جريدة الوطن العربي سياسية – اجتماعية – اقتصادية – فنية- رياضية- مستقلة
روان عبد المجيد
أصابت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمي بعض فئات الجمهور بالتشتت والشعور بالدونية الاجتماعية والحرمان النسبي؛ وانعدام القيمة..فقط لأنهم يقضون شهر العسل في المالديف او لأنهم يقضون المصيف في الإسكندرية بدلاً من الساحل الشمالي! .
فقد وضعت السوشيال ميديا صوره مثالية ونمطية للسعادة؛ يفقد فيها الإنسان قيمته الذاتية ويبدأ في استمداد سعادته من مصادر خارجية؛ تحظي بتقدير مجتمعه وأسرته وأصدقائه دون أن يسأل نفسه؛ هل حقا أرغب في السفر أم أقم بأمور واهية لأجل الوجاهة الاجتماعية الزائفة؟.
ربما يكون هذا الفرد بطبعه شخصا ساكنا هادئاً لا يهوي السفر أو صخب الحفلات؛ ولكنه لا يكتشف ذلك في نفسه؛ وبالتالي لا يستطيع أن يشعر بالسعاده الحقيقة؛ لأنه لا يفعل ما يمتعه هو؛ بل يفعل فقط ما يراه الآخرون ممتعا.
يجب علي الانسان أن يعرف أنه يستمد قيمته من ذاته و ليس من وظيفه او منصب أو مال يحصل عليه ،فعلي الفرد أن يحب ذاته أولا ؛ ويدرك مقومات استحقاقه الشخصي.
لا ينبغي أن تكون إنسانا بجناحين أو ملونا بأشعة الشمس كي تصبح سويّا في أذهان البعض.
بمجرد أن يتخلص الإنسان من هذه المظاهر الخارجية ويبدأ في التركيز علي ذاته واستمداد قيمته من ذاته؛ سيبدأ بالوصول إلي نسخة أفضل منه كشخص قادر علي المواجهة وتحدي الصعاب ومواجهة النفس بعيوبها الدفينة؛وهنا سيبداء في اكتشاف ما يجعله سعيدا حقاً.
سيفكر بوضوح في مشاعره ويجد طريقة مثلي يعبر بها عما بداخله من أحاسيس يستطيع إبدائها بسبل سوية وعاقلة وأكثر نضجا ؛ بدلا من الوقوع في الصراخ والغضب علي أتفه الأسباب و التي قد تؤدي بدورها إلي عديد المشاكل الجسديه والنفسية التي تودي بالنهاية إلي العزلة والتهميش الاجتماعي والاكتئاب .
أود القول أن حياة الانسان مليئة بالتفاصيل المفرحة احيانا و المحزنة أحيانا أخري؛ وكذلك المملة في بعض الأوقات؛ لكنها أثمن وأفضل كثيرا من اختزالها في بعض المظاهر الثانوية فلا يجب أن نقسو علي أنفسنا بمعايير مصطنعة وبمشاعر زائفة.
