جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
قال الربان وسام مسعد هركي الباحث السياسي والإستراتيجي إن مضيق هرمز كعادته هو قلب المشهد الدولي مع زيادة التوتر بين إيران وإسرائيل، لأن هذا المضيق يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية في العالم، حيث يمر عبره أكثر من ٢٦% من صادرات النفط العالمية، بواقع يتراوح بين ١٦.٥ إلى ٢٠ مليون برميل يومياً، مما يجعله نقطة إرتكاز إستراتيجية تمسّ إستقرار الأسواق الدولية بشكل مباشر.
وأضاف الربان وسام هركي أن حركة الملاحة في المضيق شهدت تباطوء، وفقاً لتقارير صحيفة وول ستريت جورنال، التي أشارت إلى إنخفاض معدل العبور إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف أقل من المعدلات المعتادة، وسط مخاوف من إستهداف السفن التجارية نتيجة تطورات الصراع و رغم ذلك، يرى هركي أن إيران لن تُقدم على إغلاق المضيق بالكامل، لأن ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب صريح على القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة و دول الجوار، بما يحمله من تداعيات كارثية.
وشدد الربان وسام هركي على ضرورة التذكير بأن إيران دولة قوية جداً و لم تكن دوماً في حالة صدام مباشر مع واشنطن، بل كانت هناك مراحل شهدت فيها تقارباً، مثلما حدث قبيل ٧ أكتوبر، حين قامت الإدارة الأمريكية برفع بعض العقوبات، وسمحت لكوريا الجنوبية بإستيراد النفط الإيراني. وأضاف أن ما يلفت الإنتباه موخراً هو سلسلة الإغتيالات الغامضة التي طالت قيادات إيرانية، باستثناء قائد النظام نفسه، في ما يبدو كرسالة واضحة مفادها: “نريد فرصة للتفاوض”.
وأشار هركي إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى ضرورة جلوس إيران و إسرائيل على طاولة المفاوضات، تعكس توجهاً امريكياً لإعادة ضبط المشهد وتهدئة التصعيد نتيجه لمعرفه امريكا قوة ايران القادره علي تغيير المشهد بالكامل خصوصاً بعد دعم باكستان و بالتباع سيدخل الدعم الصيني مما سيجعل الكيان مجرد سراب و هو ما جعل ترامب التدخل بالتهدئة و الانخراط في مسار تفاوضي يحفظ ماء الوجه للجميع و حفظ السلام بالمنطقة و الكوكب.
وأنهى الربان وسام مسعد هركي حديثه مؤكدًا علي أن مضيق هرمز لم يعد مجرد ممر بحري للطاقة، بل أصبح ساحة جيوسياسية معقدة تتحرك فيها القوى الكبرى بحذر شديد و كل ما يدور حوله هو جزء من منظومة دقيقة من الضغط و الردع و المساومة و الرسائل غير المباشرة التي تهدف ليس فقط إلى تحقيق مكاسب فورية و لكن إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي والدولي بأكمله فكل الدعم لكل من يحارب اعداء الأمة و الإنسانية.
