B العواقب الوخيمة للاسترضاء: لماذا يجب على العالم أن يغير مساره بشأن إيران؟ - جريدة الوطن العربي
الرئيسية » تحقيقات وتقارير » العواقب الوخيمة للاسترضاء: لماذا يجب على العالم أن يغير مساره بشأن إيران؟
https://cairoict.com/trade-visitor-registration/

العواقب الوخيمة للاسترضاء: لماذا يجب على العالم أن يغير مساره بشأن إيران؟


ربما لم يكن هناك صراع على مدار القرون الماضية حيث قام الخصوم بتنسيق هجماتهم بهذه الدقة في التوقيت والأسلوب. ما هي الآثار المترتبة على مثل هذه الاستراتيجية التي تستخدمها القوة أو الحكومة المهاجمة؟
ماذا يكشف هذا النهج عن الجانب المهاجم؟ هل يدل على فطنة سياسية واستراتيجية أم يأس وجمود؟
بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي على قنصلية النظام الإيراني في سوريا، والذي اعتُبر بمثابة ضربة كبيرة لآلية النظام الداعية إلى الحرب، حاول النظام اليائس رفع معنويات ناخبيه من خلال موجة من النشاط.
وبلغ ذلك ذروته بهجوم صاروخي على إسرائيل، شمل ما لا يقل عن 331 صاروخًا وطائرة بدون طيار. وبذلك، ضاعف النظام سلسلة أخطائه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقد سلط هذا الهجوم الضوء على نقاط الضعف المتصاعدة داخل البنية التحتية العسكرية للنظام.
ومما لا شك فيه أن تداعيات هذا الخطأ الفادح، إلى جانب إثارة الحروب ودعم الإرهاب في الماضي، سترتد على النظام نفسه. إن حماقة النظام في إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ هي بمثابة نذير لعودة تداعيات الحرب إلى أبوابه.
منذ بداية هذا الصراع، أصبح من الواضح أنه على عكس ادعاءات المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، وغيره من المسؤولين بعدم التورط، فإن الدافع للحرب، التي تهدف إلى قمع الانتفاضات والثورات في إيران، ينبع من الملالي الحاكمين.
ولم يحقق هذا الهجوم أي مكاسب عسكرية للنظام. وبدلاً من ذلك، أدت إلى تفاقم عزلته وحظيت بالإدانة الدولية، مما أدى في نهاية المطاف إلى تحميل النظام المسؤولية عن الترويج للحرب ودعم الإرهاب.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الافتراضية ساحات لفضح فظائع النظام، وتكرار الرغبة الجماعية في الإطاحة به. وحتى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بدأت في التدقيق في قادتها.
ويشكل تكرار سياسات خامنئي المضللة خطوة محورية نحو انهيار النظام والإطاحة به. وفي مثل هذه المنعطفات، يقع الطغاة في شرك سلسلة من الحماقات، ويفقدون القدرة على تصور المستقبل أو وضع الاستراتيجيات.
وغالباً ما يتزامن تسارع هذا التراجع مع صخب الثورة، مما يجعل من المستحيل على النظام تصحيح أخطائه أو استعادة ثقة الشعب ودعمه. على مدى العقد الماضي، أصبح من الواضح أن الشعب الإيراني عازم على سعيه إلى ثورة أخرى.
ومن بين المظاهر الأخيرة لحماقة خامنئي الإبقاء على كاظم صديقي، اللص والمزور، سيء السمعة، إماماً لصلاة الجمعة في طهران، وهو الأمر الذي قوبل بمقاومة من أنصار النظام.
ويجب ألا نغفل أهمية صلاة الجمعة باعتبارها ركيزة أساسية لأمن النظام وسياسته ومجتمعه ودينه وإثارة الحروب والقمع والديماغوجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إرسال وحدات الشرطة القمعية والفاسدة لقمع وترهيب النساء بحجة فرض قواعد اللباس الصارمة التي يفرضها النظام، يسلط الضوء على المأزق السياسي والاجتماعي العميق الذي يواجهه النظام، لا سيما في أعقاب انتفاضة 2022 والفشل الذريع في انتخابات مارس الماضي.
والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب على المجتمع الدولي، وخاصة القوى العالمية، ألا يكرر أخطاء الماضي في التعامل مع هذا النظام.
ويوضح الفحص بأثر رجعي، خاصة منذ عام 2001، العواقب الوخيمة لسياسات الاسترضاء التي تنتهجها القوى العالمية تجاه هذا النظام، مما يؤثر على الحياة اليومية لسكان الشرق الأوسط.
من الأمثلة الصارخة التي شجعت النظام ووكلائه في الشرق الأوسط على الاستمرار وتوسيع مساعيهم التدميرية، كان الرد الضعيف وحتى المهين من جانب المجتمع الدولي والقوى العالمية على الهجوم الكيميائي الذي شنه بشار الأسد على الغوطة، والذي وافق عليه النظام في طهران بلا شك (الأزمة السورية: “استخدام الأسلحة الكيميائية خطأ فادح، كما قال حزب الله لإيران”). وقد حفز هذا الحدث سلسلة من الكوارث في المنطقة.
والاستنتاج واضح: إذا ظل المجتمع الدولي سلبيا، فسوف نشهد المزيد من الدمار والفظائع على أيدي النظام الإيراني.

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الربان وسام هركي : توطين صناعة النقل يدعم الإقتصاد القومي

أشاد الربان وسام هركي الباحث السياسي و الإستراتيجي بالمجهودات الحثيثة لمعالي وزير النقل الفريق كامل ...