصري في استراتيجية الدولة 2030، إلا أن الدولة تواجه العديد من التحديات منذ 2013، محذرا من خطورة استقطاب الشباب المصري بالخارج وتجنيدهم للعمل ضد مصر.
وأكد العميد جمال إمام، على أن مصر لديها العديد من الإنجازات والمشروعات بالجمهورية الجديدة، أبرزها بناء الإنسان المصري سواء في الداخل أو الخارج، حيث أن المورد البشري لمصر بالخارج من أعظم موارد الدولة.