B التحول في المشهد الصحفي: تميز المراسلات الحربيات العربيات – جريدة الوطن العربي
الرئيسية » تكنولوجيا وإقتصاد » التحول في المشهد الصحفي: تميز المراسلات الحربيات العربيات
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

التحول في المشهد الصحفي: تميز المراسلات الحربيات العربيات

كتب إبراهيم أحمد 

لم تتوانَ المراسلات الحربيات يوماً عن الانطلاق نحو الخطوط الأمامية لنقل الواقع بعزمٍ وحرفية، ويروي التاريخ قصص شجاعتهن منذ الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا، حيث تزايدت أعداد المراسلات الحربيات عبر السنوات حتى أصبحن جزءاً لا يتجزَّأ من الشاشات الوطنية والعالمية وتمكَّنَّ من تعزيز دورهن في نقل مشاهد الصراعات والحروب بشفافية وإتقان إلى جانب زملائهنَّ من المراسلين. وقد ساهمت المراسلات الحربيات في دفع عجلة التحول في الإعلام الحربي بشكلٍ ملموس، وتمهيد الطريق لانضمام المزيد من الصحفيات والصحفيين إلى هذا المجال النبيل.

ومَّما لاشكَّ فيه أن العمل في مجال الإعلام الحربي يحمل من الصعوبة والخطورة ما يُثقل كاهل المراسلين من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. وفي سعيهم إلى أداء مسؤولياتهم بنقل الحقيقة وتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية والظروف القاسية الناجمة عن الحروب، يتوجَّب على المراسلين تحمُّل مشقاتٍ عديدة وهم يخوضون غمار المعارك لأيامٍ متواصلة ويتعرضون لخطر الإصابة ويعايشون آلام الضحايا. وفي حين نتشارك جميعاً مشاعر الخوف والشجاعة دون تمييزٍ بين رجلٍ وامرأة، إلَّا أنَّه من المؤكد أن النساء من المراسلات الحربيات في الخطوط الأمامية تتعرَّضن لعددٍ من التحديات والمخاطر الإضافية.

تبعاً للظروف الخاصة بمكان عملهن، قد تواجه المراسلات الحربيات صعوبةً أكبر في استكشاف موقع الحدث والتواصل مع السكان المحليين أو الأشخاص المتواجدين في ذلك المكان مقارنةً بالمراسلين من الرجال، حيث تواجه المراسلات في بعض الحالات تحيزاً كبيراً ورفضاً لتواجدهنَّ في أماكن الصراع وعلى الخطوط الأمامية. من ناحية أخرى، يتطلَّب العمل كمراسلة حربية التزاماً دائماً وهو يستهلك جزءاً كبيراً من الوقت والجهد، فضلاً عن خطورته الشديدة، بما يؤثر على حياتها الشخصية والعائلية. 

وتنبع من ذلك ضرورة تسليط الضوء على جهود المراسلات الحربيات وإسهاماتهنَّ الجليلة في تغيير المفاهيم النمطية المرتبطة بالإعلاميات والنساء على وجه العموم. ويتوجَّب على وسائل الإعلام إبراز النموذج الرائد الذي بنته المراسلات الحربيات في المرونة والقوة والإخلاص في أداء عملهنَّ على أكمل وجه، في إطار مسؤوليتها تجاه النساء واستكمالاً لواجبها بدعمهنَّ وتمكينهنَّ، في ظلِّ الجهود المشهودة التي تبذلها الإعلاميات، ولاسيَّما في العالم العربي، للنهوض بمجال الصحافة والإعلام.

وتمثِّل هؤلاء النساء مثالاً يُحتذى به في المثابرة والشجاعة، ومنارةً تهلم الأجيال القادمة. وفي هذا السياق، تبرز صفاء صالح، مراسلة “أخبار الآن”، كشخصية إعلامية رائدة ساهمت في الارتقاء بمعايير المراسلة الحربية، وأحدثت خلال مسيرتها الطويلة نقلةً نوعيةً في المفاهيم المرتبطة بمشاركة النساء في مجال التغطية الإعلامية للحروب بفضل شجاعتها وبسالتها في تخطي الحواجز ومواجهة العقبات التي تعترض عملها. عملت صالح كمراسلة حربية في ليبيا والعراق واليمن وسوريا وغيرها، وطوَّرت بانضمامها إلى “أخبار الآن” من خبراتها وقدراتها في مجال التغطية الإعلامية الشاملة للحروب، وذلك في كلٍّ من أفغانستان وأوكرانيا، ووسَّعت مجال عملها من المستوى الإقليمي إلى العالمي.

وتعرَّضت صالح في مسيرتها الإعلامية كمراسلةٍ حربية إلى ظروف هدَّدت حياتها وحياة أفراد فريقها الإعلامي، وتحدَّثت عن عدَّة مواقف وجدوا أنفسهم فيها تحت خطر السلاح وأُجبِروا على ترك سياراتهم ومعداتهم. كما توضِّح صالح مخاطر العمل الصحفي سواء على الخطوط الأمامية للمعارك أو تحت القصف والصواريخ، وتشارك معارفها في هذا المجال مع طلاب الصحافة والإعلام في دوراتها التدريبية. وتعدَّ قصة صفاء صالح وغيرها من الإعلاميات حافزاً للمراسلين الحربيين من الرجال والنساء وتقدِّم دروساً ثمينة في القوة والمرونة، وأهمية إدراك ومواكبة المشهد السياسي، والتحلي بالشجاعة في البحث عن الحقيقة رغم المخاطر والصعوبات.

وفي هذا الصدد، قالت صولانج الراسي، رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في تلفزيون “الآن”: “تمكَّنت المرأة العربية من ترسيخ حضورها في مختلف المجالات والمناصب التي تشغلها وحقَّقت أبرز الإنجازات بجهودها ومثابرتها. وشهدنا خلال السنوات الماضية تفوُّق المرأة في المجال الإعلامي وتميُّزها في مواكبة تغيراته وتطوراته المستمرة، ولاسيَّما في العالم العربي حيث تتبنَّى وسائل الإعلام العربية مفاهيم دعم وتمكين المرأة، كما هو الحال في الإعلام الغربي، إيماناً منها بأهمية دورها وإسهاماتها. ونشهد اليوم تنامي حضور المرأة في مختلف الاختصاصات الإعلامية، بما فيها البث الإذاعي والتلفزيوني وإخراج الأخبار والإنتاج والصحافة وغيرها، حيث يتركَّز اهتمام وسائل الإعلام حول إيجاد أصحاب الكفاءات القادرين على إنجاز مهامهم بحرفية وسرعة وفعالية.”

لطالما حملت المرأة راية تنمية المجتمع عبر التاريخ، وكان لها إسهاماتٌ مشهودة في إرساء دعائم التطوير في مختلف القطاعات. وتمثِّل النساء المتميزات في جميع المجالات، ومن بينهنَّ صفاء صالح، مثالاً على أهمية تمكين المرأة وتزويدها بكافة سبل الدعم وأدوات النمو والتقدم لتعزيز دورها في عالمنا المعاصر. وانطلاقاً من ذلك، تحمل المؤسسات الإعلامية على عاتقها مسؤولية إبراز جهود ومساهمة المرأة لتكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.

 

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ضامن وكونتكت تتعاونان لتقديم حلول دفع مبتكرة وتحسين تجربة العملاء

كتب إبراهيم أحمد :  أعلنت شركة “ضامن” للمدفوعات الإلكترونية، الشركة الرائدة في مجال الابتكار في ...